اثينا / bbcبدأت صباح امس الأحد عملية الاقتراع في الانتخابات العامة في اليونان وسط توقعات لاستطلاعات الرأي تشير إلى احتمال فوز الاشتراكيين بزعامة جورج باباندريو وخسارة حكومة المحافظين برئاسة كوستاس كارامانليس بسبب السخط الشعبي المتزايد عليها.
وتقول تقارير صحفية في العاصمة اليونانية أثينا إن الاستياء الشعبي المتزايد من كارامانليس مرده الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد وإخفاق حكومة المحافظين بمعالجة الفساد واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.وأشارت آخر استطلاعات الرأي إلى أن المعارضة الاشتراكية تتقدم على "حزب الديمقراطية الجديدة" بفارق كبير.يُشار إلى ان كارامانليس لم يمض على وجوده على رأس الحكومة سوى نصف ولايته ذات الأربع سنوات، إذ أنه كان قد دعا أوائل الشهر الماضي إلى إجراء انتخابات مبكرة في البلاد.وقال كارامانليس إنه يريد الحصول على تفويض جديد من الشعب اليوناني لكي يتمكن بموجبه من التصدي بثقة أكبر للمشاكل الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها البلاد.إلا أن الحكومة الحالية تعرضت لسلسلة من الفضائح التي أثرت على سمعتها وشعبيتها.كما يقول خصوم كارامانليس إنه فشل بالإيفاء بوعوده بتنظيف حكومته من الفساد وتحديث البلاد.أما باباندريو، فيقول إن حزبه، "حركة عموم اليونان الاشتراكية" (باسوك)، يعد ببناء اقتصاد صديق للبيئة وباستقدام الخبراء الأجانب لمساعدة اليونان في التغلب على مشاكله.وقد أُرغم حزب باسوك نفسه على التخلي عن السلطة قبل خمس سنوات بسبب سلسلة فضائح الفساد التي تعرضت لها الحكومة حينذاك.وكانت الحملة الانتخابية القصيرة قد انتهت يوم الجمعة الماضي، إلا ان أنصار الحزبين المتنافسين خرجوا إلى الشوارع يوم أمس السبت أيضا وقاموا بتوزيع الكتيبات والملصقات التي تروج لسياسات وأفكار حزبيهما.واشارت التقارير الى إن الانتخابات الحالية ليست فقط معنية بفوز حزب وخسارة آخر، بل بما هو أبعد من ذلك: الثقة بين المواطن والدولة. وقال معاوية أحمد، رئيس اتحاد الجاليات الأجنبية، في لقاء مع بي بي سي، "إن هنالك خللا محوريا في هيكل إدارة الدولة اليونانية، وليس أدل على ذلك من استشراء التهرب الضريبي في البلاد."من جهة أخرى، يقول رئيس اتحاد الجاليات الأجنبية إن المشكلة الحقيقية، هي في تعامل اليونان مع اللاجئين وعدم قدرتها على استيعابهم والاستفادة منهم.ويضرب مثلا على ذلك بأن قطاعا كقطاع الزراعة، الذي يشكل 27 بالمائة من الاقتصاد اليوناني، يعتمد بصورة كاملة على الأيدي العاملة الرخيصة من اللاجئين.أما الناخب أليكساندر ميغابانوس، فيقول إن الأمر عنده واضح تماما، إذ يلخص القصة بعبارة بسيطة: "يأس تام، فأنا لا أرى مستقبلا."وميغابانوس هو واحد من 85 بالمائة من اليونانيين الذين فقدوا الثقة بالنخبة السياسية، حسب إحصاء أجراه مركز قياس الرأي العام الأوروبي.وتفيد الإحصاءات الصادرة عن نقابة العمال اليونانيين بأن معدل البطالة في اليونان سيبلغ 17.3 بالمائة العام القادم، أي أن نحو 700 ألف مواطن من القادرين على العمل سيصبحون عاطلين.ويعتقد رجل الشارع أنه هو، لا الدولة، الذي يتكفل بتشغيل العاملين، لأن معظم المصالح تندرج تحت ما يسمى بـ "العمل العائلي"، أي أماكن العمل التي يديرها ويقوم عليها أفراد الأسرة الواحدة.ورغم ذلك تشير التوقعات إلى أن مليوني يوناني، أي خمس السكان، سينحدرون تحت خط الفقر.يُذكر أن اليونان اعتمدت بشكل كبير منذ التحاقها بالاتحاد الأوروبي عام 1981 على المعونات الأوروبية.وقد نجح هذا الاعتماد في البداية في رفع مستوى المعيشة، لكن انضمام دول أخرى مستحقة للدعم إلى الاتحاد الأوروبي، مضافا إليه الأزمة الاقتصادية العالمية، سيضع الدولة اليونانية، ممثلة بالفائز بهذه الانتخابات، أمام تحد ضخم.
اليونان انتخبت وسط ترجيحات بفوز الاشتراكيين
نشر في: 4 أكتوبر, 2009: 06:32 م