 لندن/ أ ف بقالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن تقريراً مستقلاً نشرته مجموعة من جماعات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط أمس الخميس يتهم حلف شمال الأطلسى "الناتو"، إلى جانب قوات المعارضة والقوات الموالية للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات حقوقية خلال الانتفاضة الليبية العام الماضي، مشيراً إلى وجود الأدلة على ذلك.
وتوضح الصحيفة، أن التقرير الذي نشرته أمس الخميس المنظمة العربية لحقوق الإنسان مع المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وتحالف المساندة القانونية الدولي، يأتي في أعقاب عمل كبير قام به خبراء في القانون وجرائم الحرب. وبينما يشدد التقرير على أن النتائج ليست حاسمة، إلا أنه يضيف ثقلاً إلى المخاوف المتنامية بشأن الانتهاكات التي ارتكبتها كل الأطراف التي شاركت في الصراع الليبي.وأجرى معدو التقرير مقابلات مع شهود عيان وضحايا للهجمات، وزاروا المناطق التي استهدفها الناتو. ويسلط تقرير "بعثة المجتمع المدني المستقلة إلى ليبيا" الضوء على تصنيف الناتو بعض المواقع المدنية على أنها أهداف عسكرية خلال عملياته.ويقول راجي الصوراني، رئيس المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان المشارك في بعثة ليبيا إن التقرير لا يقدم أحكاماً، لكن لدينا سبباًً للاعتقاد بأن هناك جرائم حرب ارتكبت في ليبيا، فنحن نطرح تساؤلات خاصة فيما يتعلق بما حدث في سرت، في إشارة إلى ضربات الناتو للمدنية في سبتمبر الماضي، والتي أدت إلى مقتل 47 شخصا. حيث ينقل التقرير عن شهود عيان في المدينة قولهم إن المدنيين تم قتلهم في موقع ضربات الناتو لشاحنتين وهناك آخرين قتلوا بصاروخ ثالث.وسواء كان هذا جريمة حرب أم لا، فإن هذه الشهادات، حسبما تقول الصحيفة، ستمثل إحراجاً للناتو الذي شدد على تجنب إسقاط قتلى بين المدنيين. وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد قالت في نوفمبر الماضي إنها ستحقق مع قوات الناتو إلى جانب طرفي الصراع في ليبيا على انتهاكات قوانين الحرب.وكان مسؤول بالناتو قال أمس  الأول الأربعاء، إنه على الرغم من الجهود الحثيثة للحلف لتجنب إسقاط مدنيين، والتي شملت إلغاء ثلثي الضربات المخطط لها بسبب احتمالات سقوط ضحايا، إلا أن هدف عدم إسقاط أي مدنيين غير مرجح بشكل كبير، وأضاف المسؤول أن الناتو يعمل عن كثب مع الأمم المتحدة وشركائه في ليبيا، حيث أنهم في أفضل مكان يسمح لهم بدراسة هذه المخاوف، وقد بدأ بالفعل في تقديم معلومات للمساعدة في ذلك.