 هاشم العقابيمرة قرأت في السيرة الذاتية للشاعر التركي ناظم حكمت، وهو ماركسي وعلماني حد العظم، انه يحب قراءة فنجان قهوته ويستأنس جدا بما ترويه له القارئة. وداعيكم كذلك يجد نفسه بين حين وآخر يطالع برجه، رغم انه لا يعرف يوم ميلاده بالضبط . فانا مثل الكثيرين من ابناء جيلي سجلت في هوية  الاحوال المدينة (الجنسية) باني ولدت يوم 1/7. مع هذا اعتمدت طريقة تعلمتها من والدي تحدد البرج من خلال تحويل حروف اسمي واسم امي، الى أرقام. جاءت النتيجة اني من مواليد برج الثور. شلون حظ!
تقول بعض الدراسات النفسية ان الناس تلجأ لقراءة طالعها لاسباب مختلفة. ففيهم من يتابعه عن قناعة تامة. ومنهم للتسلية. أما الأغلب، وانا منهم، فيلجأ له بسبب الشعور بالضجر والملل. وحين وجدت نفسي اليوم محاصرا بجبل من الضجر، وانا اتابع أخبار العراق التي لا جديد فيها يشدني للكتابة، قررت أن أكسر طوق ضجري بالبحث عن الطالع واستكشاف المستقبل. ليس لي، بل لهذا العراق الذي صار حظه كحظ اهله، يومه أتعس من أمسه، وغده أتعس من يومه.دلني البحث على موقع للفلكي المصري احمد شاهين يستعرض به توقعاته لبعض البلدان في العام 2012. جاءت توقعاته عن العراق تحت عنوان: "هزيمة رئيس الوزراء نوري المالكي لخصومه وعدم استمرار تركيبة الحكومة العراقية على ما هي عليه". لكن نص التوقع يقول: "سوف تشهد الساحة السياسية في العراق صراعات كبيرة وقد يكون نور المالكي هو آخر رئيس حكومة عراقية، لكنه في جميع الأحوال سيخرج من السلطة في 2012، وسوف تحدث فوضى سياسية وأزمات كبيرة، وسيكون هناك تمرد من الأحزاب وهو ما سيؤثر على أسعار النفط بشكل كبير، كما سيشهد العراق مناخًا سيئًا جدًا لم يشهد له مثيلاً من قبل، وستقوم الدولة الكردية في 2012". لا ادري من كتب العنوان، هل الفلكي ام شخص آخر؟ فالعنوان يوحي بانتصار المالكي. لكن النص الأصلي يقول انه سيخرج من السلطة هذا العام. فهل ان "لخصومه" كانت "لصالح خصومه"، مثلا، وسقط منها "صالح" سهوا؟ أم ان العراق حيّر حتى أهل الطالع مثلما حيرنا بالكشف عن سر سوء طالعه؟ ومن يدري؟ فلربما كان الحاج زاير يتحدث عن حال العراق وليس حاله عندما قال: ضعن الولف شال عن امتيمه او نوحهوالكلب حزنان يلعي او ما بطل نوحهراح الذي بيه جنه اعله المها نوحهحيرت اهل النجم والياخذون الفالكل يوم اكولن يفل همي ولا هو فالكطان جني طحت ما بين عجلة فالواحد للاخر يكله هو ولك نوحهوهل غير العراق "كطان" حاطت به "الفالات" واصحابها يحشّم بعضهم بعضا: "هو ولك بوكه"؟استوقفني قول هذا الفلكي بان العراق سيشهد مناخًا سيئًا جدًا. قارنته بنشرة الانواء الجوية فوجدتها تقول ان هناك موجة برد غريبة قارسة وقاسية تجتاح العراق هذه الايام، من السليمانية الى البصرة مرورا ببغداد. فهل يا ترى سيصدق هذا الفلكي في توقعاته السياسية كما صدق في توقعاته المناخية؟ أم انها "ضربة أعمى وطاحت بارنب"، كما يقول اهل العمارة.