TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: طلب لجوء

نص ردن: طلب لجوء

نشر في: 18 يناير, 2012: 08:54 م

 علاء حسن أكثر من عراقي أعلن استعداده التخلي عن جنسيته ، والانتقال الى بلد آخر يقضي فيه بقية عمره لحين ياخذ الله امانته ، فينسدل الستار على اخر فصل تراجيدي بطله عاطل عن العمل يحمل شهادة جامعية ، او متهم بالمادة اربعة ارهاب بفعل جهود المخبر السري الناشط جدا في مجال الدفاع عن حقوق الانسان ، والحريص على ضمان نجاح العملية السياسية، والدور الوطني في إدارة الملف الأمني .
 في الماضي كان من حق الفرد الانتقال من مكان الى آخر مشيا على الأقدام أو بواسطة بعير "نص عمر" او حصان تركه أصحابه لانه اصبح مصدرا لاثارة المشاكل مع ابناء العمومة في مضارب العربان ، واليوم يتطلب امر الانتقال من بلد الى اخر، الحصول على جواز سفر  وتراخيص دخول لدول الجوار او غيرها ، لان اتفاقية سايكس بيكو وضعت الحدود الجغرافية وقسمت العشائر بين الدول ومن يريد الاقتران بابنة عمه التوجه الى دائرة اصدار الجوازات قبل ان يقدم على مغامرته ، ولانه مطلوب للخدمة العسكرية او لم يسدد ما بذمته من ديون للحكومة يتم اعتقاله لحين اداء الواجب الوطني ، وبعد اطلاق سراحه ياتيه نبأ زواج ابنة عمه من شخص سوري يقيم في دولة قطر، ولا خيار امام هذا النموذج سوى اللجوء الى الربابة  وغناء طور السويحلي والنايل  ليبث همومه واحزانه ، تعبيرا عن ازمته النفسية بفقدان الاحباب وغدر الأصحاب.   تنتهي هي معاناة هذا الشخص بالزواج فتتحلحل ازمته النفسية وتنفرج بجهود ابناء الحلال  فيمنحونه قطيعا من الغنم ليكون راعيا وحارسا لها من هجمات الذئاب ، مستعينا بكلبه الوفي الذي يتناول معه وجبة الطعام بكل راحة واطمئنان ، وقبل مغيب الشمس يتجه بقطيعه لمضارب عشيرته  لتستقبله زوجته " هلا ورحب ياهلا بطويل العمر" على طريقة المسلسلات البدوية ، وينام محتضنا سلاحه اي البندقية ليستقبل صباحه الجديد باتم الاستعداد لمزاولة عمله ، وصاحبنا هذا تخلص من ازمته النفسية الى الابد ، اما شباب اليوم ومنهم من ابدى استعداده للتخلي عن وطنه فيحتاج الى جهود منظمات دولية لانقاذه من مصيبته ، وهي ثقيلة ومتشعبة ومتجذرة ، تبدأ بفقدان "الحاتة " الحبيبة بتعبير هذا الوقت ، لانها :" اتركني مخطوبة لرجل حماية احد المسؤولين الكبار في الحكومة " ، وسخرية زملائه من شهادته العليا ، لأنها لم توفر له فرصة العمل في وزارة جميع موظفيها من انصار ومؤيدي واتباع حزب "المجالس مدارس " وهو لا يتمتع ببنية جسدية جيدة تؤهله ليكون حمالا في سواق الشورجة او افتتاح بسطية في شارع الكرادة داخل،  لبيع الحزم والجواريب ، وطلبه باللجوء اللانساني رفض بعد ابرام اتفاق تعاون مشترك بين الحكومة ودول أوربية ينص على رفض طلبات العراقيين  باللجوء الانساني والسياسي ، وبقي امامه احتمال واحد للعمل هو انتظار خوض الانتخابات التشريعية المقبلة ، بسماع وعود المرشحين بالتعيين في دوائر الدولة مقابل الادلاء باصواتهم لصالح المرشح صاحب شعار المشروع الوطني ، وضمان التوزيع العادل للثروات بين ابناء الشعب العراقي ومنهم راعي الطليان .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram