TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > س و ج مع الدكتور الوردي

س و ج مع الدكتور الوردي

نشر في: 4 أكتوبر, 2009: 05:39 م

7 سنوات يقضيها الدكتور الوردي في دكان حوار: حميد رشيد بضعة اسئلة وجهناها الى الدكتور الوردي ثم نسيناها. وذات يوم كان الدكتور الوردي يزور ادارة الاسبوع واخرج من جيبه رزمة من الاوراق ناولها صديقه المحرر الذي وجه اليه الاسئلة.وكانت هذه الرزمة هي اجاباته التي ضمنها شيئا من تاريخ حياته واشاع فيها كثيرا من روحه الخفيفة. انه هنا يتحدث عن السنوات التي قضاها مع الصعاليك، في السوق، عاملا في دكان.
ثم يتحدى ضريبة الدخل، وله الحق فهو، وان كان في ادبه يتحدث عن الصعاليك، سلطان بين المؤلفين، لانه يصدر من كل كتاب يؤلفه الاف النسخ تنفد في اسابيع قلائل وهذه هي الاسئلة مع اجوبتها:-وصفك احد النقاد بانك بدأت حياتك الدراسية في اروقة المساجد، فهل هذا صحيح؟.-صحيح وغير صحيح كذلك، الواقع اني قضيت معظم حياتي الدراسية في المدارس النظامية، فاجتزت الابتدائية والثانوية كسائر التلاميذ ثم امضيت سنة واحدة في معهد العلوم المالية، وسنة اخرى في معهد اللغات.واسعفني الحظ ان انتمي الى بعثة وزارة المعارف مرتين، ذهبت في احداها الى جامعة بيروت، وفي الاخرى الى امريكا حيث نلت شهادة الماستر والدكتوراه في علم الاجتماع.هذا ولكني انقطعت عن الدراسة النظامية خلال فترة طويلة بسبب الفقر، فعملت كادحا في السوق اذ فتحت لي دكانا، وكانت تلك الفترة مؤلمة لي ونافعة في آن واحد، حيث خالطت فيها الناس على شتى مشاربهم وتعرفت الى طبائعهم المتباينة وادركت مدى مايعاني الفقراء والصعاليك في دنياهم من شظف العيش، اذ كنت منهم. واتيح لي في تلك الفترة ان اتصل برجال الدين وارتاد مجالسهم واتعلم منهم، وهذا هو سر ثورتي على بعضهم. واستطرد الدكتور الوردي يقول: -عرفت في رجال الدين كثيرا من الفضلاء واهل الزهد والتقوى ولكني لاحظت ان هؤلاء الفضلاء ساكتون يرون العامة في ضلال انما هم لايجرأون على الاصلاح، بينما امتلأ الجو باصوات المشعوذين الذين يمالئون العامة ويؤيدونهم على سخافاتهم ثم يأتون في سبيل ذلك بالادلة العقلية والنقلية. -يتهمك بعض رجال الدين بأنك زنديق او ملحد، فما عقيدتك الدينية في الحقيقة؟-اود ان انتهز هذه الفرصة لاكشف لك عن عقيدتي بصراحة والواقع اني اكشف الان عن مذهبي الديني اول مرة في حياتي، وارجو منك الا تعجب اذا اعترفت لك باني زيدي الهوى والعقيدة، اي اني من اتباع زيد بن علي.وقد تسألني: من هو زيد هذا الذي تتبعه في عقيدتك الدينية؟.ان زيدا هو الزعيم العلوي الذي خرج على الامويين في ايام هشام بن عبدالملك ومن مزايا زيد هذا انه ثائر له فلسفة ثورية عميقة وله رأي في الامامة هو في نظري افضل رأي جاء به المسلمون في هذا الموضوع.والمؤسف ان نجد ذكر هذا الرجل مغمورا في تاريخ الاسلام، بينما هو والحق يقال، اعظم ثائر انجبه الاسلام بعد جده الشهيد – الحسين بن علي، والظاهر ان خصومه من الشيعة واهل السنة على السواء اجمعوا على طمس آثاره الفكرية والاجتماعية، فنسيه الناس تبعا لهم.واقصى امنية لي ان يساعدني الله على تاليف كتاب في هذا الزعيم العظيم، فهو خير كتاب استطيع ان التمس به الزلفى الى الله، وانا واثق ان العرب اليوم في اشد الحاجة الى ان يفهموا تراثهم القومي في ضوء ما جاء به هذا القديس الثائر.-نحن نعرف انك تنتمي بالنسب الى زيد بن علي، فهل من الصحيح ان نعزو اهتمامك بهذا الرجل الى صلتك النسبية له؟..-ربما، ولكن الذي اعرفه في نفسي اني لا اهتم بالنسب في تعيين عقيدتي وآرائي،، ولو كنت اهتم بذلك لتابعت ابي وجدي في عقيدتهما الدينية..والواقع اني لم اكن اعرف عن زيد شيئا كثيرا في مطلع حياتي،، وعندما اكتشفته اخيرا ملت اليه وكلما ازددت عنه اطلاعا اشتد حبي له وتعلقي به.-المعروف عن اهل اليمن في زماننا انهم يؤمنون بامامة زيد، فهل يعني هذا في رأيك انهم اصلح الناس في مذهبهم الديني؟.-كلا.. ان اهل اليمن لايختلفون عن غيرهم من عامة المسلمين، فقد فرق الزمن بينهم وبين امامهم الاول، كما فرق الزمن بين بقية المسلمين ونبيهم محمد، وشتان بين التابع والمتبوع.-دعنا الان عن القضايا الدينية وحدثنا عن نفسك وكتبك فما هو المبدأ الذي تسير عليه في التأليف والكتابة؟.-ان المبدأ الذي اسير اليه في هذا الصدد هو المبدأ المعروف عند اهل بغداد بإسم (خبز باب الاغا) اي اني احاول ان اجعل كتابي مثل الخبز الاغوي جيدا ورخيصا- جهد الامكان، وقد اتهمني بعض النقاد بأني مهرج ابتغي من التأليف دغدغة عواطف الجمهور، واذا كان خبز باب الاغا تهريجا، فاللهم اجعلني من المهرجين..اني في كتبي تاجر: وسأظل تاجرا فيها حتى اموت انما احاول ان اكون في تجارتي هذه امينا حيث لا اقدم للقارئ فكرة الا بعد ان اقتنع بصحتها شخصيا.وقد لايعلم القارئ اني لا اخرج الكتاب الى الناس الا بعد ان اقرأ من اجله كثيرا، اراجع المصادر واجهد نفسي فيها ليلا ونهارا.. ومعنى هذا اني اعرض على الناس خلاصة جهدي وعصارة أعصابي. وكثيرا ما ينتابني المرض والانهاك عند كل كتاب اشتغل به، ولي من الاطباء على ذلك شهود..-يقولون عنك انك تربح من كتبك ارباحا كبيرة، فهل هذا صحيح؟ وهل تدفع عنها ضريبة الدخل؟.-صحيح اني اربح من كتبي، ولكني لم ادفع ضريبة عنها، ولا ادفع ولن ادفع ابدا..ان مديرية ضريبة الدخل لم تتحرش بي حتى الان وهذا فضل كبير منها اعترف به، ولو فرضنا انها تحرشت بي في يوم من الايام فاني سوف اصر على الامتناع واتم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

افتتاح أول مستشفى حكومي في بغداد منذ 40 عاماً

لجنة نيابيّة لـ(المدى): ملف الكهرباء "شائك" ولا بديل عن الغاز الإيراني

الموت يخطف احد كوادر المجلس العراقي للسلم والتضامن

كاساس: بطولة الخليج ودية وفائدتها التعرف على اللاعبين الشباب

العراق يودع خليجي 26 بخسارة ثقيلة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram