بغداد/ إياس حسام الساموك ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الإيرانيون عن أن العراق منطقة نفوذهم، فغالبا ما يؤكده قادتهم العسكريون، لكن ثمة اعتراف خطير من قائد الحرس الثوري الإيراني الذي قال ان العراق وجنوب لبنان يخضعان للإرادة الإيرانية.
تصريحات مهد لها ما قاله المستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة الإيرانية اللواء يحيى رحيم صفوي وهو ان مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي كانت تخطط له أميركا قد باء بالفشل. صفوي ذكر في تشرين الأول الماضي "نشهد تشكيل برلمان في العراق بأغلبية معينة حيث تم تدوين دستور إسلامي للبلد، في حين ان نفوذ ايران اكبر بكثير من نفوذ أميركا في هذا البلد".وتابع صفوي ان الأميركان بصدد الحد من نفوذ إيران في المنطقة، مبينا أنهم ومن خلال الهجوم على العراق وأفغانستان أسقطوا جماعة طاليبان وصدام، إلا أن قوة نفوذ إيران لم تنحسر فحسب، وإنما شهدت وتيرة متصاعدة أكثر مما مضى.وبعد الانسحاب الاميركي من العراق وتزامنا مع الازمة السياسية التي تعصف بالبلد أكد قائد الحرس سليماني تواجد الإيرانيين في الجنوب اللبناني والعراق مضيفا :"إن هذه المناطق تخضع بشكل أو آخر لإرادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأفكارها".تصريحات قلل الائتلاف الوطني من أهميتها، داعيا الحكومة الى تجاهلها والاعتماد على ما يصدر من السياسيين الإيرانيين، في حين طالب شريكه في التحالف الوطني، ائتلاف دولة القانون وزارة الخارجية بتحري صحة حديث سليماني وإبداء موقف مشابه لما تم اتخاذه ضد تركيا، غير انه اعتبر موقف الاخير اشد مما جاء به قائد الحرس الثوري الايراني.وكانت وزارة الخارجية قد أوصلت رسالة احتجاج للسفارة التركية على تصريحات رئيس وزراء تركيا رجب طيب اوردغان التي حذر فيها من تأزم الأوضاع في العراق، مما اعتبرته بغداد تدخلا في شأنها.المواقف الإيرانية جاءت في وقت ذكر رئيس الوزراء نوري المالكي امس الاول ان بغداد "تسعى بجد لإقامة أفضل العلاقات مع دول العالم على أساس تبادل المصالح وعدم التدخل، وتفعيل اتفاقيات ومذكرات التعاون في جميع المجالات والمساهمة في عملية البناء والإعمار".النائب عن الائتلاف الوطني فالح الساري قال في تصريح لـ(المدى)، امس "ان الساحة العراقية بعد دخول القوات الاميركية مسرح للتدخلات الاجنبية".ويرى "ان الخلافات الحاصلة بين القوى السياسية العراقية افسحت المجال للإيرانيين وغيرهم في التدخل بالشأن العراقي"، ورفض الساري القيادي في المجلس الإسلامي الاعلى الحديث عن ان ايران تدعم ائتلاف دولة القانون، مبينا "ان ائتلاف المالكي متكئ على اميركا"، مشددا على ان "تصوير الائتلافات العراقية على انها تنحاز طائفيا نحو الجوار امر غير صحيح". وحول تصريحات سليماني تساءل الساري عن اهمية هذا الشخص وقال "لم اسمع يوما ان رئيس الجمهورية الايرانية او المرشد الاعلى للثورة صرح سلبيا تجاه العراق"، وتابع "على عكس تركيا والسعودية التي صدرت منها تصريحات مباشرة بشأن العراق".ولا يعرف الساري منصب سليماني وتابع "لم اشاهده اطلاقا"، موضحا "واذا ما كان رئيسا للحرس الثوري الايراني فدوره يكون مشابها لقاسم عطا المتحدث باسم عمليات بغداد، ولا تأثير له على الوضع السياسي".وخلص القيادي في المجلس الاسلامي "ان توقيت هذه التصريحات غير مناسب وقد تأزم المنطقة لاسيما وان هناك محورين الاول بالضد والاخر مع طهران وعلى العراق معاينة الساحة والبحث عن مصالحه الشخصية قبل كل شيء".وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية قد نشرت تقريرا لها في شهر تموز 2011 بخصوص التدخل الإيراني في العراق، سلطت من خلاله الأضواء على تحركات سليماني في هذا البلد الذي كان يشكل توازنا إستراتيجيا مع إيران قبل سقوط نظام صدام. وقالت الصحيفة إن سليماني "يدير العراق بصورة غير مباشرة"، وقد أصبحت سوريا التي تشهد احتجاجات ضد الحكومة في دائرة نشاطات فيلق القدس في محاولة لدعم الرئيس الأسد.النائب عن دولة القانون علي الشلاه اعطى اكثر من تبرير لتصريحات القائد الايراني، غير انه طالب باتخاذ مواقف تجاهها باستخدام الوسائل الدبلوماسية.الشلاه بدأ كلامه مندهشا مما تناقلته وسائل الاعلام عن قائد الحرس الثوري الايراني "قال من المستحيل ان يتحدث سليماني بهذه الصورة"، وتابع "لن يكون العراق خاضعا لنفوذ اي دولة كانت سواء ايران ام غيرها". ورفض النائب عن دولة القانون ادعاءات القائد الإيراني، وحذرها في تصريح لـ(المدى)"على طهران احترام السيادة العراقية ولا نقبل بتصريحات سلبية لاسيما التي تصدر من قادتهم العسكريين".وقد تجد ايران وحسب الشلاه، في تصريحاتها رسائل بان لديها تفاهمات مع العراق، اوضح الشلاه "ليست بهذه الصورة تفهم الامور"، واضعا حديث القائد الايراني في خانة التشابه الاسلامي والطائفي بين البلدين، لكنه يقول "انه امر غير صحيح فالعراق متعدد الشرائح"، مستدركا &qu
الحرس الثوري: العراق يخضع لإرادتنا.. والـمجلـس الأعـلى:مـن هـو ســليمـاني؟
نشر في: 20 يناير, 2012: 10:26 م