TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > مجتمع العولمة.. على المسرح الهندي

مجتمع العولمة.. على المسرح الهندي

نشر في: 16 يناير, 2012: 06:13 م

عادل العامل تتناول " يودامبادي" Udambadi "  ، مسرحية الكاتب الهندي الراحل فيَلا  فاسوديفان بيلاي، الصراع الذي ينجم حين يستجيب الناس بطرق مختلفة للتغيرات التي تسببها العولمة. ولقد اختار مركز الفنون الأدائية والبصرية بجامعة كيرالا تقديم هذه المسرحيةً غير المنشورة كإنتاج رئيس لها لهذه السنة الأكاديمية، وفاءً لمؤلفها المخرج الراحل الذي كانت لديه أحلام كبيرة بشأن عمله هذا. ذلك أن المسرحية لم تكن منشورة وقد ظهرت بعد رحيله، مما زاد من اهتمام رواد المسرح.
وكانت الفكرة الواضحة في سؤالنا : "ماذا كانت الميزات في المسرحية التي جعلت المخرج راجا وريَر Raja Warrier  ميّالاً إليها؟".يقول الدكتور وريَر إنه من بين مسرحيات الدكتور بيلاي الـ 17، فإن "يودامبادي" تتّسم بالتفرد. فهذه هي المرة الأولى التي استخدم فيها الواقعية، مبتعداً عن النوع الشعري والرمزية اللذين طبعا جميع أعماله الأخرى. والأكثر من هذا، أن جو البيت إجمالاً كما صوّرته المسرحية قائم تماماً على المبادئ الغاندية. فالأب الذي لا يظهر على المسرح له حضوره على امتداد المسرحية، وهو يرشد الشخصيات الأخرى ويؤثر فيها. وقد جسّد قدراً من سمات الشخصية لدى الكاتب المسرحي نفسه، الذي عايشه المخرج لوقتٍ طويل، كما قال. إن معظم المواقف في المسرحية يمكن أن توجد في أي مجتمع، وفي أي مكان من العالم : الأب المثالي، البنت التي تؤلّه الأب، البنت الصغرى التي تجد الأب شخصيةً غير سليمة، وأخيراً الولد الذي يتزوجها وكان (ذات مرة) مؤتمناً على أسرار الأب. وفي مكان ما من هذا السياق، فإن ضجر الشباب والفتن التي يقدمها مجتمع متعولم تجبره على تغيير كامل في سلوكه ونظرته، ويتم إظهار هذا التفسخ الشخصي كي يراه الجميع. وليس هناك شخصية شريرة في المسرحية، سوى أن البعض قد انجرَّ بفعل التغيرات الحاصلة، على حد قول المخرج. وتبدأ المسرحية مع شانتي برابها ( التي تقوم بدورها سريلا راني )، الابنة الكبرى، حيث يُحتفى بعيد ميلاد الأب بينما يتزاحم أنصاره ومحبّوه في الخارج لسماع رسالته بالمناسبة. وتنتهك جلال اللحظة عودة الابنة الثانية، شاكونتالا (سوما س. سَيرامانيام). وتتبع ذلك ادعاءات لا تُحصى ضد الأب. فتمثّل الابنتان بذلك مثالية الأب من جانب والجشع المادي والنزعة النفعية من جانب آخر.وفي المشاهد الثلاثة التالية، يظهر زوج البنت راثيش مع وكيل يمثّل مصالح أجنبية هناك. كما جاء ضابط الشرطة محمد ليسمع رسالة عيد ميلاد الرجل العظيم الذي أخذه تحت جناحيه لسنوات كثيرة مضت، منجذباً إلى هناك بمثاليات الأب الرفيعة. ونسمع أصوات طلقات نارية ضمن حدود البيت ونعلم أن راثيش هو القاتل وأن اليوم لن يشهد أية رسالة من الرجل الذي آمن بالحياة البسيطة والتفكير السامي. وكانت المسرحية قد قدمها طلاب المركز الذين يعتبر الإنتاج بالنسبة لهم مطلباً أكاديمياً. وقد وفرت لهم كشفاً للفهم، " فما هي الواقعية وما التمثيل المنهجي، هذان أمران يمكن إيصالهما بنجاح على ذلك المستوى "،كما قال المخرج الدكتور وريَر، الذي يعمل أيضاً في مركز الفنون الأدائية والبصرية هذا.■ عن: The Hindu

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram