TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الأخيرة :سيادين.. فهل من ينتبه؟

السطور الأخيرة :سيادين.. فهل من ينتبه؟

نشر في: 22 يناير, 2012: 09:56 م

 سلام خياط العنوان أعلاه هو : مزج السياسة بالدين، وهي بحروفها المقلوبة توازي أحرف سموم السايانايد ، التي يلجأ  إليها الخصوم  لتصفية خصومهم بموت سريع أو بطيء حسب الجرعة . في دائرة خدمية ، تسحق مراجعيها بين شدقي رحى اللامبالاة دون شفقة ولا رحمة , أشق طريقي نحو شباك مزدحم في صالة مكتظة، أدمدم  بصوت هامس – محتجة – لئلا يسمعني أحدهم فيسوقني بتهمة الإرهاب . زاحمتني سيدة ، متغضنة الوجه ، مقطبة الملامح ،
ألتفت ، يخفق قلبي ، هذه السيدة أعرفها !  وقد تقطعت بنا الأواصر منذ  عشرين سنة . حدقت السيدة في وجهي مليا ، ووجدتني أتفرس في ملامحها ، وبنبرة سؤال متردد ، سألت  : ألست فلانة ؟؟  قلت : أنا هي ،، وأنت فلانة الفلاني دون شك .. تعانقنا  - رغم الزحام – كتوأم ما بارح رحم الأم بعد . سمعت وجيف قلبها المتسارع ممتزجا بحشرجة رئتي، ماذا أبقت منك الغربة؟ قالت . أجبت بمرارة : وماذا فعل بك الوطن ياغالية ؟سرنا في طريق ترابي ذي حفر وأخاديد ، كان يوما ما ناعما كالزبدة، لا تسألي عن حالي ، تمتمت بالتياع : ترملت ابنتي الشابة بعد تفجير أودى بزوجها، ابني هاجر وإنقطعت أخباره ، فلا أدري أهو حي  أم ميت . زوجي ؟ لم يكن شيعيا فتشيع ، كان غير سياسي فتسيس . تغير الرجل بعدما أثرى في زمن الحواسم ، و ازداد ثراء عندما انتمى لكتلة فلان ، و ازداد  مقتا عندما تركها ليتنسب لكيان علان،  يغيب عني أياما وأسابيع ، ويهددني بالطلاق إن أنا اعترضت، وأرضخ،  أرضخ إذ أسمع انه يعاشر خارج بيت الزوجية، وربما قارف زواجات متعة، لأنها حلال ومجازة بل ومحبذة من سدنة الفقه، في حين يمتنع عن مصافحة شقيقتي ، لان ذلك  يفسخ وضوْءه ! يخمس راتبه و يرغمني على تخميس راتبي المتواضع ، ليبعث به كواجب شرعي للحوزة . زوجي لم يقرأ كتابا قيما مذ تشيع غير كتب الأدعية وسيرة أهل البيت - عليهم السلام - لم يستحم طيلة شهر عاشوراء , وأيام من شهر صفر . حزنا على أهل البيت ومشاركتهم مصابهم ، صارت هوايته جمع ( السبح ) واقتناء الخواتم، فهذا يجلب الحظ وذاك يزيد الحظوة لدى الحاكم ،، وذاك وذاك ، أما الترب ( ومفردتها تربة لوضع الجبهة عليها أثناء الصلاة ) فعنده منها ما يكفي لصلاة رهط ، جمعها من مزار السيدة زينب في دمشق والقاهرة ومن مساجد قم بإيران ومن الحضرة المقدسة في كربلاء والنجف، هذا العام شأنه كل عام مذ تشيع ، أصر على أداء الزيارة الأربعينية راجلا ، عاد متورم القدمين متقرح الأصابع ، حذره الطبيب من احتمالية قطع إبهام القدم لأصابته بالكنكرين، مخافة سريان التقيح لكامل القدم . استرسلت السيدة كما خزان ماء ضخم انكسرت صمولته ، وانا أصغي متصدعة الخاطر، عدت بخفي حنين دون إكمال المعاملة , وانا أصب اللعنة على السياسة التي تجعل من الآدمي مسخا ، ولا بارك اله في دين يبرر جسيم الأخطاء ، ولا يعصم من الخطايا ، ولا يودي بصاحبه إلا للضياع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram