الرئيسية > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :إلـــى كــربـــلاء

نص ردن :إلـــى كــربـــلاء

نشر في: 16 يناير, 2012: 08:04 م

 علاء حسن خلال الايام الماضية ،استنفرت الاجهزة الامنية اقصى جهودها، وكعادتها في كل عام على تامين سلامية اعداد كبيرة من الذاهبين الى محافظة كربلاء مشيا على الاقدام لاحياء مراسم زيارة الأربعين ، وبسبب قطع العديد من الطرق والجسور ، تعطل الدوام الرسمي في معظم الدوائر الرسمية ، وبرغم كل هذه الاجراءات المشددة حصلت اختراقات امنية ، راح ضحيتها العشرات من الابرياء .
الطريق المؤدي من بغداد الى كربلاء ، اغلق  في ناحية اليوسفية ، وتم اختيار اخر بديل يمر من الرضوانية حتى المرور السريع ، ولم يكن معروفا لاصحاب المركبات ، سواء لمن يريد الدخول الى العاصمة او الخروج منها ، ولهذا بادر اهالي حي الشرطة الخامسة بكتابة "الى كربلاء  " على صناديق البيض الفارغة ، ليثبتوا المسار الصحيح لغرض سلوك الطريق البديل ، على الرغم من ان هذه المهمة تقع على عاتق الجهات الرسمية ، والتي قررت تحديد مسار بديل لمرور السيارات نحو محافظات جنوب غربي العاصمة .الطريق البديل لم يكن ملائما ومناسبا لاستيعاب الاف المركبات لانه متروك منذ سنوات ، وكان مستخدما من قبل القوات الاميركية ، فضلا عما يحتويه من مطبات ، وهو بمجمله وبشكله الحالي غير صالح لمرور السيارات الا في الحالات الاضطرارية.في كل عام تزداد اعداد الذاهبين الى كربلاء مشيا على الاقدام ، حتى اصبحت بالملايين ، وازاء هكذا ظاهرة لحفظ سلامة الاشخاص أولا ثم معالجة حالة الزحام في العاصمة ، بات من الضروري ايجاد اساليب جديدة ، والمهمة لا تقع على الجهات الرسمية فحسب بل حتى على المراجع الدينية بان تقترح ان  يبدأ  مسير الاشخاص من خارج العاصمة ثم التوجه الى كربلاء ، وهذا الرأي طرحه رجل دين عبر فضائية عراقية ، لغرض توفير فرص الحماية لطريق  واحد مؤمن من قبل الاجهزة الامنية والاخرين الذين يقدمون خدماتهم من اصحاب المواكب المنتشرة على جانبي الطريق من بغداد الى كربلاء .في مثل هذه المناسبات ترتفع الاصوات الداعية الى تشكيل وزارة او هيئة رسمية تتولى الاشراف على تنظيم الزيارات الدينية ، وبعيدا عما تحمل هذه الدعوات من اغراض ربما تكون سياسية ، فانها باتت حاجة ملحة لغرض التنظيم ، وضمان عمل الدوائر الرسمية بانتظام من دون غلق ابوابها امام المراجعين ، وتأجيل انجاز معاملاتهم ، فضلا عن توفير قدر من الحماية واحباط المخططات الارهابية،  كما يقول المسؤولون ، التي تستغل الفوضى لتنفيذ عملياتها الارهابية.وبالعودة الى ما كتبه اهالي حي الشرطة الخامسة ، وما قدموه من خدمة لاصحاب المركبات المتوجهة الى كربلاء والقادمة الى العاصمة  بغداد ، فانهم اكدوا  دور الجهد الاهلي في هذه المناسبة وتفوقه  على الجانب الرسمي في تقديم خدمة كبيرة وجليلة،  تجاهلتها جهات اخرى ، تحرص على دائما على جعل المناسبات الدينية صورة تعكس الولاء الحزبي والفئوي  لصالح اطراف فشلت في ان تقدم خدمة  واضحة كما فعل أهالي حي الشرطة الخامسة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram