بغداد/ ماجد طوفانبحذرٍ يشوبه القلق، وتعتريه أزمة عدم الثقة المزمنة بين الفرقاء، بدأ السياسيون أولى خطواتهم التحضيرية لعقد المؤتمر الوطني الذي يراد منه إخراج البلاد من أزمة حادة عصفت بشكل مفاجئ ومتوقع في الوقت، والملاحظ وبرغم كل الجهود التي يبذلها بعض الساسة لعقد هذا المؤتمر المرتقب إلا أن الدلائل تشير بعكس ما يترقبه أكثر من مراقب،
فقد بدا واضحا ان الهوة كبيرة جدا، ولا يمكن حلها بواسطة مؤتمر او بحلول ترقيعية، ويبدو ان مبدأ ترحيل المشاكل أصبح من سمات المرحلة، وهو يذكرنا بالمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي –والقياس مع الفارق– إذ استمرت مفاوضاتهم لسنوات طويلة، ولكن عندما تصل المفاوضات إلى مراحل جوهرية يتم ترحيلها إلى الجولة الثانية، وهكذا استمر الحال إلى يومنا هذا، ويبدو أن ساستنا أصابتهم عدوى الترحيل، لتكون البلاد هي الخاسر الأكبر والأوحد، ولعل المتتبع لأصداء ما بعد اللقاء الذي عقد برعاية رئيس الجمهورية لا يلمس أي ملمح جوهري لحل الأزمة، فتلازم الأزمات جعل حلها من الصعوبة بمكان، ففي ظل الترقب احدث المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس القائمة العراقية إياد علاوي شرخا كبيرا، وفي الوقت ذاته أفصح بشكل جلي بأن المؤتمر لن يخرج بشيء، فالمقترحات او الشروط التي طرحها علاوي أطاحت بكل المساعي التي كانت تريد لملمة الأزمة، وعلى الطرف الآخر كانت ردود دولة القانون متشنّجة وحادة، فمن غير المنطقي أن يطالب نائب باستبدال زعيم القائمة العراقية، وكأن الحلول أصبحت متعلقة بالأشخاص، وان وطنا بكل ما فيه من تنوعات وارث أصبح رهينة بيد أفراد، لذا يبدو أن البحث عن حلول جذرية لأزمات البلاد أصبح ضربا من الخيال وذلك وفقا للمعطيات الحالية التي لا تريد بأي شكل من الأشكال أن تتم تسوية الأزمة، والمتتبع لكل الحوارات القديمة والحالية وما رافقها من تصريحات فأنه سيكون إزاء موقف يشعره بأن المتنافسين لا ينتمون لوطن واحد، بل وكأنه خطاب بين سياسيين ينتمون إلى دولتين او كثر، وبرغم إن الجميع اتفق على التهدئة الإعلامية، إلا أن الذي حصل عكس ما اتفق عليه، إذ شن –الخصوم– النار على بعضهم البعض بشكل أجج من حدة الخلاف، واشر هذا التطور استبعاد أي حل يمكن أن يلوح في الأفق القريب على اقل تقدير!! فتصريحات علاوي نسفت كل مساعي الحلول، وردود الأفعال هي الأخرى كان لها الفعل نفسه، وبالتالي فأن والمراقب يجد صعوبة لرسم أي خارطة للحل، بقدر ما يلوح في الأفق تصعيد غير متوقع النتائج. وكان رئيس القائمة العراقية إياد علاوي قد قدم خلال اجتماع القائمة في منزله الأربعاء الماضي ثلاثة خيارات لحل الأزمة السياسية الراهنة في البلاد، وهي إما تشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية تشارك بها جميع الأطراف، أو إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، أو أن يغيّر التحالف الوطني رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي بمرشح آخر. وتشهد العملية السياسية والعلاقة بين الكتل تأزما واضحاً بسبب استمرار الخلافات السياسية بين ائتلاف دولة القانون والقائمة العراقية خاصة في ما يتعلق بقضية إصدار مذكرة الاعتقال بحق نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي وطلب رئيس الوزراء سحب الثقة عن نابه صالح المطلك بالإضافة إلى اتهامات العراقية لدولة القانون بالتنصل عن تنفيذ مبادرة أربيل التي تتضمن تحقيق الشراكة في إدارة الدولة وصنع القرار وتسمية الوزراء الآمنيين وتشكيل مجلس السياسات الإستراتيجية وعدم تحقيق التوازن في مؤسسات الدولة بين مكونات الشعب، حسب آراء ونواب القائمة العراقية.
المؤتمر الوطني ومفترقات الطرق الخانقة

نشر في: 20 يناير, 2012: 10:09 م









