 النجف / عامر العكايشيتلقى الكتب الدينية والتاريخية رواجا ملحوظا بمحافظة النجف في الآونة الأخيرة، وخاصة تلك التي تتناول واقعة الطف ودواوين الأشعار الحسينية، فيما يتراجع الاهتمام بالكتب الأدبية والثقافية والنقدية والتحليلية.
وأفاد عدد من أصحاب المكتبات في سوق الجواهري بمنطقة الحويش وسط المدينة القديمة في محافظة النجف، بأن الكتب التاريخية والدينية لاقت رواجا كبيرا خلال الأيام القليلة الماضية بالتزامن مع مناسبات وطقوس عاشوراء، مبينين أن كتب السيرة وتاريخ واقعة الطف والكتب الخاصة بالأشعار الحسينية هي أكثر ما يطلبه زبائنهم.وقال حسين السباك صاحب مكتبة دار الكتب العلمية في حديثه لـ"المدى": إن سوق الجواهري يشهد إقبالا على كتب تختص بثقافة عاشوراء وتفاصيل واقعة الطف وتاريخها وسيرة الشخصيات الذين واكبوا تلك الفترة.وأشار إلى أن خطباء المنابر الحسينية والخطيبات يكثرون من انتقاء كتب السير والتاريخ، فيما يقبل الشباب على كتب توثيق الواقعة بتفاصيلها، لافتا إلى انه في المقابل يقل الطلب على الكتب التي تهتم بمجالات أخرى مثل الكتب الثقافية أو النقدية أو التحليلية أو الروايات وغيرها.وأضاف السباك إن ثقافة الكتاب بكل تفاصيلها دليل على تطور التعاطي مع المعرفة بشتى أنواعها ولكن يبقى للمناسبة تأثيرا على ذائقة المتلقي وتفاعله معها.وهو ما أيده صالح صاحب مكتبة صالح اليعقوبي في حديثه لـ"المدى"، إذ أكد أن هذه الأيام تشهد إقبالا واضحا على الكتب الدينية المختلفة، إلا أن الطلب الأكثر كان لتلك التي تعنى بتفاصيل تاريخية تتعلق بواقعة كربلاء التي استشهد فيها الإمام الحسين بن علي (ع) والكتب التي تعنى بأدب الطف والقصائد الخاصة بالمناسبة، كما ازداد الطلب على كتب أشعار عبود غفلة وعبد الحسين أبو شبع، بحسب ما ذكر. في حين يرى حسين كامل الدباغ صاحب مكتبة العلم والمعرفة بأن الكتب بطبيعتها لها مواسم معينة، وان كان بعضها يباع طوال أيام السنة، ومن هنا فان الطلب على كتب الأشعار والسير التاريخية الخاصة بواقعة الطف يتصاعد.وأوضح لـ"المدى" إن الكتب التي تباع هي نوعان، منها كتب قديمة تتم إعادة طباعتها بشكل حديث والإبقاء على مضمونها كما هو، والنوع الآخر هو الإصدارات الجديدة من الكتب والتي تتناول تحليلات لبعض مواقف الشخصيات ومرجعياتها الفكرية ومواقفها في إشارة إلى مسعى القارئ  لاعتماده المنهج العلمي في التعاطي مع التاريخ،وعادة ما يفضل تلك النوعية النخب من طلبة العلوم والأساتذة، على حد تعبيره.فيما يرجع صباح علي وهو بائع كتب، تنامي بيع هذه النوعية من الكتب إلى عدد الخطباء الكبير، الذين يسعون إلى الإلمام بكل تفاصيل المواضيع التي يتحدثون عنها إلى الناس.