TOP

جريدة المدى > محليات > اتهامات لـ"متنفّذين" بوزارة البيئة.. والسياسة تدخل على الخط

اتهامات لـ"متنفّذين" بوزارة البيئة.. والسياسة تدخل على الخط

نشر في: 21 يناير, 2012: 08:45 م

 كربلاء/ علي العلاوي لم يحسم لغاية الآن موضوع الأتربة التي تم نقلها من منشأة (الفتح المبين) لتبطين الأنهر في محافظة كربلاء، ففيما تؤكد بعض الجهات أن الأتربة ملوثة إشعاعيا، تنفي جهات أخرى ذلك، حتى وصل الأمر إلى اعتقال مدير بيئة كربلاء على خلفية الموضوع. هذا السجال دفع بمجلس محافظة كربلاء إلى إيقاف العمل بالمشروع، خاصة بعد أن تحولت القضية من تباين الآراء العلمية والفنية إلى قضية سياسية، ومنع نقل الأتربة من منشأة (الفتح المبين) التي كانت في زمن النظام السابق مخصصة للإنتاج الحربي.
وكان قاضي هيئة النزاهة في كربلاء قد اصدر أمرا باعتقال مدير بيئة المحافظة المهندس حيدر فؤاد على خلفية الكتب الرسمية الصادرة من مديرية البيئة والتي تجيز نقل الأتربة من المنشأة المذكورة لكونها غير ملوثة إشعاعيا.إلا أن مدير البيئة المهندس حيدر فؤاد، قال في تصريح سابق لـ"المدى"، قبل اعتقاله: انه غير معني بالأمر وانه ليس الجهة المخولة بإعطاء الإجابات عن صلاحيات مواقع نقل الأتربة وخلوها من الملوثات سواء كانت إشعاعية أو كيمياوية، مبينا أن المديرية جهة تنفيذية وقد قامت برفع نماذج من الأتربة المخصصة لتبطين الأنهر إلى وزارة البيئة ومختبرات وزارة الموارد المائية وجاءت النتائج إن المنطقة خالية من التلوث الإشعاعي. وأضاف انه وبعد أن بدأت أعمال التبطين، وردت إلى مديرية بيئة كربلاء تقارير تفيد بأن هناك أربعة نماذج ظهرت فيها ملوثات كيمياوية، تبعها تقرير يشير إلى أن الملوثات التي تم اكتشافها طبيعية، مشيرا إلى أن المديرية رفعت هذه التقارير إلى وزارة البيئة، وان مديريته تحتفظ بجميع هذه الكتب ومن بينها كتب موقعة من قبل وزير البيئة السابق. واتهم المهندس فؤاد جهات لم يسمها بالوقوف وراء هذه القضية بالقول: "هناك غايات لكل هذه الزوبعة تقف وراءها جهات ضدي شخصيا وإنني لن أبقى في مكاني". وهو ما حصل إذ تم سحب يده من التكليف بإدارة بيئة المحافظة ثم وبعد أسبوع تم إلقاء القبض عليه من قبل نزاهة المحافظة. وكانت "المدى" قد نشرت تقريرا عن الملوثات الإشعاعية في الأتربة المستخدمة لتبطين الأنهر في كربلاء، وقال فيه مستشار محافظ كربلاء حسن الشريفي إن الفحوصات التي أجرتها عدة جهات مختلفة أثبتت خلو الأتربة من مصادر الإشعاع الملوث  . الشريفي وفي حديثه لـ"المدى" على خلفية القضية طالب بإجراء دراسة معمقة عن أسباب ظهور إصابات بالسرطان في ناحية الحسينية التي تم تبطين نهرها، مضيفا إن "الحملة الإعلامية التي تسببت بها جهات رسمية عن وجود التلوث الإشعاعي والكيمياوي اثبتت أنها حملات بهدف التأثير والتشهير والحصول على دعاية إعلامية من جهة أو تحقيق أهداف إدارية وسياسية من جهة أخرى"، على حد قوله. الشريفي أوضح أن لديه كتبا تشير إلى أن هناك نقاط تلوث في أربع عينات بعنصر النيكل وهو عنصر خامل وغير مؤثر، مضيفا انه ولغاية الآن لا توجد محددات ثابتة ومعينة بخصوص النيكل حتى في دول العالم المتقدم.وبين انه في بريطانيا تصل المحددات إلى 600 ملغم من عنصر النيكل في الكيلو غرام الواحد من الأتربة، أما في أمريكا فإن النسبة تصل إلى 1600 ملغم في الكيلو غرام الواحد، مشيرا إلى أن المواصفات أو المحددات التي اعتمدتها وزارة البيئة العراقية هي المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية والتي تحدد النسبة المسموحة بـ30 - 75 ملغم في الكيلو غرام الواحد من الأتربة، منوها بأن وزارة البيئة لم تلتفت إلى إن هذه المحددات أو المواصفات هي لمياه الأراضي الزراعية التي تسقى بمياه (الحمأة) أي المياه الثقيلة وهذه أيضا فيها نسبة سماح كبيرة، بحسب ما ذكر.ويؤكد الشريفي إن ما حصل من تبعات هو لوجود خلاف في وزارة البيئة بين وكيل الوزارة وبين مدير بيئة كربلاء وكذلك المفتش العام للوزارة، لافتا إلى إن مدير البيئة غير مخول بمنح الموافقات وقد قام بإرسال عينات من الأتربة إلى الوزارة.وتابع بالقول: إن لدى المحافظة العديد من موافقات وزارة البيئة منذ العام 2008 والمثبتة على بيئة كربلاء بالرقم 969 في 9/6/2008، وفيه يبين أن وكيل الوزارة بنفسه منح الموافقة ونصها "لا مانع من نقل الأتربة فقط نخلي مسؤوليتنا من القذائف غير المنفلقة".ويشير الشريفي إلى إن التصريحات لم تستند إلى أسس علمية مطلقا "والدليل إن وكيل الوزارة نفى نفيا قاطعا أمامنا ووقع على المحضر". وتقع منشأة (الفتح المبين) إحدى منشآت هيئة التصنيع العسكري المنحلة، إلى الشمال من مدينة كربلاء وتمتد أراضيها من منطقة الوند في كربلاء إلى الحدود الشمالية لمحافظة بابل، وهي منشأة خاصة بتصنيع الأسلحة الحربية، وبحسب ما ذكر أشخاص مطلعون فأن المنشأة كانت تستخدم أنواعا عديدة من المواد الكيمياوية والبارود.وتعرضت المنشأة إلى قصف تدميري من قبل القوات الأمريكية في حربيها على العراق في العام 1991 والعام 2003، وهو ما جعلها من المناطق الملوثة إشعاعيا بسبب القصف، بحسب ما يشير إليه المتخصصون. من جهتها، لفتت نائبة رئيس لجنة البيئة في مجلس محافظة كربلاء بشرى حسن عاشور في حديثها لـ"المدى"، إلى إن البت في الشؤون البيئية ليس من اختصاص مجلس المحافظة "ولن نكون مع جهة على حساب جهة أخرى لان الأمر يتعلق بحياة المواطنين وليس بصفقة تجارية بالإمكان تسويتها"، بحسب تعبيرها. وأكدت إن عملية إلقاء القبض على مدير بيئة كربلاء

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

موجة مطرية تستقبل شهر رمضان
محليات

موجة مطرية تستقبل شهر رمضان

بغداد/ المدى رجح المتنبئ الجوي صادق عطية، هطول الامطار خلال الاسبوع الاول من شهر رمضان. وقال عطية، إن «الموجة القطبية التي يمر بها العراق بلغت درجة الذروة ابتداء من يومي الثلاثاء والاربعاء»، مبينا ان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram