TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الأخيرة :موسم اجترار الأحزان

السطور الأخيرة :موسم اجترار الأحزان

نشر في: 15 يناير, 2012: 09:33 م

 سلام خياط  بعد أن أعلن  عن انسحاب الجيش الأميركي القتالي ، والإبقاء على طاقم المهمات الصعبة – أقصد السهلة – غدا النقاش البيزنطي العقيم سلوى العامة والخاصة ،  متعلمون وجهال عاملون وعاطلون عن العمل  ، النقاش محتدم في المقاهي ، في الجامعات ، في البيوت ، على صفحات الجرائد،حول تسمية ( الغزو ) ، أهو احتلال أم تحرير؟ . البعض يصر على انه احتلال مع سبق الإصرار والترصد ،
وهو ما اعترفت به صاحبة الأمر والنهي ، القوة العظمى  والوحيدة ( ماما أميركا ), والاعتراف سيد الأدلة كما هو معروف . ولا تعتريه الشبهات.الاحتلال ليس بحاجة لتعريف ، فالمعرف لا يعرف كما يقولون، لكن للتحرير ألف وجه بألف اسم وكنية . لنفرض جدلا ان الغزو ( تحرير ) عندها  يثار سؤال منطقي عقلاني، تحرير من ممن ؟ تحرير الناس من لجة الخوف لإغراقهم في بحر الرعب؟  من التنكيل على الانتماء للحزب الأوحد للتنكيل على الانتماء للحزب المحظور ؟. من القتل الفردي  لحامل الرأي المخالف ، للقتل الجماعي لحملة الفكر النير ، من التعذيب بسبب معاداة النظام ، إلى القتل بدون ذنب ولا سبب ، من( تقنين) الخدمات المعيشية الأساسية ماء وكهرباء وبريد وخطوط هواتف أرضية وتوفير فرص عمل ، وزيادة رواتب الكادحين وإنصاف المتقاعدين ، إلى ( انعدام ) الخدمات الأساسية أو توفيرها بالقطارة ، من الهجرة الطوعية الفردية ، إلى الهجرة القسرية الجماعية. من هيمنة الحزب الواحد على مقادير  العباد وخيرات البلاد إلى  تشرذم الاحزاب والكيانات وانشطارها أفقيا وعموديا واستئثارها  بالموارد وحيوات الناس ، من منع السفر إلا للخاصة وذويهم ، إلى إطلاق السفر ووضع العصي بدواليب إنجاز الجواز الذي صار سبة وشتيمة في مطارات العالم . من ثراء محدود لأفراد معدودين لثراء فاحش لزمر وكيانات . من وجود أربع صحف تجتر الأقاويل ولا تقول شيئا، إلى مئة صحيفة تجتر الأخبار ولا يقرأها أحد .. من لا برلمان – برلمان سز – لبرلمان بنوائب ونائبات .. من وجود نفر من المستشارين  يشير لهم القائد فيمتثلون دون نقاش . إلى جمهرة من المستشارين لا يشيرون إلا ما يلخبط الرؤية ويبلبل الأفكار.. من الرشوة المستحيية المقنعة ، إلى الرشاوى العلنية والسافرة ،  من  إلى ...ومن .إلى .. ومن إلى ،، ألا ترون اننا نلوك أحزاننا ومآسينا ونتلذذ باجترارها كمن يلوك علكة أو يغزل الهواء ، وندري – يقينا ندري– ان العلكة لا تشبع ولا ترد عن جائع غائلة الجوع . وان غزل الهواء بمغزل الصوف مضيعة للوقت والجهد، وديدن الفاشلين!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram