TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان: ماذا يريد المالكي ؟

كتابة على الحيطان: ماذا يريد المالكي ؟

نشر في: 21 يناير, 2012: 10:15 م

 عامر القيسيصراحة من الصعوبة معرفة الطريق الذي يسير فيه السيد رئيس الوزراء نوري المالكي فالخلافات بينه وبين حلفائه مستترة مرّة وعلنية مرّة أخرى. فهو على سبيل المثال لا تخفى خلافاته مع التيار الصدري الا بصفقة تنازلات ووعود أبرزها كسب التيار لترشيحه لرئاسة الحكومة ..
ومع المجلس الاعلى نلمس بوضوح الانتقادات المبطنة التي يوجهها السيد عمار الحكيم للمالكي من خلال أحاديثه المتواصلة والمتتابعة عن الشراكة والمشاركة في قيادة البلاد .. ومع العراقية فهي خلافات مكشوفة عطلت العملية السياسية سواء كانت شخصية مع السيد اياد علاوي رئيس القائمة أم مع القائمة عموما .. ومع الكرد فهم دائمو الشكوى من تنصله من وعوده وربما ليس آخرها اتفاقية أربيل التي يصر المالكي على انه طبق بنودها ولم يعد هناك ما يدعو للشكوى والانتقاد لقيادته للحكومة والمالكي سمع بوضوح تصريحات اعلى المستويات في كردستان من انهم لن يصبروا كثيرا على هذا الوضع .. ومع مجالس المحافظات مشاكل أدت الى إعلانات أقاليم  بالجملة  وبرغم وعوده بتنفيذ مطالبهم المشروعة الا ان الأوضاع تراوح في مكانها مع تلك المطالب ، بل ان الحد وصل الى أن يصرح أمير الدليم من الأنبار بان لا يمكن العيش في بلد واحد مع المالكي ..ومع الناس فبإمكان السيد المالكي ان يجري استبيانا حقيقيا ليعرف مستوى شعبيته وبوصلتها خارج اطارها الحزبي الضيق .. ومع حزب الدعوة نفسه فقد افترق بجناحه وانشق الحزب الى جناحين احدهما له والآخر للسيد الجعفري ..على مستوى السياسة الخارجية فان علاقات العراق مع محيطه كجيران واقليم لا نحسد عليها  بسبب عدم وضوحها وافتقادها الى مبادئ المصالح الوطنية أولا ..ودوليا فاننا لا نعرف من هم حلفاؤنا ومن هم أصدقاؤنا ويواجه المالكي في توجهاته الخارجية الكثير من الانتقادات بما فيها الولايات المتحدة الاميركية التي لنا معها اتفاقية استراتيجية .من تبقى لا خلاف لهم مع المالكي ؟هذا السؤال يجب ان يبحث عن إجابته  السيد رئيس الوزراء بنفسه ليكتشف ان عليه أن يراجع توجهاته بجرأة وروح وطنية مسؤولة والا يراهن كثيرا على الاصطفافات الطائفية في وقت الأزمات الحادة ، لأن هذه المراهنة ستقوده بل وقادته في بعض الاحيان الى فخ الانحناء أمام الآخرين في مقابل الدعم الآني الذي سرعان ما يختفي بعد ان يؤتي أكله ويحقق أهدافه !!الخطاب الذي يوجهه المالكي عادة يتناقض تماما مع التطبيقات العملية لسياساته التي تبدو جلية في اعتمادها على قضيتين ، التخويف من الآخرين واستخدام نفوذ السلطة والمال لتحقيق الاهداف الضيقة !!ونحن من موقع الحرص على العملية السياسية وبناء عراق ما بعد سقوط الدكتاتورية نعتقد ان سياسة المالكي في التعامل مع حلفاء وشركاء مستقبل العراق لا يمكنها ابدا ان تحقق المعلن من خطاب المالكي في بناء دولة المؤسسات والقانون وان الروح الاستعلائية ليس لها ما يبررها فهو على استعداد للتخلي عن وزارات مهمة لصالح شخوصه وهو على استعداد لان يتخلى عن وزراء الشراكة مقابل التلويح للآخرين بالمزيد من المناصب في خطوة مكشوفة الاهداف لم ينسق لها الصدريون عندما رفضوا ان يكونوا بدلاء عن وزراء العراقية .لا ندافع عن أحد أبدا لكننا نقول ان هذا الطريق لن يقود أبدا الى العراق الذي نتمناه وحلمنا به، عراقا  ديمقراطيا فيدراليا موحدا ، ولا ننجّم في اعتقادنا هذا لان حال البلد يقول لنا اننا في الطريق الخطأ !!فهل من مجيب ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram