اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > و. س. ميروين ومكانة الشعر في عالم غريب

و. س. ميروين ومكانة الشعر في عالم غريب

نشر في: 21 يناير, 2012: 07:16 م

ترجمة: نجاح الجبيلي بدأت علاقة الشاعر  الأمريكي و.س.ميروين ( المكلل بغار الشعر) مع تشيسواف ميووش( الفائز بجائزة نوبل عام 1980) في الستينيات حين قدم ميروين للمرة الأولى ميووش وزميلاً بولندياً له هو زبغنيو هربرت إلى الجمهور في احتفالية للشعر في مدينة نيويورك. وكان هذا اللقاء المبكر بداية علاقة ازدهرت على مدى أربعين سنة. زار ميروين كاليفورنيا الجنوبية في بداية هذا الشهر كي يحضر مهرجان مئوية ميووش في كلية كليرمونت مكينا.
 وعلى مدى السنين يعقد هذا المهرجان الذي تنظمه مركز عائلة بنجامين ز. غولد للدراسات الإنسانية ومديرها البروفسور روبرت فاغن الذي هو صديق لميووش وقد دعا المهرجان جماعة من الكتّاب البارزين كي يناقشوا ميراث الشاعر الذي توفي عام 2004. ومن المساهمين السابقين فيه شيموس هيني وروبرت هاس، إما ضيوف مهرجان هذه السنة منهم روبرت بنسكي وسي كي وليمز وآفار نفيسي وآدم ميتشنك وميغان أوروركه وآخرين بضمنهم ميروين.من الواضح أنه في الكلام مع ميروين الذي يبلغ الرابعة والثمانين قبل خطابه في المهرجان إنه لم يتقصّد الإبطاء. عيناه تلتمعان بينما هو يتذكر زيارته إلى عزرا باوند في مستشفى سانت اليزابيث بعد الحرب العالمية الثانية أو حين يعبر عن اهتمامه بمكان الشعر في عالم أصبح غريباً بشكل متزايد.هل يستقيل الشعراء؟(يبتسم ويقول): آمل ألا يحدث ذلك، أود أن أقضي الوقت في العمل في الحديقة.لماذا ميووش وهربرت في مدينة نيويورك ، ما المناسبة؟ كانت أنطولوجيا "الشعر البولندي ما بعد الحرب" قد صدرت عام 1965 ونقحها ميووش وهو كتاب في غاية الأهمية. قدمتُ عدداً من الشعراء البارزين في ذلك الفصل وشعرت بأنني مدين كثيراً لتشيسواف في كتاب "الشعر البولندي ما بعد الحرب" الذي كان بالنسبة لي كالوحي.كيف بدأت صداقتك معه؟كان جسلاو أكبر مني ولم أسعَ إلى صداقة معه لكنه فعل ذلك. وكان هو المبادر وكنت أتشرف بها سعيداً لأني أحب الصحبة، جاء ليراني بعد بضع سنوات في فرنسا وقضينا الوقت معاً في منطقة أصفها في ديواني " The Mays of Ventadorn". وبمرور السنين بقينا نلتقي في أماكن متعددة. جاء ليراني مع زوجتي في "ماوي" وكنا نلتقي بين فترة وأخرى في بركلي حين كان يعيش هناك.في الديوان المشار إليه تصف انغمارك في شعر التروبادور الفرنسي. وهذا لم يكن ليحدث لولا أن باوند أخبرك بالذهاب إلى جنوب فرنسا – فهل كانت وظيفته معلماً لك؟حسن، في تلك المناسبة كان كذلك، اعتاد إرسال البطاقات البريدية الصغيرة المكتوبة بقلم الرصاص ويبدو أن أغلبها قد فقد، أنت تعلم أنك حين تنتقل تفقد الأشياء. وأتذكر أن  إحدى البطاقات كانت تماماً تقرأ:" اقرأ البذور لا الغصون. ع.ب". لكن الأمر السيىء في باوند هو سياساته الفظيعة. لم أعلم ماذا كانت في ذلك الوقت وأي منها المحظوظ ولا أفكر أني كنت ذاهباً لرؤيته.على الرغم من أن ميووش قد فارق الحياة فهل يمكن أن يكون معلماً للشعراء  الآخرين؟أوه، اعتقد ذلك واعتقد أن كل شاعر يمكن أن يفعل ذلك، ما زلت أجد نفسي منشداً من أجل المتعة ، منذ كنت في الثامنة عشرة، قصيدة "الإبحار إلى بيزنطة" لييتس وأسمع في أحد أبياتها شيئا لم أسمعه من قبل، أنك تستمر بالتعلم. إنّ ما تعلمك إياه القصيدة العظيمة ، وهي ليست فكرية مطلقاً، هو رنين اللغة الذي يمكن سماعه هناك. وهذا يعود إلى اصول الشعر ذاتها وأصول اللغة ذاتها. اعتقد أن الشعر قديم قِدَم اللغة وكلاهما ظهرا من الأصل نفسه – جهد في محاولة التعبير عن شيء لا يمكن التعبير عنه. إذاً لا يمكن للشيء أن يُقال فماذا تفعل؟ تصرخ، تعمل ضجة فظيعة من الألم أو الألم المبرح أو الغضب أو ما شابه، تطلق صوتاً أشبه بصوت الحيوان الذي يبدأ باتخاذ شكل شيء ما، بوجود الزمن والمجتمع اللذين يحاولان أن يجعلاك هادئاً.هل ما يزال ثمة مكان لهذا النوع من التعبير البدائي في ثقافتنا المؤتمتة؟أتساءل واعتقد بأن إحدى المشاكل في ما يُسمى الواقع الافتراضي – الذي لا هو افتراضي ولا هو واقعي- هو أن (الانسان الصانع) هو مخلوق صنع الأشياء التي تعوّض ما يفعله هو بنفسه، هذه الأشياء ربما يفعلها بشكل ملائم لكنها دائماً تصيب قابلياته بالضمور كي يفعلها مطلقاً.أُخمن أن من غير المحتمل أن لديك صفحة على التويتر؟ كلا، ولا أستعمل البريد الالكتروني أيضاً.لكن ألا يفترض أن التكنولوجيا قد تكون مفيدة؟نعم لكن تبدو الفائدة هو الجواب على السبب في عملنا كل شيء الآن، لا أُصدق الأمر. وذلك يذكرني بشيء قاله تشيسواف ليس لي ، بل لزوجته كارول. جاءا كي يمكثا معنا في "ماوي" ولم يكن من السهولة العثور على بيتنا. كان بعيداً نوعاً ما ولا تستطيع أن تراه من الطريق. قال تشيسواف لكارول: متى ما ذهبنا لرؤية وليم (ميروين) أعرف أمراً واحداً، إنه يصبح من الصعب أن تدخل هناك ولن يكون العديد من الأماكن حوله. حقاً، كل الأماكن التي أحببتها في حياتي كانت غير ملائمة وكان هذا جزءاً من الجمال كما تعرف. ينطبق الأمر على الشعر، ماذا نقول عن الطالب الذي يسأل: لماذا نحتاج إلى حفظ قصيدة إذ نستطيع العثور عليها في شبكة الأنترنت؟ بمعنى لماذا يجب أن أمتلك هذه التجربة حين أستطيع أن أسمح للكومبيوتر أن يفعلها لي؟ وهذا أحد الأمور التي تجعلني في منتهى

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram