  بغداد/ المدى طالب المئات من ذوي ضحايا مجزرة البطحاء، أمس الجمعة، بالاقتصاص من الجناة في مسرح الجريمة، مشددين على ضرورة إبعاد القضاء عن المساومات والصفقات السياسية على حساب دماء العراقيين، فيما قام البعض بإنزال صورة رئيس الوزراء نوري المالكي بعد أن رفعها بعض المشاركين في التظاهرة أمام بهو محافظة ذي قار.
يأتي هذا بعد يوم واحد من إعلان السلطات المحلية في المحافظة إلقاء القبض على خلية مكونة من 15 شخصا، وفرت ملاذا آمنا لمنفذ العملية الانتحارية ضد زوار الأربعينية، بعد قيام موقع الكتروني محلي بنشر صورة الانتحاري مما أدى إلى التعرف عليه من قبل متصفحي الموقع.وكان انتحاري قد فجر نفسه، مطلع كانون الثاني الجاري، قرب سيطرة قضاء البطحاء غرب مدينة الناصرية أدى لمقتل 50 شخصا وجرح أكثر من 80 آخرين بين الزوار المتجهين سيرا على الأقدام إلى مدينة كربلاء لأداء زيارة الأربعين.وقرر مجلس النواب تكريم الملازم نزهان صالح الجبوري ونائب العريف علي احمد السبع بعد قيامهما بعرقلة الانتحاري ما حال دون وقوع أعداد كبيرة من الضحايا، واقترحت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية منح الشهيدين رتبا عسكرية تثمينا لموقفهما.وتظاهر المئات من أبناء مدينة الناصرية، أمس الجمعة، للمطالبة بإعدام منفذي مجزرة البطحاء وعدم إخضاع القضية للتوافقات السياسية. وانطلقت التظاهرة من تقاطع بهو الإدارة المحلية وسط الناصرية، حاملة لافتات خط عليها أسماء بعض شهداء المجزرة.خالد الحبيب، احد المشاركين في التظاهرة، أكد لموقع "شبكة الناصرية" أن "تظاهرتهم جاءت لاستنكار العمل الإجرامي الذي استهدف زوار أربعينية الإمام الحسين عليه السلام"، وأضاف "المتظاهرون يطالبون بإعدام منفذي هذه الجريمة في ارض ذي قار، كما أنهم شكروا الأجهزة الأمنية التي استطاعت اعتقال هذه المجموعة الضالة".بدوره، قال كريم الجابري، عضو مجلس محافظة ذي قار، إن "مشاركتهم جاءت لدعم المطالب العادلة لهذه التظاهرة والتي تشكر رجال الأمن"، داعيا إلى "محاكمة المجرمين وإعدامهم في ساحة الجريمة نفسها، وعدم السماح بنقلهم إلى محاكم أخرى أو محافظات أخرى". فيما أبدى جليل الطالقاني، متظاهر آخر، أسفه مما وصفها بـ"العشرات من المساومات السياسية التي وضعت على حساب دماء الشعب العراقي". ومنع المتظاهرون بإنزال صورة المالكي بعد أن قام مجموعة من الأشخاص برفع الصورة وسط المتظاهرين، بحسب الموقع ذاته.في السياق ذاته، وبعد أسبوعين من وقوع مجزرة البطحاء، أكد مصدر امني في ذي قار أن الانترنت أسهم بالتعرف على المجموعة التي تقف خلف تفجير البطحاء الانتحاري. ونقلت وكالة "أصوات العراق" امس الاول عن مصدر لم تسمه قوله إن "الصورة المنشورة بالانترنت للانتحاري الذي فجر نفسه بسيطرة البطحاء قادت إلى اعتقال المجموعة التي قدمت له الدعم والتجهيز وأسكنته طوال أسبوع بين الناصرية والبطحاء ويزيد عددهم عن 15 متهما حتى الآن، بعد أن تعرف عليه رجل امن شاهده مع شخص بالقرب من سكة حديد البطحاء قبل التفجير بيوم".وكان مصدر امني قد قال، في وقت سابق، إن القوات الأمنية، بعد التحقيق مع عدد من المتهمين في المجزرة الذين تم توقيفهم مؤخرا، اعتقلت إمام مسجد البطحاء السابق للاشتباه بصلته مع الخلية المنفذة للمجزرة ضد الزوار.وكان موقع الكتروني محلي "جريدة الناصرية الالكترونية" قد قام بنشر صورة لبقايا منفذ العملية الانتحارية، وبهذا الخصوص يقول مثنى السعيدي، احد العاملين في الموقع "حصلنا على صورة رأس الانتحاري من ضابط شرطة تولى نقل الجثة التي لم يتبق منها إلا الرأس وأسفل الركبتين وقمنا بنشرها لكي نبين بشاعة الجرم الذي يقوم به أعداء الحياة".وأضاف "تلقينا اتصالات كثيرة بشأن الصورة أبرزها كانت من متصفحينا في أمريكا وأوربا بعد أن ظهرت صورة الانتحاري لديهم على صفحاتهم وصفحات أصدقائهم بالفيس بوك"، وأضاف "المتصلون احتجوا على نشر الصورة وطالبونا برفعها او وضع تحذير للمتصفحين او إدراجها في رابط خاص لمن يصر على تصفحها الأمر الذي لم نستجب له رغم تقديرنا لمشاعرهم الإنسانية".