 بغداد / آكانيوز باتت مجسرات عبور المشاة في بغداد تشهد عزوفاً عن استخدامها من قبل المواطنين، بالرغم اهميتها ودورها في تقليل الزحام وتسهيل انسابية عبور المشاة، والتقليل من حوادث الدهس في المناطق التي تشهد زحاماً وكثافة في حركة سير المركبات.
ويقول المواطن محمد حسان (22) عاما لوكالة كردستان: "ربما انا الوحيد الذي استخدم هذا المجسر المخصص لعبور المشاة مرتين في اليوم ذهابا وايابا، ولا اشاهد شخصا اخر استخدمه غيري، لذا بدا يتبادر الى ذهني انه ملك لي".واوضح: أن استخدامي للمجسر ليس بارادتي فأنا كنت سابقا لا استخدم جسور عبور المشاة مطلقاً لان تجاوزها يتطلب وقتا، ولكن حادثة دهس لأحد اصدقائي دفعتني الى اللجوء الى الجسر". وتنتشر عشرات مجسرات المشاة التي لم يشملها التطور العلمي والتكنولوجي في العاصمة بغداد، لكن بالكاد تستخدم من نفر من المواطنين حتى بعد افتتاح المغلق منها لاسباب امنية.وفي مقارنة بين مجسرات عبور المشاة الكهربائية في اقليم كردستان وبين تلك المنتشرة في بغداد التي تعود الى ثمانينيات القرن الماضي، يفضل المواطن المخاطرة بحياته وعبور الشوارع وان كان مخالفا، بدلا من استخدام مجسر مخصص لعبور المشاة، كما يقول حمد ياسين.ويضيف "نحن لا نستخدم مجسرات عبور المشاة لجملة من الاسباب اولها انها قديمة ما عادت تفي بالغرض المرجو منها، وثانيهما غياب الثقافة المرورية".وبين ياسين أن "مجسرات عبور المشاة وضعت لتسهيل عبور المواطنين على جانبي الطريق، ولكن اليوم هناك تطور وهناك مئات المواطنين من المسنين والمعاقين لا يمكنهم استخدامها لان ذلك يتطلب منهم جهدا، داعيا الجهة المعنية الى التفكير في ادخال التقنيات الحديثة على هذه المجسرات. واضاف: أن الاسباب التي اغلقت بسببها مجسرات عبور المشاة انتفت وأزيلت الاسلاك الشائكة واعيد افتتاحها، لكن لم يستخدمها احد من المواطنين، فهم اعتادوا على مدى ثمانية اعوام على عبور الشارع دون الحاجة الى مجسرات المشاة.وأغلقت عشرات مجسر ات المشاة في بغداد منذ عام 2003 بسبب  اجراءات امنية قد تتعلق بقربها من مؤسسة امنية أو منزل مسؤول او خشية استخدامها من قبل المسلحين لمهاجمة القوات الامنية والاهداف الحكومية الاخرى.وقد يكون غياب المجسرات عبئا يتحمله رجال المرور، فبعضهم يتولى وظيفة ثانية تتعلق بقطع السير لفسح المجال امام طلبة المدارس للعبور الى جانبي الطريق.اذ يقول مفوض المرور خالد لطيف: أنا في الدوام الرسمي للمدارس انسحب من تقاطع المسبح بمنطقة الكرادة لمدة ساعة واحدة صباحا، وساعة ظهراً لتمكين طلبة المدارس الابتدائية من العبور الى جانبي الطريق الرئيس للكرادة خارج بسبب عدم وجود مجسرات لعبور المشاة. وتابع بالقول: ان حالات دهس عديدة حصلت على طريق الكرادة خارج بسبب عدم تشييد جسر لعبور المشاة بالرغم من ان الطريق يعد من الطرق شبه السريعة وهناك مؤسسات حكومية ومدارس على جانبي الطريق تتطلب عبور المئات يومياً.وتفتقد العاصمة بغداد الى الكثير من الخدمات الاساسية كما انها تصنف على انها من بين العواصم العالمية السيئة من الناحية الخدمية، بالرغم من مساعي امانة بغداد الى تنفيذ مشاريع جمالية وأخرى خدمية.وتُقر امانة العاصمة بوجود مشكلة في مجسرات عبور المشاة، الا انها تؤكد أن هناك خطة وضعتها الامانة تتضمن اعادة تأهيل وانشاء مجسرات جديدة وفق تصاميم حديثة.وقال المتحدث باسم الامانة حكيم عبد الزهرة لـ(آكانيوز): إن هناك مشكلة في مجسرات عبور المشاة في بغداد وهي عانت الكثير من الاهمال خلال السنوات الماضية وبعضها اغلق لدواعي امنية، ولكن هناك خطة وضعتها امانة بغداد تهدف الى اعادة تأهيل المتضرر منها وانشاء اخرى جديدة وفق تصاميم حديثة".واوضح أن الامانة استكملت جميع التصاميم الخاصة بمجسرات عبور المشاة في بغداد لكن لغاية الان لم تحل الى شركات مختصة.وتشرف امانة بغداد على الجزء الاكبر من العاصمة من ناحية تقديم الخدمات وتتهم من قبل مجلس محافظة بغداد على انها متلكئة في تنفيذ العديد من المشاريع الخدمية نتيجة للفساد المالي والاداري.