بغداد/ المدىيخيّم التوتر على العلاقات بين وزارة الداخلية وكتائب حزب الله، احد الفصائل المسلحة التي رفضت ترك سلاحها برغم انسحاب القوات الأميركية من العراق نهاية العام الحالي بذريعة غموض مستقبل البلاد، كما شككت برحيل الجيش الأميركي.
وفي غضون ذلك تتحدث مصادر مقربة من الكتائب عن امتلاك الأخيرة أسلحة ثقيلة لا تريد تسليمها إلى الدولة إلا بعد اطمئنانها على وضع العراق، متهمة السفارة الأميركية في بغداد بالتجاوز على القوانين وعملها على استمرار احتلال العراق.وكانت كتائب حزب الله قد رفضت انضمامها في مشروع المصالحة الوطنية، اذ قالت "لم نكن في يوم من الأيام في خصومة مع الحكومة العراقية أو أي طرف عراقي آخر لكي نحتاج الى مصالحة معهم، مؤكدة أن الاحتلال الأمريكي كان ولا يزال عدوها الوحيد. التوتر جاء بعد أن نقلت (المدى) عن وكيل وزارة الداخلية الفريق احمد الخفاجي انتقاده لاستمرار الكتائب بحمل السلاح، وقال "ان تجد في نفسها القوة فلتنزل الى الشارع وتجد قوة ضاربة ستزيحها عن الوجود"، الخفاجي دعا ايضا الفصيل المسلح الى الاقتداء بباقي الجماعات التي دخلت العملية السياسية، موضحا "في هذه الحالة سنوفر لها الحماية الكاملة اذا ما أرادت ممارسة نشاطاتها التي تتفق مع القانون".التصريحات جوبهت بالرفض من قبل الفصيل المسلح، والذي دعا الوزارة الى الاعتذار عن تصريحات الخفاجي إلا أن الأخير رفض ذلك.أمين عام كتائب حزب الله واثق البطاط عبر في حديث له أمس عن استيائه من تصريحات الخفاجي واصفا إياها بـ " المستهترة "، متابعا "عليه الاعتذار عما خرج عنه من كلام يسيء للمقاومة".البطاط أضاف: لن نرفع السلاح بوجه أبنائنا من الجيش و الشرطة وكتائب حزب الله هي من ضرب ميناء مبارك الكويتي ".غير ان الخفاجي رفض الرد على البطاط، وقال "تصريحاتي كانت وفقا للدستور والذي نص على حصر السلاح بيد الدولة وعلى كتائب حزب الله التي لا تزال تمسك بالسلاح الالتزام بشرط إلقائه والكف عن إصدار البيانات ".ويعترض مقرب من الكتائب على مساواة الأخيرة بباقي الفصائل المسلحة، مشددا على أن الغرض من احتفاظها بالسلاح لحماية الشعب العراقي من الأخطار الأميركية.القيادي في حزب الله- العراق، جمعة العطواني قال في تصريح لـ(المدى) امس "ان تصريح الخفاجي لم يكن في محله لان وزارته تعرف بأن الكتائب وجهت أسلحتها ضد القوات الأميركية ولم يشهد العراق اي خرق من قبلها وحتى لا يوجد لديها اي معتقل في السجون العراقية".وعن تحفظ كتائب حزب الله في ترك السلاح قال العطواني "إنها جاءت بعد قيام عدد من عناصر السفارة الأميركية بالتجوال في بغداد حاملين أسلحة كاتمة للصوت، الأمر الذي ولد مجموعة من الشكوك للكتائب بأن العاملين في السفارة يمكن لهم القيام بعدد من عمليات التصفيات التي تطال قياداتها"، رابطا ما حصل مع محافظ بغداد قبل ايام والذي اكد اعتقال أربعة اميركان في احد أحياء بغداد واتهمهم بالتخطيط لاغتياله، وأردف "كان الأجدى بالخفاجي الرد على السفارة الأميركية لان القوات الامنية اعترفت بانتهاك عامليها للقوانين العراقية".ويرى العطواني ان سلاح الكتائب لحماية الشعب العراقي، وقال "كنا نتمنى على وكيل وزارة الداخلية ان ينأى بنفسه عن هذه التصريحات وهو يعرف بان الفصيل المسلح لم يستهدف الاجهزة الامنية". وينقل القيادي في حزب الله رؤية للكتائب، بأن الخطر الأميركي لا يزال موجودا، ويرفض مساواتها مع باقي الفصائل المسلحة وقال "اغلبها كانت ارهابية وتقتل الشعب العراقي بالسيارات المفخخة وان الداخلية تمتلك معلومات مفصلة عن هذا الموضوع"، موضحا "لديهم أسلحة ثقيلة احتفظوا بها في أماكن آمنة لن يسلموها الى الدولة الا بعد قناعتهم بعدم الحاجة اليه، فإنها لخدمة المواطن العراقية والأجهزة الأمنية".وطالب المقرب من الكتائب، وزارة الداخلية باعتماد الحوار الهادئ مع الفصيل المسلح والابتعاد عن الوسائل الاستفزازية، لكنه قال "ان التوتر سرعان ما سينتهي ولن تكون هناك اي تطورات من الممكن ان تلقي بظلالها على الواقع الأمني".وكان أبو مصطفى الخزعلي أحد قادة كتائب حزب الله قد اشار الى غياب الاستقرار السياسي والغموض بشأن مهمة وحجم السفارة الامريكية في بغداد كمبررات للاستمرار في حالة الحرب.وكان قادة عسكريون أمريكيون قد ذكروا عصائب الحق وكتائب حزب الله بالاسم كقوى كبرى في ساحة المعركة بالعراق في السنوات الأخيرة وقالوا إنهما تحصلان على تمويل وسلاح من إيران.وقال الخزعلي ان التحديات ما زالت قائمة ولم تتضح الحقيقة بعد بشأن عدد أفراد السفارة الامريكية. وقال ان المخاطر ما زالت موجودة والعملية السياسية غير مستقرة.وكان ائتلاف دولة القانون، قد اكد ان الحكومة لن تحاسب، ما وصفها مقاومة الأمريكان فهي حق مشروع، ولا تحاسب الجماعات المسلحة التي قاومت قوات الولايات المتحدة شريطة عدم تورطها بدماء الشعب العراقي، فيما اكد
كتائب حزب الله تطالـب الـداخلية بالاعتذار..والخفـاجي:تحدثت وفـق الدسـتور

نشر في: 21 يناير, 2012: 10:13 م









