سلام خياط بعد أن أعلن عن انسحاب الجيش الأميركي القتالي ، والإبقاء على طاقم المهمات الصعبة – أقصد السهلة – غدا النقاش البيزنطي العقيم سلوى العامة والخاصة ، متعلمون وجهال عاملون وعاطلون عن العمل ، النقاش محتدم في المقاهي ، في الجامعات ، في البيوت ، على صفحات الجرائد،حول تسمية ( الغزو ) ، أهو احتلال أم تحرير؟ . البعض يصر على انه احتلال مع سبق الإصرار والترصد ،
وهو ما اعترفت به صاحبة الأمر والنهي ، القوة العظمى والوحيدة ( ماما أميركا ), والاعتراف سيد الأدلة كما هو معروف . ولا تعتريه الشبهات.الاحتلال ليس بحاجة لتعريف ، فالمعرف لا يعرف كما يقولون، لكن للتحرير ألف وجه بألف اسم وكنية . لنفرض جدلا ان الغزو ( تحرير ) عندها يثار سؤال منطقي عقلاني، تحرير من ممن ؟ تحرير الناس من لجة الخوف لإغراقهم في بحر الرعب؟ من التنكيل على الانتماء للحزب الأوحد للتنكيل على الانتماء للحزب المحظور ؟. من القتل الفردي لحامل الرأي المخالف ، للقتل الجماعي لحملة الفكر النير ، من التعذيب بسبب معاداة النظام ، إلى القتل بدون ذنب ولا سبب ، من( تقنين) الخدمات المعيشية الأساسية ماء وكهرباء وبريد وخطوط هواتف أرضية وتوفير فرص عمل ، وزيادة رواتب الكادحين وإنصاف المتقاعدين ، إلى ( انعدام ) الخدمات الأساسية أو توفيرها بالقطارة ، من الهجرة الطوعية الفردية ، إلى الهجرة القسرية الجماعية. من هيمنة الحزب الواحد على مقادير العباد وخيرات البلاد إلى تشرذم الاحزاب والكيانات وانشطارها أفقيا وعموديا واستئثارها بالموارد وحيوات الناس ، من منع السفر إلا للخاصة وذويهم ، إلى إطلاق السفر ووضع العصي بدواليب إنجاز الجواز الذي صار سبة وشتيمة في مطارات العالم . من ثراء محدود لأفراد معدودين لثراء فاحش لزمر وكيانات . من وجود أربع صحف تجتر الأقاويل ولا تقول شيئا، إلى مئة صحيفة تجتر الأخبار ولا يقرأها أحد .. من لا برلمان – برلمان سز – لبرلمان بنوائب ونائبات .. من وجود نفر من المستشارين يشير لهم القائد فيمتثلون دون نقاش . إلى جمهرة من المستشارين لا يشيرون إلا ما يلخبط الرؤية ويبلبل الأفكار.. من الرشوة المستحيية المقنعة ، إلى الرشاوى العلنية والسافرة ، من إلى ...ومن .إلى .. ومن إلى ،، ألا ترون اننا نلوك أحزاننا ومآسينا ونتلذذ باجترارها كمن يلوك علكة أو يغزل الهواء ، وندري – يقينا ندري– ان العلكة لا تشبع ولا ترد عن جائع غائلة الجوع . وان غزل الهواء بمغزل الصوف مضيعة للوقت والجهد، وديدن الفاشلين!
السطور الأخيرة :موسم اجترار الأحزان
نشر في: 15 يناير, 2012: 09:33 م