TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > كوابيس أبو الفوز.. استقراء المستقبل روائياً !

كوابيس أبو الفوز.. استقراء المستقبل روائياً !

نشر في: 22 يناير, 2012: 06:41 م

علاء المفرجي بعد سقوط النظام الدكتاتوري 2003، تمكن الكاتب يوسف أبو الفوز ، من العودة وزيارة وطنه الذي أضطر لمغادرته صيف عام 1979 لأسباب سياسية ، حيث ومنذ مطلع 1982 شارك في فصائل الكفاح المسلح (قوات الأنصار للحزب الشيوعي العراقي) المقاومة لنظام صدام حسين حتى حملات الأنفال 1988 ،
ثم دار بين العديد من الدول العربية والأوربية، بحثا عن سقف آمن حتى استقر به المقام في فنلندا مطلع عام 1995 . في زيارته وكانت الأولى من بعد غياب 27 عاما ، كان لنا لقاء في مكاتب صحيفة المدى، ومنه سمعت أفكارا عن مشاريع ونشاطات، وصارت اللقاءات تتجدد عند كل زيارة، ومعها تتجدد الأفكار والمشاريع. صدرت له مؤخرا، عن  دار المدى، رواية جديدة تحت عنوان "كوابيس هلسنكي".رغم أن العنوان يقود إلى عاصمة دولة أوربية ، إلا انه يمكن القول أنها كوابيس عراقية بامتياز ، فالرواية تحاول أن تسلط الضوء على تجارب مواطنين عراقيين ، مقيمين في بلد أوربي، هنا هو فنلندا، مهمومين بموضوعة العنف والإرهاب وارتباطه بالتطرف الديني والسياسي، وشخوص الرواية العراقيين يعكسون تجاربهم ومعاناتهم مع عسف النظام الدكتاتوري السابق وفترة الاحتلال الأميركي وما نتج عن ذلك. الكوابيس تتجاوز معناها الحرفي كأحلام مزعجة إلى واقع مرير وحقائق مرعبة تتحدث عنها الرواية، إذ تجتهد لتسليط الضوء على أساليب دعم الجماعات المتأسلمة التكفيرية الناشطة في أوربا لدورة العنف الطائفي في العراق، وتحاول أن تحذر من مخاطر هذه الجماعات المتطرفة على الحياة المسالمة في بلد أوربي مثل فنلندا!والرواية إلى حد ما حاولت أن تكون أمينة لإحدى مهام الادب في استقراء المستقبل ونتائج بروز التشدد والتطرف السياسي والديني في أوربا ، فهي تطلق صرخة تحذير من أن أسباب العنف والإرهاب اجتماعية واقتصادية قبل أن تكون دينية، وهي كامنة ويمكن أن تنفجر في أي حين عند توفر الظروف المناسبة، وهكذا فالرواية تحدثت عن أعمال عنف سبق وحصلت في فرنسا وفنلندا وحذرت من احتمال تجددها في أي مكان من أوربا، وحصل ذلك في لندن والنرويج مؤخرا، والرواية أيضا تربط بشكل مباشر الأحداث بما يحصل في العراق، ونشاط المنظمات التكفيرية في التجنيد والتمويل والتدريب والإسناد، يقول أبو الفوز عن موضوع روايته:خلال عملية البحث والإعداد لكتابة الرواية تبين أن الجماعات التكفيرية نشطة في أوربا بشكل مخيف، فدوائر الاستخبارات الأوربية مثلا تؤكد رسميا وجود أكثر من 800 عنصر من أعضاء الخلايا النائمة لهذه الجماعات ، وبحكم إقامتي في فنلندا فالسؤال الذي ورد في البال هو عن حصة فنلندا من هذا الرقم ؟ وما هي خطط هذه العناصر، مهما كان عددها، وأي اهداف سيختارون في هذا البلد المسالم المرمي عند حافة القطب؟ وما هي العوامل التي ستجعلهم يستيقظون من سباتهم ليوجهوا ضرباتهم الإرهابية ؟ وأسئلة عديدة أخرى ، وفي محاولة للبحث عن أجوبة مناسبة قدمت الرواية عالما متخيلا ، رسمت فيه شبكة علاقات ونشاطات لمجموعة إرهابية تخطط لهجوم إرهابي في فنلندا ، وتدعم الأعمال الإرهابية في العراق وتحدثت عن آليات عمل هذه الجماعات . حصل انه بعد دفع الرواية للنشر نهاية عام 2008 ، حصلت العديد من الأحداث التي أكدت ما ذهبت إليه الرواية وحاولت استقراءه ، ففي خريف عام 2010 حصلت محاولة التفجير الإرهابي وسط العاصمة السويدية ستوكهولم ، وفي فنلندا تم الإعلان عن اعتقال أشخاص بتهمة دعم الإرهاب تمويلا ومحاولات تجنيد عناصر وسياسيا صعد اليمين المتطرف الفنلندي إلى واجهة التأثير في القرار السياسي ، وأحداث عديدة أخرى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram