علاء حسن النجمة الخضراء شعار القائمة العراقية ، ودولة القانون اختار الميزان ليكون عنوان عدالته، قبل خوض الانتخابات التشريعية ، اختارت كل قائمة شعارها ، فالائتلاف الوطني العراقي فضل الساعة، وائتلاف الكتل الكردستانية اختار الحصان شعارا لقائمته، كذلك بقية القوائم المتنافسة ، وفي الحملة الدعائية وفي حمى التنافس انطبعت صور الشعارات ورموزها في أذهان الناخبين ، فتوجهوا الى صناديق الاقتراع استجابة لدعم النظام الديمقراطي في البلاد ومن دون تأثير الدوافع والاصطفافات الطائفية والمذهبية ،
اختار الناخبون ممثليهم في مجلس النواب غير نادمين ، وكانوا يعتقدون ان وجود النجمة والميزان في الحياة السياسية سترسم ملامح المستقبل الزاهر للبلاد، وتحقق الحكومة المطالب الشعبية بتضافر جهود اصحاب الميزان والنجمة ، لكونهم حصلوا على اغلبية المقاعد في مجلس النواب ، ومنهم ستنبثق حكومة الشراكة الوطنية ، ثم ينسدل الستار على مخلفات النظام السابق وما سببه من كوارث للعراقيين . حكومة النجمة والميزان وبتمثيل اقل من قبل الكتل النيابية الاخرى، دخلت عامها الثاني من عمرها المحدد باربع سنوات ، من دون تحقيق اي انجاز يذكر ، لان البرنامج الحكومي موضع بحث ونقاش ، والنظام الداخلي لمجلس الوزراء وحتى البرلمان لم يحصل توافق على إقرارهما بسبب اندلاع الازمات السياسية التي اصبحت السمة السائدة في العراق فاستحق وصف بلد "الازمات المتناسلة" نتيجة اتساع الخلاف بين الاطراف المشاركة في الحكومة على ملفات شائكة ، وأخرى عالقة، وثالثة مؤجلة من الدورة التشريعية السابقة .ميزان دولة القانون، اقصى نجمة علاوي من المشهد السياسي ، وحرم عباد الله ، بحسب تعبير نواب القائمة العراقية من ضوئها الساطع ، وبريقها المدهش ، لان احدى كفتي الميزان اخلت بالتوازن ، واستفردت باصدار القرارات ، وبعد أشهر قليلة من توقيع اتفاق اربيل ، التحقت النجمة ببنات نعش ، وظل الميزان يدافع عن العدالة باعتماد الدستور ، لانه المرجعية الوحيدة لحسم الخلاف بين المتخاصمين .الميزان هو احد ابراج السماء ، وهذه الصفة تجعله الاقرب الى نجمة علاوي ، لكن الواقع العراقي الحالي خالف حتى الظواهر الفلكية وحسابات الكواكب والنجوم ، واتجه نحو مسارات أخرى كرست الازمات المستمرة ، لان دستور البلاد مازال موضع خلاف ، وقضية تعديله خاضعة للتوافق السياسي ، وربما لحين وصول بنات نعش ونجمة علاوي الى اهدافها المرسومة بالحسابات الفلكية .ما افرزه المشهد السياسي من أزمات جعل العراقيين يعبرون عن خيبة املهم بميزان المالكي ونجمة علاوي ، على الرغم من حصول الاول على لقب شخصية العام في استفتاء كلية الاعلام ، وطالت الثاني انتقادات قواعده الشعبية لتخليه عن مطالبها والدفاع عن حقوقها ، لانه ترك النجمة ولم يحقق الشعار المرفوع في انتخابات عام 2005 "طفاها علاوي الشمعة " شمعة الائتلاف العراقي الموحد ، الذي أصبح اليوم التحالف الوطني ، يقود الحكومة ،في وقت تسعى فيه نجمة علاوي الخضراء للاقتراب من بنات نعش .
نص ردن: نجمة علاوي وميزان المالكي
نشر في: 22 يناير, 2012: 07:46 م