سرمد الطائي"مجيء الشباب المسلم الى ايران ليس استعراضا دعائيا.. ومرض سوريا غير خطير، وما قاله جلال طالباني بشأن المراسلات مع بترايوس غامض". هذا جزء مما ردده قائد فيلق القدس الايراني متحدثا لآلاف الشباب المسلمين الذين جمعهم "مؤتمر" في طهران ردا على "شباب الفيسبوك".
الجنرال الذي يدير العمليات الخارجية لحرس الثورة سرق الاضواء بحديثه عن نفوذ وتأثير بالغ في لبنان.. والعراق. وقاسم سليماني يحاول ان يقول انه مطمئن جدا بشأن مستقبل العراق، (كاطمئنانه على مستقبل جنوب لبنان ونظام بشار الاسد)، سواء كان سلوك حكومتنا يروق لطهران 100% او اقل من ذلك بقليل.وتشفع لي معرفتي بالفارسية ان انقل مقتطفات لا تخلو من الطرافة من خطاب سليماني الذي اثار ضجة في البلاد، حسبما اجده منشورا في وكالة "ايسنا" شبه الرسمية. فالرجل الذي يحمل على ظهره ارث الحرب مع العراق، وسنوات تكريس زعامة خامنئي.. راح يتبنأ بمستقبل المنطقة لا كمجرد عراف يقرأ الكف، بل كواضع "تقديرات علمية". الجنرال معروف بنهمه للقراءة وذكائه الحاد، (ولعل من سوء حظ اي سياسي ان يشترك في لعبة مع سليماني هذا).وجنرالنا يؤمن بـ"حتمية تاريخية" يدعمها بأشيائه الاستراتيجية، ويقول ان "85 في المئة من شباب المنطقة يكرهون امريكا". وان "مستقبل المنطقة سيكتبه شبابها ومعظمهم اسلاميون يتعاطفون مع ايران"، وهو يخاطب بهذا بضعة آلاف من الشباب جاءت بهم طهران لمؤتمر يناقش دورهم، ربما "كضد نوعي لشباب الفيسبوك".الجنرال سليماني يتحدث بالطريقة التالية "امريكا تدعم التغيير، لكنها جاهلة بالتحول الاسلامي العميق في المنطقة، ولذلك فإن ما تقوم به امريكا سيصب في خدمة ايران لاحقا".يعتقد الامريكان انهم لا يجهلون ذلك لان افضل حل للحركات المتشددة هو تسهيل وصولها الى السلطة وتوريطها بالمشاكل اليومية وتحويلها من "حزب مقدس" الى "حزب دنيوي يربح او يخسر"، لكن سليماني يتحدث بمنطق السيطرة و"الصحوة الدينية" التي بدأت لتوها، بحيث سيكون المستفيد الاكبر منها ايران.سليماني يرى ان "المرض السوري" ليس خطيرا، وانه لن يؤدي الى سقوط النظام. لكن الرجل يحتفظ لطهران بخيار آخر، حين يتحدث عن "الاخوان المسلمين في سوريا" فهم في نهاية المطاف جزء من "الصحوة الاسلامية" حتى لو اختلفوا عن اخوان مصر وكانوا اكثر سلفية! اي ان الجنرال يتحسب ويحتاط للحظة سقوط الاسد معتقدا ان بالامكان ضم الاخوان اينما كانوا الى "امبراطورية التأثير الإيراني".الجنرال يأتي بآلاف الشباب ليحدثهم عن ثورة 1979، في زمن الفيسبوك. ويؤكد لهم "ان ايران وشبابها ظلوا بمنأى عن تأثيرات الغرب" متناسيا ان خيرة شباب طهران وكبريات المدن، يشتمون نظامهم وحظهم ليل نهار، ويبحثون عن حرية كتلك المتاحة لنظرائهم في تركيا واليونان.يبدو الجنرال متحدثا عن سيطرة داخلية مبرمة وانكار للمعارضة الخاتمية والموسوية، وعن تأثير واسع يتجاوز لبنان والعراق ليشمل اخوان سوريا "في المستقبل القريب". ويجيب على اسئلة الصحافة باقتضاب. يقول "سألتم عن رسالتي للقائد الامريكي بترايوس.. ان ما قاله الرئيس طالباني غامض، لكننا كنا نحذر الامريكان دائما من عواقب سلوكهم".شخصيا لا اتذكر صلة الرئيس بما قيل عن رسالة سليماني التي قال فيها لبترايوس "انا حاكم العراق الفعلي"، لكن الصحفيين يسألون الجنرال الايراني اخيرا: هل سمعت بخطة الكونغرس لتصفيتك جسديا؟ فيجيب: كلا، ولكن اتمنى ان ينفذوا خطتهم هذه! اما انا فلا اتمنى لسليماني "الشهادة" على طريقة الملاحم الفارسية، ولا ميتة امريكية كهذه اذ ستمطر الدنيا علينا حينها، كاتيوشا ومفخخات، ثأرا لرجل يتحاشاه المالكي كثيرا.
عـالَـم آخــر: ميتة امريكية لسليماني

نشر في: 21 يناير, 2012: 10:25 م