TOP

جريدة المدى > غير مصنف > استذكار ريتشارد هولبروك

استذكار ريتشارد هولبروك

نشر في: 4 يونيو, 2019: 12:37 ص

اسم الكتاب: الأميركي الذي لا يهدأ المؤلف: ديريك كوليت  وسامانثا باور ترجمة: عبد الخالق علي لم يكن ريتشارد هولبروك – الذي توفي عام 2010 أثناء عمله كمبعوث خاص للرئيس اوباما إلى أفغانستان وباكستان -  يتوقف أبدا عن الحديث حول الأخطاء التي ترتكب في العالم وكيفية تصحيحها، كما لم يكن مولعا بالسياسة الدولية التي أنهكته رغم أن طاقته التي لا تنفد هي التي أهلته للعمل تحت إمرة
 كل الرؤساء الديمقراطيين منذ حكم الرئيس جون كنيدي. كانت رغبته بالسلطة وقحة لدرجة أنها أعاقته عن إدراك المنصب الذي كان يشتهيه، إذ انه  لم يصبح  أبدا وزيرا للخارجية وهو الذي تتلمذ على يد شخصيات قوية مثل هنري كابوت اوج وافريل هاريمان ودين روسك، لكن كانت لديه براعة في زج نفسه من هامش المجادلات الدبلوماسية الى وسطها.كان هولبروك دائم السفر عندما لم يكن يشغل منصبا في الحكومة، وقد نشر مئات المقالات. انه كاتب ماهر لديه اهتمام كبير بتاريخ أوروبا (ويعود إليه الفضل في  تأسيس الأكاديمية الأميركية في برلين)، كما شارك في تأليف سيرة حياة كلارك كليفورد اللامعة الموسومة "مستشار الرئيس". وكذلك قام بتأليف كتاب  "من اجل إنهاء الحرب"، الذي يحكي قصة مفاوضاته من اجل إنهاء حرب البوسنة عام 1995. مؤخرا قام ديريك كوليت وسامانثا باور- عرفانا وتقديرا لهولبروك -  بتأليف   "الأميركي الذي لا يهدأ"  الذي يتضمن أيضا  مقتطفات من كتاباته وكانت الحصيلة كتابا رائعا.  يبدو أن هولبروك، الذي نشأ في سكارسديل – نيويورك، يمتلك غريزة خارقة للعادة حول المكان والموعد المناسب لاتخاذ الإجراءات. عندما كان طالبا محررا في هيرالد ديلي – جامعة براون، سافر إلى أوروبا عام 1960، وتولى عملاً مع صحيفة  نيويورك تايمز للمساعدة في تغطية القمة الرباعية في باريس. وكما ذكر بنيامين سكينر في إحدى مقالاته عن السنوات الأولى لهولبروك، فانه قد شهد خروتشوف وهو ينسف المؤتمر بخطاب عنيف اللهجة دام ساعتين ونصف عن غدر الدول الرأسمالية. ما لم يذكره المؤلفان أن كفاءة القوة الجوية في البلقان قادت إلى الاعتقاد المضلل بان تأجيج الحرب في العراق مسألة غاية في البساطة، وكان تغاضي المؤلفين عن هذه الفقرة غير موفق. كان هولبروك واضحا جدا خلال الاستعداد لحرب العراق عندما زعم بان من واجب دول التحالف إزاحة صدام حسين عن السلطة وان جورج دبليو بوش على الطريق الصحيح، حيث قال "اعتقد أن صدام حسين يعتبر حاليا أكثر قادة العالم خطورة، وان إزاحته – التي لا علاقة لها بأحداث 11 أيلول- تعتبر هدفا شرعيا مثلما كانت إزاحة ميلوسيفيك هدفا شرعيا". التشبيه هنا ليس دقيقا تماما، إذ أن أميركا كانت قد ردت على هجوم الصرب، بينما حرب العراق كانت وقائية. أليس من السهولة أحيانا الانحدار من الأخلاقيات الليبرالية الخاصة بانتهاك حقوق الإنسان الى تأييد استخدام قوات الجيش الأميركي في الخارج. كان على هولبروك نفسه أن يتمسك بحدود القوة الأميركية عندما حاول تنظيف الفوضى التي خلفتها إدارة بوش في أفغانستان، لكنه هنا وللمرة الثانية وجد أرضا صلبة منيعة مثل غابات فيتنام. كان من إجراءاته الأولى مواجهة الرئيس الأفغاني حامد قرضاي، الا أن تهديداته وعربدته لم تحقق الغرض. كما انه لم يكسب ثقة الرئيس اوباما الذي كان ينظر إليه بحذر منذ البداية. وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون هي التي كانت تفهم مواهبه وساعدت على ضمان توليه مهام المبعوث الخاص. كان هولبروك جزعا من ثلاثة أشياء متشابهة بين فيتنام وافغانستان: " وجود حدود غير قابلة للدفاع تضم مقدسات للعدو، واعتماد الاميركان على حكومة شريكة فاسدة، والأخطر من ذلك احتضان مبدأ محاربة الإرهاب الذي كان يعرف بأنه  إستراتيجية عسكرية ومدنية صعبة التنفيذ". لقد دفع بنجاح تجاه عدة سياسات ظرفية بضمنها مفاوضات مباشرة مع طالبان. كان شائعا ان هولبروك شخص غريب. ففي اطراء جميل ارسله الى جورج كينان عام 2005، كتب يقول " في واشنطن الحالية المعروفة بتفكيرها المتناقض، فان مثل هذا الشخص لا يمكن ان يظهر داخل الحكومة... انها خسارة كبيرة لأن التفكير الفردي  لشخص واحد  يمكنه احيانا تنويرنا وإرشادنا أفضل من كل الآخرين ذوي المستوى الرفيع ومن كل المفوضيات والاجتماعات داخل الوكالة". يمكن أن يكون هذا الإطراء تأبينا مناسبا لهولبروك نفسه. إعجابا بالرئيس جون كنيدي، دخل هولبروك الى الخدمة الخارجية عام 1962، وسرعان ما تم تعيينه في فيتنام. هناك كوّن صداقات مع صحفيين من امثال ديفيد هالبرستان ونيل شيهان اللذين كانا يشككان في الحرب. لدى عودته الى واشنطن، رسم خطا مستقيما للبيت الأبيض وصار مساعدا خاصا لنائب مستشار الامن القومي روبرت كومر وهو في سن السادسة و العشرين. كما ساعد في كتابة مسودات البنتاغون – " العملية التي بواسطتها زادت الحكومة الأميركية من دعمها لإحلال السلام". وكان عضوا صغيرا في الوفد الأميركي الى محادثات السلام في باريس عام 1968.مع ذلك ورغم حدوث الحرب الكارثية التي شهدها، فانه لم يدرك ان الوقت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

افتتاح أول مستشفى حكومي في بغداد منذ 40 عاماً

لجنة نيابيّة لـ(المدى): ملف الكهرباء "شائك" ولا بديل عن الغاز الإيراني

الموت يخطف احد كوادر المجلس العراقي للسلم والتضامن

كاساس: بطولة الخليج ودية وفائدتها التعرف على اللاعبين الشباب

العراق يودع خليجي 26 بخسارة ثقيلة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

السوداني يعرض المساعدة على السوريين لضمان تمثيل مكونات الشعب في النظام الجديد
غير مصنف

السوداني يعرض المساعدة على السوريين لضمان تمثيل مكونات الشعب في النظام الجديد

بغداد/ المدى أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مساء الأربعاء، استعداد العراق لتقديم المساعدة للسوريين، بما يضمن تمثيل جميع مكونات الشعب في النظام الجديد. جاء ذلك، خلال استقبال رئيس الوزراء، لوزير الدفاع الألماني بوريس...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram