اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > العاطلون بالملايين والوظائف تتقلص إلى(58) ألف درجة!

العاطلون بالملايين والوظائف تتقلص إلى(58) ألف درجة!

نشر في: 17 يناير, 2012: 06:52 م

 بغداد/ وائل نعمة  تصوير/ ادهم يوسفيحتفظ أحد المصورين الفوتوغرافيين بوجوه  لشخصيات التقطها في الشارع وضعها داخل ألبوم أحمر كتب عليه "حدث في العام الماضي" ، وعلى الرغم من تطور أنواع الكاميرات إلا أن احمد - خريج كلية الفنون الجميلة - يصر على استخدام نوعية من الطراز القديم،
 حصل عليها في عيد ميلاده الخامس عشر، لولعه بالتصوير منذ نعومة إظفاره ، الكاميرا القديمة لها قيمة كبيرة لدى المصور لأنها هدية والده الذي توفي قبل سنوات بمرض عضال، وعاش احمد حياة صعبة من دون أب، والتزم هو بمصاريف العائلة، لاسيما وانه الابن الأكبر للعائلة ،واستطاع أن يوفق بين العمل والدراسة حتى تخرج منذ خمس سنوات من الكلية، ولم يجد عملا يتناسب مع شهادته وفضل البقاء على مهنته القديمة في التصوير...الألبوم يعده احمد شاهدا على أحداث مضت ، فعام 2011 كان يتحدث في الصور عن مآسي شباب في الحصول على عمل في وسط يزدحم فيه الفساد الإداري والمالي، وتنتفخ بعض البطون وتتدلى كروش فوق كراس أزلية، التصق بها المسؤول ولا يمكن إزاحته عنها "ولا بالطبل البلدي" – كما المثل المصري الشائع – صور تترجم تزايد أعداد البطالة الحقيقية والمقنعة في بلد مشحون بالمهاترات السياسية وضياع الأموال، فعلى حد قول النائبة ماجدة التميمي عضو اللجنة المالية في البرلمان، فإن 8 ترليونات دينار صرفت في العام الماضي خارج الموازنة، وأكدت التميمي في لقاء مع احدى الفضائيات العراقية بان اللجنة لا تعرف أين أنفقت تلك الأموال، فلا توجد وثائق تثبت صرفها في مجال ما ، مؤكدة عدم اتضاح الصورة أمام اللجنة في واردات النفط وإيجارات عقارات الدولة ومبالغ الإيفاد، فضلا عن تأكيدها بان بعض المسؤولين يحصلون على مبلغ ستة مليونات كمخصصات ضيافة، ولديهم أكثـر من ستين سيارة تستهلك وقودا وقطع غيار تتحملها الميزانية العامة.rnصور من داخل المتن!  يقول أحمد عن إحدى الصور التي تظهر شابا ضخم الجثة بشوارب كثيفة يقف وسط جسر تتكدس فوقه السيارات وهو يبيع  ألعابا بلاستيكية؛ "ضفدع " يخرج لسانه كلما ضغط على بطنه: إن هذا الشاب لا يحصل في بقائه فوق الجسر إلا على خمسة آلاف دينار يوميا في أحسن الأحوال! وفي أسفل صفحة الألبوم يتدافع شباب قرب معرض بغداد الدولي لإيصال "فايلات" إلى شخص تتجمع فوق يده عدد مهول من الأوراق والمستمسكات وتسقط بعضها على الأرض ...كانت تلك الصورة في يوم قررت فيها وزارة العمل أن تطلب من كل عراقي غير موظف بجلب استمارات إلى المعرض وتسليمها إلى الوزارة، وسارع الشباب معتقدين أنهم سيجدون وظيفة حقيقية بدل "التاكسي " والبسطيات، ولكن في النهاية ظهر أن الوزارة تعد قاعدة بيانات لإحصاء العاطلين عن العمل! وما أكثر الصور في ألبوم احمد التي يقف في داخلها شباب يرفعون لافتات في وسط تظاهرات تطالب بالتعيين تحت نصب الحرية وفي ساحات المدن الأخرى وتحاول العساكر الحكومية تفريقهم ... ميزانية العراق في العام الماضي وصلت إلى 67 مليار دولار، وعدد سكانه  يبلغ 30 مليون نسمة ، وهو من اكبر الدول النفطية - والكل يعلم - لكن الغريب وعلى الرغم من ميزانيته الكبيرة إلا أن عدد العاطلين عن العمل وصل فيه إلى ما يقارب الـ50% من مجموع  السكان ، حيث أكد رئيس المؤسسة العراقية المدنية لحقوق الإنسان والمستشار الإعلامي لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية عبد الله اللامي في تصريحات نشرت العام الماضي في إحدى الصحف العربية بان البلاد تضم أكثر من 12 مليون شاب عاطل عن العمل ، وأشار أيضا الى وجود أكثر من 10 ملايين شخص يعيشون تحت خط الفقر، ووزارة التخطيط لم تنف تصاعد أعداد العاطلين عن العمل في العام الماضي وصفته بالتزايد المخيف، متعديا  نسبة الـ 25 في المئة من نسبة القوى العاملة، داعية إلى إعادة تخصيص الأموال المرصودة للبطاقة التموينية وتحويلها إلى برنامج إعانات، وتحدث الوزير السابق علي بابان في تصريحات صحفية: إن علاج الموازنة التشغيلية لا يتم إلا عبر عمليات متدرجة مثل إعادة تخصيص الأموال المرصودة للبطاقة التموينية، إضافة إلى تحويل الأموال المخصصة لشبكة الحماية الاجتماعية في مشاريع للقروض الصغيرة.rnوعدت  الحكومة ... منذ عام 2010 بتوفير 115 ألف درجة وظيفة، لكن العام مرّ وانتهى  ولم يتحقق شيء ،وكان البرلمان في دورته الماضية قد أوقف إطلاق الدرجات الوظيفية التي استحدثتها الحكومة ضمن موازنة العام 2010 وأجلت المسألة لحين تشكيل مجلس الخدمة ، وناقش مجلس النواب مسألة إطلاق الدرجات الوظيفية، حيث أعلن عن وجود توافق على إطلاق الدرجات الوظيفية بالرغم من وجود تفاوت في كيفية توزيع الوظائف وسوف يتم حسب الاستحقاق أو نسبة المحرومية أو الحاجة، كما تقرر إحالة موضوع النقاش إلى لجنتي المالية والعمل والخدمات وقت يتم تشكيلها -حينها لم يتم تشكيلها بعد -  بحضور ممثل عن الحكومة للبحث في آلية إطلاق الدرجات الوظيفية. أما العام الماضي فقد وعدت الحكومة أيضا وبعد أن تنتظر موافقة مجلس النواب بإطلاق 287 ألف درجة وظيفية وسنرى ماذا حدث ...!rnقبل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram