بغداد / المدىاعلن مستشار بارز لرئيس الوزراء، أمس الاثنين، عن مساعٍ حثيثة تبذلها لجنة مصغرة لإقناع رئيس إقليم كردستان وزعيمي التيار الصدري والقائمة العراقية للمشاركة في أعمال المؤتمر الوطني، مؤكدا أن الأسبوع المقبل سيحدد مشاركة هؤلاء الزعماء. لكنه توقع عدم حضور بارزاني لأعمال المؤتمر لاقتناع الأخير بعدم جدوى اجتماعات لا يتم الالتزام بمقرراتها.
في هذه الأثناء، قال التيار الصدري ان المؤتمر الوطني المقبل ليس سوى "لقاء تشاوري" لن يتجاوز حل بعض الملفات العالقة فقط، معتبرا الحديث عن انهيار العملية السياسية اذا ما فشل مؤتمر الكتل "تهويلا إعلاميا". وأبدى تخوّفه من أن يصادر قادة الكتل صلاحيات السلطات الثلاثة مبديا رفضه المسبق لذلك.لكن القائمة العراقية، بزعامة إياد علاوي، بدت متفائلة بحلحلة الأزمة السياسية الراهنة لان قادة الكتل "باتوا على المحك أمام جماهيرهم" ممن اقنع الجميع بضرورة التوصل إلى حلول مرضية، مستبعدة في الوقت ذاته اللجوء إلى حكومة الأغلبية السياسية. وكانت اللجنة التحضيرية للمؤتمر عقدت أمس الأول لقاءً بحضور الرئاسات تقرر فيه ترحيل الأزمة إلى الاحد المقبل. وفي هذه الفترة ستجري اللجنة مشاورات، وعلى ما يقول المستشار عادل برواري، مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وزعيم القائمة العراقية إياد علاوي ومقتدى الصدر زعيم التيار الصدري من اجل إقناعهم بحضور المؤتمر.ووصف برواري المشهد السياسي بالشائك والمعقد، موضحا في تصريح لـ(المدى) أمس، "يوم الأحد المقبل ستتضح معالم المؤتمر والجهات التي ستحضره لكن غياب الزعماء الثلاثة عنه سيضعف من فرص نجاحه".برواري، القيادي في التحالف الكردستاني نقل عن بارزاني عدم رغبته حضور المؤتمر، مشيرا إلى أن "رئيس الإقليم يرى عدم جدوى عقده لعدم التزام العراقية ودولة القانون باتفاقيات أربيل، وان حضوره المؤتمر لن يضيف شيئا"، محذرا من فشل المؤتمر الوطني المقبل الذي "سيضع الجميع على مفترق طرق في هذه الحالة بين تشكيل حكومة أغلبية أو حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات جديدة"، معتبرا أن "كلا الأمرين يضع العملية السياسية على الهاوية".من جانبه، أبدى التحالف الوطني خشيته من سحب صلاحيات السلطات الثلاث وإعطائها إلى قادة الكتل السياسية، مهددا باللجوء إلى المحكمة الاتحادية للطعن بأي قرار او قانون خارج الاختصاص. عضو الوفد المفاوض للتحالف الوطني والقيادي في كتلة الأحرار الصدرية، امير الكناني لا يعول كثيرا على المؤتمر الوطني، بل اعتبره لقاء بين قادة الكتل السياسية لمناقشة عدد من القضايا العالقة لاسيما تلك التي بين ائتلافي العراقية ودولة القانون.الكناني في تصريحه لـ(المدى)، بين "أن فشل المؤتمر لن يؤثر على العملية السياسية باعتبار أن الحكومة تشكلت وفق اتفاقيات أربيل ووزعت المناصب"، مبينا "أن اللقاء سيقتصر على حل بعض المشاكل السياسية لا جميعها وبالتالي فأن التهويل الإعلامي له والمخاوف من فشله غير مبررة".وتوقع عضو الوفد المفاوض للتحالف الوطني أن "تسعى قيادات بعض الكتل السياسية إلى سحب صلاحيات السلطات والتدخل في عملها من خلال جملة من التوصيات"، لكنه حذر "سنقف بوجه أي تجاوز على الصلاحيات باللجوء إلى المحكمة الاتحادية والتي سترد أي قانون أو قرار غير دستوري".بالمقابل بدا ائتلاف العراقية متفائلا حيال المؤتمر الوطني، مستدلا بوجود رغبة لدى قادة الكتل في حل الأزمة السياسية. عضو الوفد المفاوض للعراقية حامد المطلك قال لـ(المدى)، أمس "إن حلول الأزمة بانت في الأفق لاسيما مع الحرج الكبير الذي يتعرض له قادة الكتل السياسية".وتابع "ان القادة سيكونون على المحك وفي حال فشل المؤتمر سيخسر القادة قواعدهم الجماهيرية"، مستبعدا اللجوء الى حكومة الأغلبية السياسية بالقول "إذا ما تشكلت سندمر البلاد لأننا في حكومة الشراكة لا نستطيع المشاركة في القرار وهناك إقصاء بحقنا فكيف الأمر إذا ما كانت حكومة أغلبية يسيطر عليه التحالف الوطني".
الأحرار لا تراهن على القمّة المرتقبة والعراقية متفائلة: الزعماء على "المحك"
نشر في: 16 يناير, 2012: 10:33 م