يوسف فعلغرقت كرتنا منذ مواسم عدة في بحر الكسل والنوم في العسل والخوف من العمل بروح وثابة متجددة تواكب التطور، لاعتماد اتحاد الكرة على آلية محددة تتمثل بإقامة بطولة واحدة في أجندته الموسمية هي منافسات الدوري و الاستمرار بمجافاة بطولة الكأس التي تجمع فرق النخبة ،الممتازة ،الاولى والثانية ، وتشبت الاتحاد بالأعذار الواهية لمواجهة غضب المطالبين بعودة البطولة وإقناعهم بعدم إقامتها والتعلق بخيط الظروف الأمنية مضافاً اليها ضيق الوقت وزحام برامج المنتخبات الوطنية في الاستحقاقات الخارجية.
وأزاء هذا المشهد الدراماتيكي بقيت كرتنا أسيرة تلك الاعذار محبطة لا تستطيع كسر قيودها والتحرر منها، ولفك قيودها وانقاذها من محنة قلة التنافس في الموسم الواحد ، لابد لاعضاء اتحاد الكرة ان يتسلحوا بقوة القرار لإزاحة عتمة غياب بطولة الكأس من شمس الموسم الحالي الذي يبدو ان الاجواء مهيئة الآن لاحتضان البطولة وخروجها من شرنقة التوقف الاجباري لتوفر مقومات النجاح لها لرغبة اغلب الاندية بعودتها لانها تسهم بصورة واضحة بتطوير قدرات اللاعبين الفنية ، وكذلك تأمل لجنة الحكام بقرار العودة لاكتساب حكامها الشباب الخبرة والتسلّـح بخزين فكري يسمح باكمال شخصيتهم القيادية في الملاعب.واستمرار غياب بطولة الكأس له مردوات سلبية وعواقب وخيمة على مستقبل اللعبة للفوائد الفنية التي لا تحصى من جني ثمارعودة منافساتها في الموسم الحالي ، وتغييبها دليل على ضعف الجانب التنسيقي لدى الاتحاد خلال الفترة السابقة . واتخاذ القرار الشجاع من الاتحاد بعودة البطولة سيكون محاولة تصحيحية لتقوية الجانب الفني للاندية ، ولكن ذلك يتطلب منه نزع ثوب التردد وارتداء عوضاً عنه رداء الثقة ، لأن بقاء الوضع على ما عليه حالة شاذة وغير مقبولة لأن اغلب الاتحادات العربية والقارية تسعى بكل قوتها المادية والمعنوية الى استحداث البطولات الكروية المختلفة على مدار الموسم لتحريك الماء الراكد للاندية التي لا تحظى بشرف المشاركة الخارجية لكي تبقيها في جذوة الاستعداد والتهيئة لتقديم اقصى ما لديها لتطوير اللعبة والارتقاء بواقعها لمديات أوسع.وهناك اتحادات وطنية تقيم اكثر من بطولة في الموسم الواحد بمسميات مختلفة ، ومن المؤسف ان يتعذر اتحاد الكرة بمختلف الاعذار ويغض النظر عن عودة بطولة الكأس لتضليل الرأي العام بصحة قراره ، وتلك الاعذار تحسب على الاتحاد ولا تصب في مصلحته لأنه بقليل من التنظيم والفكر الاداري الناضج يمكن تبديد غيوم الخوف وضيق الوقت ، والامثلة عدة منها ان الاتحادات الوطنية العربية والقارية والأوروبية التي تشارك منتخباتها وفرقها سنوياً في بطولات متعددة لم تقم بالغاء اية بطولة لديها ولم تتحجج لإجهاض احلام اللاعبين والمدربين والجمهور بالاستمتاع بتنوع التنافس الكروي، لذلك امتلكوا ناصية التفوق بينما مستويات لاعبينا تأثرت كثيراً بقلة البطولات التنافسية واصبحت بحاجة ماسة الى اعادة النظر في جميع مفاصلها.وفق تلك المعطيات ومن منطلق تحقيق الفائدة حان الوقت لعودة بطولة الكأس الى ديار التنافس وستكون المناسبة سعيدة لفرق الدوري والاندية ،وهي تعد خطوة مهمة ومحطة للانطلاق نحو اكتمال مسابقات كرتنا بما يضمن سلامة النهج الخططي لها لكي تصل الى مرحلة التنافس على الصعيد القاري ، وبطولة الكأس لها ذكريات لا تنسى من ذاكرة جمهورنا مازالت محفورة في الاذهان تتنظر مَن يُعيد رونقها وينفض غبار الإحباط عنها.
نبض الصراحة: مَن يُعيد الكأس الغائبة؟
نشر في: 15 يناير, 2012: 06:57 م