TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن:الحرب الأميركية ضد محافظ بغداد

العمود الثامن:الحرب الأميركية ضد محافظ بغداد

نشر في: 17 يناير, 2012: 10:18 م

 علي حسين أخذنا ضجيج معركة دولة القانون والعراقية، وهدير تصريحات عدد من نوابنا الأشاوس ضد اردوغان، بعيدا عن زلزال سياسي خطير سجلته مراصد السياسة العالمية خلال اليومين الماضيين وهو الكشف عن مخطط قذر خططت له الولايات المتحدة الأمريكية لاغتيال محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق.  البداية كانت مع خبر صغير أعلنه المحافظ بغداد عن اعتقال أربعة أمريكان يرتدون ملابس مدنية ويحملون معهم أسلحة في حي الشالجية، وهو الحي الذي يسكنه المحافظ ..
 ثم جاءت الأخبار تباعا ففي تصريح آخر للمحافظ أعلن فيه ان الحرس الخاص هم من القوا القبض على هؤلاء الأربعة، وحين تحدثوا معهم بالانكليزية على حد قوله تبين أن سيارتهم تستخدم لعمليات خاصة وإنهم يحملون باجات تابعة لمكتب القائد العام للقوات المسلحة. ولم يتوقف احد بالقدر الكافي عند هذه القنبلة المدوية التي فجرها السيد المحافظ، لان معركة الهاشمي والمطلك كانت طاغية على الجو كله، فضلا عن أن سياسيينا كانوا منشغلين بقضية محورية وهي: هل أن "التروكيا" الرباعية التي اقترحها احد السياسيين لحكم العراق ستلغي مصطلح الـ"مقرب" من الحكومة وتستبدله بمقرب من "التروكيا"؟ وهل سيتضاعف عدد المقربين أربع مرات باعتبار التروكيا تضم الرئاسات الأربع؟. وبصرف النظر عن ان السيد المحافظ لم يخبرنا كيف حصل هؤلاء الأمريكان الملاعين على باجات مكتب القائد العام، ولم نكحل عيوننا بعرض اعترافاتهم المثيرة من قناة العراقية، فان ما يستحق الانتباه والتوقف عنده هنا إن السيد الناطق الرسمي لعمليات بغداد لم يخرج علينا ليبشرنا بان الوضع مسيطر عليه ولان الزلازل لا تأتي فرادى فقد خرج علينا السيد المحافظ ثالثة ليقول بان "المسلحين الأمريكيين الأربعة الذين اعتقلوا الخميس الماضي قرب منزله كانوا يرومون اغتياله". وبما ان الأمريكان معروفون بخبثهم فقد سعوا إلى إفساد فرحة أهالي بغداد بانتصار محافظهم على الـ "cia" واصدروا بيانا أكدوا فيه أن لا وجود للمؤامرة الامبريالية إلا في مخيلة المحافظ وان الأمر لم يتعد سوء فهم وان كل المعلومات تشير إلى أن عملية توقيف السيارة التي كانت تقل الموظفين الأربعة هو إجراء روتيني من قبل قوات الأمن العراقية، وكان هناك تأخير لعملهم لمدة ساعتين تقريباً وعند تأكيد المعلومة مع السفارة الأمريكية تم السماح لهم بالمرور بعد انتظار تخلله حوار ودي بين موظفي السفارة والجهات الأمنية العراقية وحتى تخلله تناول الشاي العراقي. لعل الغريب في الأمر أن المحافظ الذي أقام الدنيا وأقعدها في اليومين الماضيين لم يرد على بيان لسفارة ولم يخبرنا عن نوعية الشاي الذي قدمه لضيوفه الأمريكان، مثلما لم يخبرنا من قبل عن موقفه من التقارير الدولية التي اعتبرت بغداد أسوأ مدينة .. لكن يبدو أن السيد المحافظ أراد أن ينتشلنا من دوامة السؤال عن الخدمات والخراب الذي تعانيه بغداد فاخترع لنا هذا المخطط الأمريكي الخبيث الذي يسعى إلى توقف عجلة التطور والتقدم والعمران في العاصمة، هكذا يريد محافظ بغداد ومعه بعض أعضاء المجلس أن يداروا فشلهم في إدارة المحافظة فقرروا أن يتحولوا إلى ثوار بوجه الامبريالية الامريكية التي  وفرت فرص للكثير منهم  للحصول على كل شيء ، وكان الأولى بهم أن يتحولوا  الى  محاربين ضد الظلم  والانتهازية  ولنصرة  المساكين ، والعاطلين ، واللذين يسكنون بيوت الصفيح، واليتامى الذين تعج بهم مزابل بغداد، وضحايا جبروت صدام، وانتهازية بعض المسؤولين. سيادة المحافظ هذه طرفة أمتعتنا؟ فلا تبخلوا علينا بكل ما هو جديد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram