TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > التشكيلي علي عجيل: ضبابية المشهد الراهن لا تتيح رؤية المستقبل الذي نتمنّاه

التشكيلي علي عجيل: ضبابية المشهد الراهن لا تتيح رؤية المستقبل الذي نتمنّاه

نشر في: 15 يناير, 2012: 09:41 م

الناصرية/ حسين العامل وهو يزحف بألوانه على خام اللوحة، تبدو فرشاته، وكأنها تقود جيشاً من الأفكار الجريئة، ففي مسعاه الذي يؤاخي ما بين سريالية الواقع وحداثوية البعد الآخر في فضاء اللوحة، يحاول التشكيلي علي عجيل أن يكشف لنا عن طيات الحزن في سترة الواقع.
يقول الفنان علي عجيل المولود في الناصرية عام 1962 عن تجربته الفنية، إن محنة الإنسان المعاصر وما يتركه من اثر عبر تجربته الإنسانية الثرة هي محور أعماله الفنية التي وظف فيها الكتل اللونية والمفردات الحياتية والإرث السومري لمدينته الموغلة في القدم. مشيرا إلى أن تجربته الفنية تعتمد وتعمد في تكويناتها الفنية على إضافة بعدا آخر للوحة يتيح للمتلقي مساحة كافية من التأويل ويمكنه أيضاً من فك شفرة العمل الفني. وأشار عجيل إلى أن تجربته الفنية لا تتعاطى مع كينونة الإنسان فقط وإنما مع مجمل التجارب الإنسانية بانتصاراتها وخساراتها وارثها الحضاري منوها إلى أن الموروث الشعبي والإرث الحضاري حينما يمتزجان بالحداثة يستفزان الذاكرة ويشكلان نوعا من التواصل الإبداعي بين التراث الإنساني ومنطلقات المستقبل. وعن الواقع الفني في عراق اليوم قال عجيل: إن الفنان اليوم يواجه جملة من العقبات من بينها انعدام الحافز لعملية الإبداع، فالفنان التشكيلي حينما لا يجد الجمهور الذي يتفاعل مع أعماله الفنية يشعر بالإحباط، وأضاف: فافتقار معظم المدن العراقية لصالات العرض الخاصة بالاعمال الفنية حرم الفنان من التواصل مع جمهوره وبالتالي حرم المتلقي من التواصل مع آخر التطورات الحاصلة في المجالات والتجارب الفنية وهذا ما انعكس سلبا على الذائقة الفنية لدى الجمهور. وعن المستقبل قال:  إن ضبابية المشهد الراهن لا تتيح رؤية المستقبل الذي نتمناه، وأضاف وهو لم يخفِ قلقه مما يدور الآن "المستقبل يكاد يكون غامضاً في ظل افتقار الإنسان العراقي لمقومات الحياة الإنسانية"، مشيرا إلى عدم إمكانية تطوير وعي وثقافة الإنسان في ظل مجتمع يفتقد الأمن والأمان والخدمات الأساسية. وفي الختام ناشد التشكيلي علي عجيل وزارة الثقافة والمؤسسات الفنية والثقافية بدعم الحركة التشكيلية وعدم تركها تواجه مصيرها بمفردها وسط عالم من الفوضى، موضحا أن المبدع وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية لا يمكنه أن يوفّق ما بين متطلبات الحياة والعمل الإبداعي مذكرا المعنيين بما تمثله الأعمال الفنية في حياة الشعوب كونها تمثل الواجهة الحضارية للبلد. وللفنان علي عجيل مشاركات فنية عدة من أبرزها ثلاثة معارض فنية مشتركة أقامتها رابطة التشكيليين الأردنيين ومنظمة اليونيسيف لفناني المنفى قبل عام 2003، ومعرض نهارات المدى الخامس فضلا عن المعارض المشتركة التي أقامتها جمعية التشكيليين العراقيين في ذي قار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

غادة العاملي: نجاح أي مؤسسة ثقافية يتطلب تخطيطاً مدروساً وأهدافاً واضحة

بيت المدى يستذكر شهداء انقلاب شباط الأسود

"حلوة الحلوات" بغداد عاصمة السياحة العربية بشكل رسمي

توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية

بعد تعاون دولي ومحلي.. أول ميدان للتزلج في العاصمة بغداد

مقالات ذات صلة

بيت المدى يؤبن المعماري العراقي الكبير هشام المدفعي

بيت المدى يؤبن المعماري العراقي الكبير هشام المدفعي

 بسام عبد الرزاق اقام بيت المدى في شارع المتنبي، الجمعة الماضية، اصبوحة تأبينية للمهندس والمعماري العراقي الكبير الراحل هشام المدفعي، استهلها الباحث رفعة عبد الرزاق بالحديث عن حياته المساهمة النوعية في اصدار مذكرات...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram