عن: نيويورك تايمز التحقيقات الفاسدة و الأكاذيب في مجزرة مدينة حديثة تعني بان عوائل الضحايا مازالوا ينتظرون العدالة . مرت اكثر من ستة اعوام، الا ان المجزرة التي وقعت في هذه المدينة في تشرين الثاني2005 ، مازال صداها يتردد في الشرق الاوسط، و اصبحت جريمة الحرب الشهيرة هذه –
التي خلفت 24 قتيلا عراقيا – واحدة من الاعمال الوحشية التي ارتكبت خلال الحرب، مما يسبب مرارة شديدة للناجين منها- بعضهم من الاطفال الذين فقدوا والديهم.العريف فرانك ووتريتش الذي قاد الوحدة العسكرية الى داخل بيوت المدنيين و اطلق النار من اجل القتل، يقدم أدلته هذا الأسبوع امام المحكمة. المحاكمة تجري وفق مجريات فاشلة و تحقيقات فاسدة . مع ذلك تبقى ضرورة توجيه الاتهام و رفض الاساءات التي ارتكبتها القوات الاميركية ذات اهمية كبيرة اذا ما كانت الولايات المتحدة تدّعي عزمها على التمسك بحكم القانون . بعد انفجار وقع داخل المدينة و تسبب في مقتل نائب العريف ميغيل تيرازا و اصابة اثنين اخرين، اصيبت الوحدة بالهلع و تملكها الغضب بقيادة ووتريتش و قاموا بايقاف سيارة اجرة و طلبوا من راكبيها الترجل ثم قاموا باطلاق النار عليهم و قتلهم، بعدها شنوا غارة على البيوت القريبة و هم يطلقون النيران و الرمانات اليدوية . كان من بين القتلى عدد كبير من النساء و الاطفال. ما جرى بعد ذلك ، كان تغطية لهذه الفعلة الشنيعة حيث نشرت الصحافة ان موت الضحايا المدنيين كان نتيجة الانفجار . الا ان الحقيقة بدأت بالظهور عندما بدأ محققون في حقوق الانسان و صحفيون اميركان بالاستقصاء و البحث في هذه القضية ، حيث قال جون مورثا عضو الكونغرس الاميركي " انها جريمة قتل بدم بارد ". فيلم " معركة حديثة " الذي يصور الحادث بكل وحشيته، أدى إلى انقسام النقاد حول النهج السياسي . تم إسقاط التهمة عن خمسة من المتهمين و بقي ووتريتش لوحده امام القضاء. ان كان هناك شك في تصنيف هذه الجريمة على انها جريمة حرب، فان هناك عدد من وثائق الادانة ظهرت في الأسابيع القليلة الماضية تثبت بلا أدنى شك ان مرتكبيها مذنبون. حيث عثر مراسل نيويورك تايمز على 400 صفحة من التحقيقات العسكرية التي أجريت في هذه القضية و التي كان من المفترض تدميرها عند مغادرة الاميركان للعراق ، في منطقة لجمع النفايات في بغداد. يقول احد الجنود في شهادته بان ووتريتش قد طلب من الرجال ان يطلقوا النار قبل ان يسألوا أحدا. شهادة اخرى تقول ان الجنود طلبوا من ركاب سيارة الأجرة الترجل و الانبطاح قبل ان يرشوهم بوابل من الرصاص . الجندي ستيفن تاتوم – الذي تم منحه الحصانة – اعترف بأنه أطلق النار على الأطفال. طبعا يجب علينا الا نلقي اللوم على الجنود الصغار فقط، بل علينا ان نسأل عن قواعد الاشتباك التي كانوا يعملون بموجبها و ان نفهم بان الكثير منها سبق و ان استخدمت في مدينة الفلوجة حيث جرى قتل عشوائي دون تأنيب من ضمير.العوائل العراقية، التي رفضت العرض المهين البالغ الفين و خمسمئة دولار كتعويض عن كل ضحية،مازالت تنتظر تحقيق العدالة و نحن كذلك، و ان ترى ما اذا كان النفاق الذي ساد في عهد بوش و تجاهل اتفاقية جنيف و حكم القانون سيستمر في عهد ادارة اوباما ام لا . كثيرون منا حاول تنظيم " صندوق حديثة " من اجل اعانة عوائل الضحايا ، الا ان هذه العوائل مهتمة أكثر بتحقيق العدالة ، انها مسألة شرف بالنسبة لهم .واعتبر المدعي العام العسكري الأميركي في مستهل محاكمة المتهم الرئيسي في قضية مذبحة قرية حديثة في العراق في الاثنين أن المتهم أمر رجاله "بإطلاق النار أولا ومن ثم طرح الأسئلة" ما تسبب بمقتل 24 مدينا عراقيا عام 2005. ورأى المدعي العام نيكولاس غانون امام المحكمة العسكرية في كاليفورنيا في مستهل جلسات الاستماع ان السرجنت فرانك ووتريتش تسرع في إصدار أوامر لجنوده بعدما رأى جثة جندي أميركي قتل بانفجار عبوة يدوية الصنع في 19 تشرين الثاني 2005 في بلدة حديثة الواقعة على بعد 260 كلم عن بغداد. وقال امام المحكمة العسكرية التي التأمت في قاعدة كامب بندلتون، اكبر قاعدة للمارينز في العالم والواقعة جنوب لوس انجلوس، ان "تلك الصورة أثرت على كل تفكير المتهم ذلك اليوم"ترجمة عبد الخالق علي
التحقيق فـي مجزرة حديثة يشوبه الفساد والأكاذيب

نشر في: 15 يناير, 2012: 10:22 م









