تحليل سياسي/ ماجد طوفانمن المنتظر أن يلتقي اليوم زعيم القائمة العراقية إياد علاوي مع السفير الإيراني حسن دانائي ، وعلى الرغم من ان علاوي وطيلة سنوات مضت كان مناوئا لإيران ، فان اللقاء مع اي مسؤول إيراني وفي ظل الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد يضع المراقب أمام مجموعة من الأسئلة والاستفهامات
التي دعت علاوي الى ان يكسر هذا الجمود والتشنج الذي رافق علاقته بإيران طيلة الفترة الماضية ولعل التسريبات الاعلامية التي صدرت خلال اليومين الماضيين والتي تفيد بأن السفير الإيراني اجرى اتصالات مباشرة مع زعيم القائمة العراقية وذلك ان الطرفين أبديا استعدادهما للحوار ، وبرغم عدم وجود اية معلومات عما سيدور في هذا اللقاء الذي يمكن عده اشكاليا بكل معنى هذا التوصيف ، فإن المراقب يضع الأزمة التي تمر بها القائمة العراقية مقدمة لهذا اللقاء ، هل ان انقطاع السبل امام القائمة العراقية وتحديدا من حلفائها التقليديين – تركيا والسعودية – دفع علاوي الى اللجوء الى ايران لتمد له طوق النجاة من الأزمة الخانقة الحالية ؟ وهل وصلت العراقية الى قناعات متأخرة بأن مفاتيح اللعبة تمسك ايران بأهم خيوطها ؟ وماذا عن ( العداء ) المزمن بين علاوي وطهران ؟ وكيف سيبرر علاوي كل انتقاداته السابقة ايران والتي كان يتهمها بها وتحديدا فيما يخص تدخلها بالشأن الداخلي العراقي؟ اسئلة كثيرة وخطيرة تتدفق على اي مراقب لهذا التحول المفاجئ ، ما يبدو على السطح يشير الى ان الطرفين يرغبان ببناء علاقات مشتركة وطي وربما نسيان صفحة الماضي التي اتسمت بالعداء بين الطرفين ، قيادي في القائمة العراقية اكد ان اللقاء المرتقب يمكن عده تاريخيا ، واضاف النائب سالم دلي في تصريح للمدى " ان الزيارة تعد تاريخية وهي الاولى من نوعها على مستوى قيادات القائمة العراقية بعد ان كانت هذه القيادات حذرة ومنتقدة للتدخلات الإيرانية بشكل عام " وحول جدول هذا اللقاء تابع دلي " ان اللقاء سيناقش جميع القضايا العالقة والتي تسببت بالازمة الحالية بين ائتلافي العراقية ودولة القانون " ولعل هذا التصريح يعطي ملمحا واضحا بأن العراقية فقدت كل اوراق اللعبة وما عليها الا اللجوء الى ايران لحل مشاكلها المزمنة مع دولة القانون ، وهذا التوجه او المناورة ربما جاء متأخرا وفي غير محله ، فمن المستبعد ان تفرط ايران بحلفائها الستراتيجيين ! لذا فان ايران المعروفة بسياستها البراغماتية ستغتنم هذه الفرصة استغلالا امثل لاحتواء زخم العراقية والحصول على اكبر المكاسب منها من دون ان تعطي شيئا ، بمعنى انها ستأخذ بيدها الشمال وستكف يدها اليمين ، وكانت المتحدثة باسم القائمة العراقية ميسون الدملوجي قد صرحت لبعض وسائل الاعلام بان اللقاء يهدف الى تعزيز العلاقات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية ونفت الدملوجي أن يتطرق اللقاء إلى رغبة القائمة العراقية في تغيير رئيس الوزراء نوري المالكي. واضافت الدملوجي ان التقارب بين علاوي وطهران جاء نتيجة للمتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية. و ان "الترتيبات تجري الآن لعقد هذا اللقاء قريبا ويؤمل أن يدشن صفحة جديدة من العلاقات بين القائمة العراقية وجمهورية إيران الإسلامية". وكان اياد علاوي قد كشف في وقت سابق عن اسباب استبعاده من تشكيل الحكومة العراقية الحالية برئاسة نوري المالكي وذلك بسبب وقوف كل من طهران والولايات المتحدة ضده شخصياً حتى لا يصل للرئاسة الوزارية بعد التفافهما على فوز القائمة العراقية، مشيرًا إلى أنه طُلب منه لقاء قيادات إيرانية، فطلب أن يكون اللقاء عبر وسيط عربي واقترح عدة دول منها مصر وسوريا والكويت وتركيا موضحا رفضه التام الذهاب إلى طهران من أجل الحصول على منصب رئاسي.وعن تشكيل الحكومة اكد علاوي أنه حتى الآن لم تحصل القائمة على ما تريده ولكن مازالت النقاشات مستمرة، وعن توليه منصب رئيس المجلس الوطني للسياسات أوضح أنه للأسف لا توجد ضمانات حتى الآن لتفعيله سوى ضمانات إيرانية .من جانب اعتبرت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، امس أن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني واهم في التصريحات التي أدلى بها بشأن خضوع العراق لإرادة إيران وإمكانية تشكيل حكومة إسلامية فيه، فيما أكد أن السياسة التي ينتهجها رئيس الوزراء نوري المالكي مع دول الجوار هي التي سمحت بـ"التطاول" على العراق. وقال المتحدث باسم القائمة العراقية حيدر الملا في حديث لوكالة السومرية نيوز إن "من يعتقد أن يكون العراق تابعاً لإيران أو عمقاً استراتيجياً يمكن أن يستخدمه النظام الإيراني لتحقيق أجندة إقليمية أو دولية فإنه ذاهب إلى الوهم"، مشيراً إلى أن "أي تدخل سواء كان إيرانياً أو سعودياً أو تركياً أو كويتياً أوقطرياً في الشأن العراقي مرفوض من قبلنا".وأشار الملا إلى أن "إيران تنطلق من مصالحها لذا على رئيس الوزراء نوري المالكي أن يبلور سياسة واضحة لحماية مصالح العراق"، معتبراً أن "الأخير فشل ببناء علاقة متوازنة ليس فقط مع إيران بل مع دول الجوار كافة".وأوضح الملا أن
هل ستكون طهران المنقذ الأخير للقائمة العراقية ؟

نشر في: 21 يناير, 2012: 10:20 م









