 أربيل / المدى قال مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم فلاح مصطفى: "بالرغم من أن العراق كان قد مر بأزمات وصراعات سياسية في الفترة الماضية ولكن هناك مخاوف جدية من الأزمة الحالية". وأضاف أن المرحلة التي يمر بها العراق حاليا لم تشهد نضوجا في النهج الديمقراطي ليتسنى تشكيل حكومة أغلبية سياسية،
 ومن غير الممكن قبول حكم العراق من قبل حزب واحد أو شخص واحد، وأضاف أن الحل الوحيد لمعالجة الأزمة في العراق هو الرجوع إلى الدستور الذي أكد النظام الفدرالي وتقاسم السلطة في البلاد. جاء ذلك في محاضرة له اثر استضافته من قبل مؤسسة (N.C.F)  في لندن.وخلال الندوة التي حضرها ممثل حكومة إقليم كردستان في بريطانيا ولفيف من الدبلوماسيين والصحفيين والباحثين وبإدارة وليام موريس السكرتير العام للمؤسسة المذكورة، سلط فلاح مصطفى الضوء على علاقات إقليم كردستان مع دول الجوار وبريطانيا والدول الأخرى، مستعرضاً برنامج حكومة الإقليم  للتقارب مع المجتمع الدولي ومد جسور العلاقات مع العالم. كما أكد دعم إقليم كردستان للتغيير الديمقراطي في سوريا. وفي جانب آخر تحدث مصطفى عن التطور الاقتصادي المستمر والتقدم في مجال حقوق الإنسان والعدالة في إقليم كردستان. من جانبها، رجحت بيان سامي عبد الرحمن ممثلة حكومة إقليم كردستان في بريطانيا أسباب الوضع الراهن إلى أسباب أحداث العام الماضي. كما استعرضت خلال مشاركتها التقدم الاقتصادي الذي يشهده الإقليم، فضلاً عن العلاقات التجارية مع بريطانيا والدول الأخرى، وقالت " تتواجد في إقليم كردستان الكثير من الشركات العالمية العملاقة وتعمل في مجال الاستثمار منها على سبيل المثال (لافارج الفرنسية والفنادق العالمية المشهورة مثل ماريوت وشركة أكسن موبيل). وبالرغم من التحديات والصعوبات التي نعانيها لحل المشاكل العالقة مع بغداد، لكننا مستمرون في عملية تنمية البنية الاقتصادية للإقليم.جدير بالذكر أن مؤسسة القرن المقبل (Next Century Foundation) منظمة مختصة بحل النزاعات ودعم مبادرات السلام في الشرق الأوسط وتعمل على تشجيع الحوار بين صانعي القرار في المناطق التي يعمها مناخ من الصراع والعداء المفتوح بنظرة محايدة غير متحيزة لأي طرف.وفي إطار زيارته الى لندن زار مصطفى  الكلية الملكية البريطانية للدفاع (RCDS) والتقى بالأدميرال تشارلز ستايل، وتعتبر هذه الكلية إحدى الأكاديميات المرموقة في مجال الدفاع في بريطانيا، حيث تقوم بتنظيم دورات خاصة للدراسات الإستراتيجية وتمنح شهادات عليا للطلبة، وهناك حالياً عدد من موظفي حكومة إقليم كردستان يدرسون فيها كمنحة دراسية من قبل الحكومة البريطانية للإقليم. وعقد مصطفى  اجتماعا مع مجموعة الصداقة مع شعب كردستان في مجلس النواب البريطاني وعدد آخر من النواب واللوردات المتعاطفين مع العراق وإقليم كردستان. وسلط مصطفى الأضواء على خطورة الأوضاع السياسية بعد انسحاب القوات الأمريكية من البلاد. وأعلن مصطفى للنواب ومجلس اللوردات أن القيادة السياسية في إقليم كردستان ملزمة بعراق ديمقراطي فيدرالي ولسنا مستعدين للعيش في بلاد لا تحترم الدستور وتقاسم السلطة. وتأتي الزيارة الحالية لمسؤول العلاقات الخارجية بحكومة إقليم كردستان إلى بريطانيا بناء على دعوة رسمية لإطلاع المسؤولين وأصحاب القرار البريطانيين على الأوضاع الراهنة في العراق وإقليم كردستان. ومن المقرر أن يشارك في مؤتمر تنظمه وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث البريطانية خلال الأسبوع الجاري.