TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وقفة: شبابنا يتساءلون !!

وقفة: شبابنا يتساءلون !!

نشر في: 16 يناير, 2012: 09:58 م

 عالية طالبحين حصدت الحروب أرواح شبابنا على مدى ثلاثة عقود ،كنا نمني النفس فيها بأن الغد لابد أن ينبلج عن صبح جديد يعيد الحياة بكافة تفاصيلها المبهجة إلى قلوب وعقول شبابنا، وكثيرا ما تأسفنا حين كنا نقارن حيواتنا " الشبابية" بحياة شعوب أخرى ونتساءل  أهو قدرنا ان نعيش بين الدموع والألم والتشتت والخوف والتخطيط الآني وضياع الصورة المشرقة للمستقبل ،
 وافتقادنا إلى التحديث الفكري والمنهجي والتكنولوجي والحياتي والتقني والمعماري والأكاديمي وتنمية الهوايات الحقيقية ورعاية الأفكار والمبادرات والمعارف؟ ، تلك الأسئلة القديمة كانت مدار تساؤلات عقولنا طوال العقود الثلاثة وشاركتنا كل الأجيال التي تناسخت تباعا خلالها في إبقاء ذات التساؤلات وربما أضافت إليها الكثير مما فاتنا نحن  الغوص فيه .عقود تمر وعقد آخر مر منذ التغيير ونحن نرقب شبابنا بوجوههم الفاترة بحماستها والقلقة على مستقبلها والمتوجسة من يومها والمتأسفة على انقضاء الأيام والأشهر والسنوات والدوامة تلف الجميع بلا تغيير يعيد البهجة للنفوس ، زادت مطالب الشباب وهم  يتفحصون واقع من بأعمارهم في بلدان العالم المتطور والنامي وحتى المتخلف، والمقارنة تشتد بلا هوادة ، وتخلف طعما مرا لا يمكن إزالته بسهولة ، شاباتنا  يخشين تطوير أنفسهن ويتراجعن عن الإفصاح عن رغباتهن المشروعة حتى لا يستلمن أجوبة موجعة وتبدو الحياة أمامهن وكأنها سلسلة  تتناسخ كل يوم بذات التفاصيل وبنفس الأحداث وبمطابقة مؤذية لأيام تمر بلا تجديد يضيف للعقول كل ما تسعى للوصول إليه .أين مراكز الشباب التي تعلم السباحة ، النجارة، النحت، الرسم، الخياطة، التطريز، الصناعات الشعبية، التعارف المجتمعي مع الأصدقاء ، ثقافة السلم والجمال الغائبة، ثقافة القراءة الغائبة، ثقافة الموسيقى المتراجعة ، ثقافة الرياضة المترهلة ، ثقافة الفهم الواعي لمجريات الماضي والحاضر وفهم المستقبل ، أين مراكز الثقافة الشبابية التي تصل لكل الأعمار وتجيب عن الأسئلة الصعبة والسهلة وصولا إلى إيجاد المنافذ الصالحة لاستيعاب الطاقات الخلاقة التي دأب العراق  بكل تاريخه الحضاري على رفدها للعالم وتحت اقسى الظروف والأوضاع .الشباب لم يعد الشات والايميل والفيس بوك يرضيهم ، هم بحاجة إلى التعامل الموضوعي مع الحياة بكل أبعادها الإنسانية والتعليمية والتثقيفية ليكونوا فعلا أبناء العراق الذين سيكملون مسيرة الأيام القادمة بثبات وعطاء وتميز وإضافة نوعية .الشباب لم يعد التعامل مع الصبر والتحمل والخوف يشغلهم كثيرا بعد أن أدمنوا الظواهر السلبية التي رافقتهم طويلا واستوطنت في نفوسهم.الشباب يبقى دائما يجيد إنتاج الأسئلة التي تصطدم بالجدران التي تحوط بهم وتعود لعقولهم مجددا وهم يكتشفون تباعا أن لا احد يهتم كثيرا بتوفير الأجوبة بقدر ما يتسببون بأوضاع مربكة تضخم حجم أسئلة أخرى سيصر الشباب على عدم اصطدامها بذات الجدران مجددا !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram