TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق : بغداد.. والخوف منها أو عليها

سلاما ياعراق : بغداد.. والخوف منها أو عليها

نشر في: 16 يناير, 2012: 08:16 م

 هاشم العقابيلو حللنا توقعات السياسيين العراقيين حول ما ستجره "قضية الهاشمي" من مشكلات أو ويلات، سنجد اغلبهم يتوقع الأسوأ. مختصر أغلب التوقعات ان البلد ستجر الى حرب طائفية أو أهلية. أي ان من سيدفع الثمن هم الناس وليس السياسيون. والنتيجة المأساوية المتوقعة هي ان هناك دماء ستسيل وبيوتا ستهجم.
في كل البلدان التي تحترم شعوبها، اذا كان هناك امر يهدد امن البلاد أو الشعب، نجد أن ساستها وحكامها يلغون سفراتهم ويركنون مشاكلهم السياسية جانبا وينشغلون فقط بوضع الخطط الكفيلة بحماية ارواح الناس وممتلكاتهم. لا ينكر ان بعضا من سياسينا، رغم قلة هذا البعض، قد استشعر الخطر وتصرف بحكمة وحرص كبيرين فخطط لعقد "المؤتمر الوطني". لكن أغلب السياسيين، وللأسف، اهتم باثبات انه الأقوى، قبل ان يهتم بمخاوف الناس من نتائج الازمة الحالية (مال عمك ما يهمك). ولولا هؤلاء لما تأخر انعقاد المؤتمر الذي لو توفرت له نوايا وطنية صادقة لانعقد خلال 72، ان لم اقل 24، ساعة.فالهاشمي الذي تعد قضيته هي محور الأزمة في هذه الايام، قبل ان يمثل أمام القضاء، لكنه اشترط ان لا تكون محاكمته في بغداد. لا بل واشترط قبلها حضور جهات عربية ودولية لتراقب محاكمته. غريب ان يرفض بغداد وهو ابنها وفاز نائبا عنها بـ 201 ألفين!. ثم على الطرف الثاني نجد التحالف الوطني ومن قبله دولة القانون، الذي أشعل فتيل الازمة، يصران على ان المحكمة يجب ان تقام ببغداد، والا فلا. سبحان مغير الأحوال. فالحكومة برمتها بدءا من رئيس وزرائها الى نائبه الى تخصيص "كمية" الوزراء لكل كتلة، تم تعيينهم بمؤتمر توافقي عقد في اربيل. لم نسمع، بوقتها، أي طرف اصر على انعقاده ببغداد. لا بل ان فلاح السوداني الذي كان وزير التجارة التي مقرها بغداد، جرت اجراءات مقاضاته في السماوة.كنت اتوقع ان المكان، حتى ولو كان في المريخ، ليس مهما. فالمكان، كائنا ما يكون، ما هو الا وسيلة لا قيمة لها اذا كان الهدف حقا هو حماية ارواح المواطنين وحقن دمائهم. وتغليب الوسيلة على الهدف ما هو الا سلوك دكتاتوري أو فاشي جربناه ولم نتخلص من عواقبه المريرة الى يومنا هذا.لو كان الهاشمي حقا حريصا على دماء شعبه  لقبل بحضور المحكمة حتى لو كانت في عفك. كذلك لو كان الائتلاف الحاكم بكل اطرافه فعلا يحرص على تطبيق العدالة ويرى ان دماء العراقيين اثمن من المناصب، كما ادعت واحدة من اعضائه، لما جعل من مكان المحكمة "شرفا"  يستحق ان يراق على جوانبه الدم.أما بغداد التي تعلم جيدا انه لا الهاشمي يخاف منها، ولا المالكي يخاف عليها، فسيظل لسان حالها يقول: "من خيرهم ما خيروني .. ومن شرهم عمّوا عليه".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram