 طه كمر استبشر الوسط الرياضي خيراًً قبل بدء الموسم الحالي لدوري النخبة بكرة القدم كون نظام الدوري عاد الى سابق عهده الذي يقضي بنظام الدوري العام لمرحلتين من دون اللجوء الى نظام المجاميع الذي أفقد دورينا الجميل نكهته وحيويته ونشاطه الذي امتاز به من قبل .
نستطيع القول ان ما نسعى له ويطمح اليه المتابع الرياضي بدأ يتحقق من خلال الأداء الجيد للفرق المتنافسة إلا ان هذا لا يلغي عيوب الدوري التي أفرزتها مبارياته من خلال هبوط مستويات بعض الفرق وتذبذب مستويات الفرق الأخرى ما بين مدّ وجزر طوال الأدوار الأحد عشر التي انقضت من مشواره.إلا اننا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نزرع اليأس في نفوسنا نتيجة لهذا التذبذب الواضح في المستوى الفني الذي أدى الى هبوط فرق الزوراء حامل اللقب والصناعة صاحب المركز الثالث في دوري الموسم الماضي وكذلك فرق بغداد المتخم بالنجوم والكهرباء والنفط والمصافي وحتى فريق النجف الذي كان منافساً شرساً في الموسم الماضي الى مراكز لا تتلاءم مع ما تحمله هذه الفرق من طموحات كبيرة وضمها للاعبين من النوع السوبر في الوقت الذي يجب أن ننصف بقية الفرق التي حاولت جاهدة من أجل النهوض بواقع حالها بعد أن انتفضت من خلال ما تقدم من عمر الدوري لتثبت انها جادة في مسعاها الذي يتجسد بتحقيقها انجازاً يحسب لها وفق معطيات الموسم الحالي الذي يتسم بالمنافسة الجميلة من خلال خوض جميع الفرق المشاركة فيه مباراتين "ذهابا وأيابا" مع بعضها لتمنح جميع الفرق الفرصة ذاتها في تعديل وضعها وترتيب أوراقها بالاتجاه الذي تطمح من خلاله تحقيق هدفها .وقد أفرز نظام الدوري لهذا الموسم حالة صحية برغم تراجع عدد من الفرق الطامحة للتنافس على القمة إلا اننا لاحظنا ان هناك ثلاثة فرق تحتل مركز المقدمة وهي الجوية ودهوك والطلبة برصيد 24 نقطة وهذا ما يدعونا الى التفاؤل لمستقبل هذه الفرق بشرط عدم العودة الى الوراء من خلال التلكؤ الذي يصيب أداء لاعبيها فيما لا يزال فريق أربيل منافسا ساخنا للحاق بهذه الفرق ولديه ما يجعله يتعداها من خلال سعيه المشروع لتسلق القمة برصيده 22 نقطة مع امتلاكه مباراة مؤجلة أمام المصافي قد تجعله يتربع على قمة الفرق، وهذا يعني ان أربعة فرق متساوية الرصيد والحظوظ فيما يلاحقها فريقا الشرطة وزاخو برصيد 20 نقطة أي بفارق اربع نقاط فقط لنضمن بذلك ستة فرق بذات المستوى والطموح وهذا ما كنا نسعى له ونبغيه من خلال مطالبتنا خلال الفترة الماضية بانتهاج اسلوب نظام الدوري العام من مرحلتين .لذا يجب على جميع الفرق المتبارية سواء كانت في المقدمة أو ممن تقبع في ذيل اللائحة التركيز بصورة جيدة على مسيرتها لما تبقى من عمر الدوري خصوصاً ان هناك فسحة زمنية تستطيع جميع الفرق خلالها معالجة وضعها ومعاودة تحقيقها الانتصار كي تلحق بما فاتها ، وما يزيد من حلاوة دورينا هو الحضور الجماهيري الذي يذكرنا بربيع الكرة العراقية التي كانت تغصّ مدرجات ملعب الشعب والمحافظات بجمهورنا الجميل الذي يحضر مؤازراً ومشجعاً للعب النظيف بعيداً عن التعصب وانتهاج السبل غير الحضارية التي تكاد تطيح بالكرة العراقية كما حصل قبل أيام في مباراة الشرطة والزوراء التي دفع ثمنها فريق الشرطة.!