□ بغداد/ مصطفى حبيب يعلم العراقيون قبل غيرهم أن إغلاق مضيق هرمز ليس بالقرار السهل الذي بمقدور جارتهم إيران أن تتخذه، بل هو أشبه بتصويبها "فوهة المسدس" على رأسها قبل أي أحد آخر. وبحسب هؤلاء، تريد الجمهورية الإسلامية من تهديدها "إبراز عضلاتها لا أكثر" لدفع أوروبا وأمريكا للتفكير جيدا قبل خنق الاقتصاد الإيراني.
يربط سياسيون ونواب إغلاق الممر المائي الأهم عالميا بأمر واحد فقط: خطر "وجودي" قد تتعرض له الجمهورية الإسلامية يهدد اقتصادها ونظامها السياسي ككل. لكنهم يجمعون على أن إغلاق المضيق، فيما لو حصل فعلا، سيجعل من العراق الضحية الأولى لأن ثلثي إنتاج البلاد النفطي يمرّ عبره، وهم يجدون في تهديدات إيران فرصة لمناقشة "أمن الطاقة" العراقي . واندلعت أزمة مضيق هرمز بعد إعلان الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية نيتها فرض عقوبات على صادرات إيران النفطية على خلفية برنامجها النووي، وهو ما دفع إيران الأسبوع الماضي إلى التهديد بإغلاق المضيق، الذي يمر عبره 35% من النفط العالمي المنقول بحرا.ويشكّل مضيق هرمز أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن، ويقع في منطقة الخليج العربي فاصلاً ما بين مياه الخليج العربي من جهة ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، وهو المنفذ البحري الوحيد للعراق والكويت والبحرين وقطر.والمضيق في نظر القانون الدولي جزء من أعالي البحار، ولكل السفن الحق والحرية في المرور فيه ما دام لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يمس نظامها أو أمنها، وتعبره 20-30 ناقلة نفط يوميا بمعدل ناقلة نفط كل 6 دقائق في ساعات الذروة محملة بنحو ثلث النفط العالمي المنقول بحرا . ويلخص وزير النفط العراقي السابق والخبير المعروف في المجال النفطي ابراهيم بحر العلوم الأزمة حول المضيق ويقول في حديث الى "نقاش" إن "وضع المنطقة في الخليج العربي ينذر بكارثة بسبب تهديدات ايران باغلاق مضيق هرمز" .ويضيف أن "أمام العراق دور كبير الآن في حل الأزمة وإنقاذ منظمة الأوبك من الانهيار". واختار اعضاء منظمة "اوبك" العراق للرئاسة الدورية للمنظمة للعام الحالي. وهي منظمة عالمية تضم اثني عشرة دولة تعتمد على صادراتها النفطية اعتمادا كبيرا لتحقيق مدخولها. وتأسست في بغداد عام 1960 . ويدعو بحر العلوم العراق إلى التحرك في عدة اتجاهات اقليمية وعربية ودولية لحضّ إيران على التخلي عن تهديداتها العسكرية في غلق المضيق الحيوي، ويقول "يستطيع العراق من خلال رئاسته للمنظمة العالمية الخاصة بالنفط الدعوة الى اجتماع استثنائي لاعضائها لبحث القضية".وبحسب احصاءات وزارة النفط ، فإن العراق يصدر يوميا ما يقارب مليونين و600 ألف برميل يوميا منها مليونان ومئتا ألف برميل من نفط البصرة يتم نقله عبر مضيق هرمز، فيما يصدّر الكمية المتبقيّة من خلال خط نقل نفط جيهان التركي شمال البلاد. ويقول عضو لجنة النفط والغاز في البرلمان النائب فرهاد الاتروشي إن "إغلاق مضيق هرمز سيؤثر على العراق بلا شك لأن ثلثي النفط العراقي المصدر يخرج من هذا المضيق". ويضيف إن "ميزانية البلاد لعام 2012 ترتكز على عائدات صادرات النفط وإذا ما تأثر التصدير ولو لأيام سيؤثر على العراق". ويضيف "الموازنة العراقية كما هو معرف انها تشغيلية ومعظمها تذهب كرواتب لما يقارب من خمسة ملايين موظف يعتاشون على الحكومة. وإذا ما حدث خلل في إيرادات النفط فإن هذه الطبقة ستتأثر سلبا وستنعكس على أسعار المواد الغذائية في الداخل" .ويسجل خبراء اقتصاد ان الاقتصاد العراقي يعاني منذ العام 2003 مشكلتين أساسيتين على مستوى استحصال الدخل القومي تتمثل الاولى في انعدام تنوع مصادر الدخل القومي والاعتماد شبه الكامل على النفط حيث تبلغ نسبة إيراداته (96%) من الناتج القومي الاجمالي ويجعل الاقتصاد أحادي الجانب. وتتمثل المشكلة الثانية في اعتماد العراق على تصدير غالبية انتاجه النفطي من حقول البصرة جنوب البلاد التي تصدر من خلال مضيق هرمز، في حين توجد منافذ اخرى لم يجر تطويرها خلال السنوات الاخيرة. مصدر في الحكومة مقرب من رئيس الوزراء طلب عدم ذكر اسمه يقول ان "الحكومة وضعت في الحسبان عددا من البدائل في حال إقدام ايران على إغلاق المضيق". ويضيف أن "العراق يصدر جزءا من نفطه من خلال انبوب جيهان التركي شمال العراق ويمكن تحويل تصدير النفط الجنوبي من خلاله" .ويوضح أن "هناك أنبوب بانياس مع سوريا رغم المشكلات الموجودة في سوريا لكننا نتفاءل بإمكانية الاستفادة من هذا الانبوب وهناك الانبوب الذي يربط العراق بالأردن". وأشار المصدر إلى وجود خط أنابيب استراتيجي معطّل بين العراق والسعودية من الممكن أيضا تفعيله بالرغم من العلاقات المتوترة بين البلدين .لكن عضو لجنة النفط والغاز فرهاد الأتروشي يقول إن "هذه المقترحات نظرية غير قابلة للتحقيق عمليا، لأن تطبيقها يحتاج إلى شهور وربما سنوات" . ويضيف "الدول الخليجية لديها خيارات أفضل، فالسعودية مطلّة على البحر الأحمر والإمارات لديها منفذ من خلال سلطنة عم
العراق أبرز ضحايا إغلاق مضيق هرمز

نشر في: 20 يناير, 2012: 09:53 م









