TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > رأيك وأنت حـر: رفقـاً بحكامنا!

رأيك وأنت حـر: رفقـاً بحكامنا!

نشر في: 17 يناير, 2012: 06:54 م

 سعـد المشعلأغلبنا يتذكر مباريات كأس العالم الاخيرة التي جرت في جنوب أفريقيا ، فعلى مدى شهر كامل أُقيمت أقوى 64 مباراة ، شهدت بعضها أخطاءً تحكيمية فادحة ومع ذلك لم نرَ أحداً من لاعبي الفرق التي تضررت بسبب التحكيم يجري وراء الحكم أو يحاول الاعتداء عليه أو يمنعه من إخراج بطاقة صفراء أو حمراء ، كما لم ينزل مدرب أو إداري أو لاعب بديل إلى أرض الملعب رافضاً قرار تحكيمي صدر لأنهم جميعاً يعلمون علم اليقين أن الحكم لن يتراجع عن قراراته ابداً وبالتالي ليس من داعٍ لخلق اية حالة من حالات التوتر.
نتذكر كل ذلك ونحن نشاهد بأُمهات العيون كيف يتحول الحكم عندنا الى مثل هذه الحلقة الضعيفة في منافسات الدوري المحلي كما حدث في اسابيعه الاخيرة على وجه التحديد ، تلك الاسابيع التي اثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان الحكم عندنا يعيش تحت ضغط شديد جراء ردات الفعل القوية تجاه أي صفارة أو قرار يتخذه في هذا الملعب أو ذاك ‏!لا أحد ينكر طبعا أن الحكام يخطأون ، فهم بشر وعليهم اتخاذ قرار في جزء من الثانية في بعض الاحيان لكن ذلك لا يعني أن يصبحوا موضع اتهام لمن هبّ ودبّ.‏ البعض من الجمهور يشتمهم في المدرجات واللاعبون يعتدون بالضرب ويعترضون عليهم بحساسية مفرطة ، والمشهد الأغرب يتمثل بعدم وجود مَن يستطيع تحمّل الدفاع عنهم ، فعدم احتساب خطأ يُعد مصيبة كبرى والتغاضي عن ركلة جزاء مؤامرة وإنذار لاعب لتكرار اعتراضه غير المهذّب أمراً متعمداً أما طرده خطيئة لا تُغتفر ، وهكذا يمضي التحكيم في دورينا وسط إشكاليات لها أول لكن ليس لها آخر، ‏وتبقى العبرة في النهاية ومعها يجب التأكيد أن التحكيم ليس صفارة وبدلة تدريب بقدر ما هو هيبة واحترام ولابد  لاتحاد الكرة أن يشعر حكامه بذلك ويشعرهم به وعلى لجنة الحكام أن تعلم بأن حكامها يحتاجون إلى الرعاية النفسية قبل البدنية بمعنى أن تصل إلى كل حكم وتعرف ما يعاني منه قبل أن تُسند إليه هذه المباراة أو تلك.‏ نعم نفرح كثيراً عندما نرى الجمهور الرياضي يملأ المدرجات ذلك أن متعة المباريات تحلو بحضوره الرائع ولا تأخذ أبعادها إلا به ومعه ونحن دائما نقف في صف المشاهدين ونستوعب مشاعرهم وأحاسيسهم ونحتضن ردات أفعالهم ونحاول أن نُبرر لهم بعض خروجهم عن الصواب في الملاعب ولكن إذا زاد الحد مثل الاعتداء على الحكام فلا مجال لتبرير ما يفعله البعض من الجمهور ولا يجوز أو يصح أن ندافع عن هذا البعض خصوصاً وان الأمر هذا يدخل في مفهوم الإرشاد النفسي للجماهير قبل المباريات فنتحدث ونطالب دوماً بتشكيل روابط المشجعين وعن تعزيز دورها بالتعاون مع المرشدين النفسيين في نشر التوعية والتثقيف وتعميم مشاعر التحكم بالانفعالات وعدم فلتان الأعصاب وحتى وإن كان إشراكهم في دورات تثقيفية للحد من شغب الملاعب ، وعلى صعيد اللاعبين قد تكون المشكلة أيضا في نفسية هؤلاء اللاعبين فالعامل النفسي يلعب دوره الكبير في إعداد اللاعب وتهيئته ليلعب دقائق المباراة كاملة بروح عالية وأداء جيد ، فمتى ما انهارت نفسيته يتلاشى في الملعب ويستسلم لواقع الخسارة ، وأرى في هذا السياق أهمية المتابعة مع الجمهور ومع اللاعبين وحتى مع الملاكين الفني والإداري لتهيئة الأجواء وتعميم الإرشاد النفسي الذي بات ضرورياً وحاجة أساسية لا غنى عنها لتجاوز كل تلك الحالات التي يمكن أن تُسهم في جــر اللعبة الى الوراء!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram