TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > منطقة محررة: فـي زيارة معرض عـن الـطـفـل بـيـكـاسـو

منطقة محررة: فـي زيارة معرض عـن الـطـفـل بـيـكـاسـو

نشر في: 17 يناير, 2012: 06:40 م

 نجم واليلقد روّج بيكاسو ذاته أسطورة كونه طفلاًَ غير عادي "كان لي من العمر ست سنوات تقريباً أو ربما أصغر، كان هناك في صالون البيت تمثال لهرقل واقفاً على ركبته، هكذا جلست قبالته ورحت أرسمه.
ولكن لم تكن تلك رسومات طفل، إنما كانت رسوماً حقيقية". هكذا لفق بيكاسو القصة.ولكن الحقيقة، أن الورقة التي رسم عليها تحمل التاريخ 1890. الرسام الإسباني بابلو رويز لم يكن في السادسة، بل كان عمره تسع سنوات، كان سلفاً قد ملأ معظم الكتب المدرسية بالرسوم، أن مهارته التكنيكية مأخوذة عن الأب، الذي كان رساماً ومعلماً للرسم في مدرسة الفن في مالاغا (ملقا).والمدربة بشكل صارم، كانت قد نضجت بدقة مضبوطة. منذ البداية كان يرسم، أكثر مما يتكلم، أشاعت الأم تباعاً. وعندما أصبح في الثالثة عشرة، ترك الأب وظيفته لكي يدعم نجاح ابنه. كان يرسم، قبل أن يتعلم القراءة."أن علاقته مع كل طفولته كانت متناقضة، لأنه هو ذاته لم يُسمح له أن يكون طفلاً"، يكتب مؤرخ الفن فيرنر شبيس، المتخصص المعروف ببيكاسو، الذي هو وراء تنظيم المعرض في صالة الفنون في هامبورغ، والذي يعطي صورة جديدة عن الرسام "الفحل": أكثر من 200 عملاً من مراحل بيكاسو الإبداعية المختلفة، توثق "عالم الأطفال"، وكيف أن الرسام العملاق كان مع مرور الزمن يستعيد نظرة الطفل الغير حائرة.لم يتابع أي رسام في قرننا هذا الموضوع بمثل هذه القوة، كما فعل بيكاسو، وهذا ما يؤكده المعرض لنا، فحتى في إنشاءات اللوحات التكعيبية المتشظية هناك ما هو "طفولي": هناك دوافع هواية طفولية في عمليات اللصق والكولاج، مضافاً إليها الاسترجاع الانفعالي للبدائية الجمالية، التي بعثتها التماثيل الأفريقية في بيكاسو.لقد ظل الأطفال، وعلى مدى تطور الفن في قرننا،  يخدمون فناني القرن كموضوع مواجه لعالم الكبار، وإن لم يتم الحديث عن هذا الموضوع بصوت عال. فعالمهم، غزير المشاعر، أحياناً عاطفي جداً، بريء، جدي وكله مشاركة في المشهد الذي يحويه. بيكاسو يصف في أكثر من مكان وبتعجب حيرتهم، عنفهم وألمهم. بنظرة باردة وريشة واقعية يطور بيكاسو الشاب من خلال صور الأطفال صورة إنسانية مليئة بالفقر والحزن. عميان وأطفال خّدج ومعوقون يطوفون فوق لوحات المرحلة الزرقاء. الأطفال هم أبطاله المفضلون. الرسام يخطفهم إلى عالم المشعوذين والبهلوانات في أصباغ ثخينة كالنقوش وفي ألوان وردية غالباً، في البحث عن الطفولة الضائعة  (طفولتهم؟). ليس هناك أي من أعمال بيكاسو المبكرة يُذكر بشخبطة الطفل ـ الشقاوة أو بأشكال الرسم الأولى بدافع دراسي، والتي عادة ما تخلو من عفوية.يكتشف بيكاسو طفولته أول مرة وهو في عمر الـ 64. في زيارة لمعرض رسم للأطفال، الذي نظمه الجمعية البريطانية المحلية في باريس عام 1945، يكتب "عندما كنت في سن هؤلاء الأطفال، كنت أستطيع أن أرسم مثل رافائيل. لقد استغرقت سنين طويلة حتى استطعت أن أرسم مثل هؤلاء الأطفال".عندما أصبح بيكاسو أباً للمرة الأولى كان عمره 40 عاماً، وكان يعيش مع آولغا كولوفا. باندهاش يتابع تطور ابنه باولو، وكيف يبدأ في اكتشاف العالم. حينها يبدأ في النظر إلى العالم من خلال عيون طفل، ولكن بالرغم من ذلك وحتى ذلك الوقت لم يكن في قدرته نقل ذلك إلى اللوحة.يعلق بيكاسو على الهيئات غير المعروفة في لوحاته تباعاً:" هذا الطفل هو أنا بالذات. أما الآخر الذي ترونه أمامكم هو أنا الذي لم أعده منذ زمن طويل. أنني منذ البداية كنت شخصاً آخراً...." غالباً ما كان بيكاسو يخاف من تغريب أطفاله على اللوحات، وهو يبدأ بتوظيفهم كموضوع، عندما يتغير أسلوبه تماماً. حينها سيجلس ولي العهد باولو مقنعاً ومتصلباً، مثل شخصية ملك صغير.بعد 15 سنة يرسم بيكاسو بارتباك طفلته مايا مع لعبة في يدها. بعدها يتشجع أكثر، فيبدأ برسم ابنته دورا مارا من حبيبته ماريا تيريزا، والتي يشعر بانجذاب قوي نحوها. كان عمرها سنتين، وكانت تشبه أبيها كثيراً: مليئة العود، وضخمة، تملك ذات النظرة الثاقبة لأبيها، حتى أنها تصبح الشخصية الرئيسة لأعماله.عند نهايات الأربعينات يأتيه الطفلان : كلود وبالوما من علاقته  مع فرانسواز جيلوت. السلوك العبثي للصغيرين يبعث في بيكاسو المسقوم في ذلك الوقت السرور. بشجاعة يكتب مازحاً "أنهما ليسا طفلان enfants،  أنهما فيلان elephants! "، طبقاً لذلك يرسم بورتريه لهما من دون اضطراب. وعندما تستبدل بالوما ألعابها مقابل سيارات كلود ذات يوم، يستدعي بيكاسو الطبيب. كل شيء على ما يرام.يطمئن الطبيب. وبعدها بمدة قليلة يظهر كلود بسياراته وبالوما بألعابها على إحدى اللوحات، التي اسمها "ألعاب ومطالعات".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram