TOP

جريدة المدى > سياسية > هيومن رايتس ووتش: قمع الحريات والتعبير والتظاهر يشتد في العراق

هيومن رايتس ووتش: قمع الحريات والتعبير والتظاهر يشتد في العراق

نشر في: 22 يناير, 2012: 10:08 م

 بغداد/ متابعة المدى قالت مؤسسة  هيومن رايتس ووتش امس في تقريرها العالمي لسنة 2012 إن السلطات العراقية شنت حملة قمع أثناء عام 2011 على حرية التعبير وحرية التجمع، إذ أرهبت وضربت واحتجزت النشطاء والمتظاهرين والصحفيين.في شهر  شباط أماطت هيومن رايتس وتش اللثام
عن مركز احتجاز سري تسيطر عليه قوات أمن نخبوية مسؤولة من مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي مباشرة. نفس الوحدات النخبوية تسيطر على كامب أونور، وهو منشأة منفصلة في بغداد يُعذب فيها المحتجزون في ظل الإفلات من العقاب.وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "العراق ينزلق سريعاً إلى الدولة السلطوية القمعية مع إساءة قواته الأمنية إلى المتظاهرين ومضايقتها للصحفيين. برغم تطمينات الحكومة الأمريكية بأنها ساعدت على تهيئة نظام ديمقراطي مستقر، فالواقع يقول إن العراق في طور بدايات الدولة البوليسية". التقرير العالمي لسنة 2012 الذي جاء في 676 صفحة تقيم فيه هيومن رايتس ووتش التقدم الذي تم إحرازه على مسار حقوق الإنسان خلال العام الماضي في أكثر من 90 دولة، بما في ذلك الثورات الشعبية في العالم العربي، التي لم يتوقعها الكثيرون. نظراً لمقاومة قوات الأمن بعنف لـ "الربيع العربي"، فعلى المجتمع الدولي دور مهم يلعبه كي يساعد على ميلاد نظم ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان في المنطقة، على حد قول هيومن رايتس ووتش في التقرير.في الأسابيع السابقة على مغادرة آخر قافلة للقوات الأمريكية للعراق في 18 كانون الأول من العام الماضي، أوقفت قوات الأمن مئات العراقيين المتهمين بأنهم من حزب البعث السابق وتم احتجازهم، وأغلبهم ما زالوا رهن الاحتجاز بلا اتهامات. زلزلت البلاد أزمة سياسية وسلسلة من الهجمات الإرهابية التي استهدفت المدنيين قبل أسابيع من انسحاب القوات الأمريكية. أثناء مظاهرات عمّت جميع أنحاء العراق احتجاجاً على الفساد وللمطالبة بقدر أكبر من الحقوق المدنية والسياسية في  شباط، فرقت قوات الأمن المتظاهرين باستخدام العنف، فقتلت 12 متظاهراً على الأقل في 25 شباط، وأصابت أكثر من مئة آخرين. ضربت قوات أمن بغداد صحفيين ومتظاهرين عُزلا في ذلك اليوم، وحطمت الكاميرات وصادرت بطاقات الذاكرة منها. في حزيران، و في واحدة من أسوأ الحوادث، قام بلطجية بدعم من الحكومة، يحملون ألواحاً خشبية وأسلحة بيضاء ومواسير حديدية، بضرب وطعن متظاهرين سلميين والتحرش جنسياً بمتظاهرات، مع وقوف قوات الأمن بلا حراك حول المكان، وأحياناً كان أفراد الأمن يضحكون على الضحايا. في أيار وافق مجلس الوزراء على قانون حرية التعبير عن الرأي والتجمع والتظاهر السلمي، الذي يصرح للمسؤولين بتقييد حرية التجمع من أجل حماية الصالح العام، ومصالح النظام العام والآداب العامة. ما زال القانون ينتظر الموافقة البرلمانية عليه حتى يصدر. لم يكن حظ حرية التعبير افضل، إذ أساءت قوات الأمن بشكل ممنهج للصحفيين الذين يغطون المظاهرات، واستخدمت التهديدات والاعتقالات التعسفية والضرب والمضايقات وصادرت ودمرت معداتهم. في 8 أيلول، قام معتدٍ مجهول بإطلاق النار على الاعلامي هادي المهدي فأرداه قتيلاً، وهو إذاعي شهير، بعد أن انتقد الفساد الحكومي وانعدام المساواة في المجتمع، وذلك في بيته في بغداد. قبل موته مباشرة، كان المهدي قد تلقى عدة مكالمات هاتفية ورسائل نصية تهدده بألا يعود إلى ميدان التحرير ببغداد، وكان قد أصبح نقطة تجمع مهمة للمظاهرات الأسبوعية. قبل ذلك، بعد حضوره "يوم الغضب" العراقي في 25 شباط، اعتقلته قوات الأمن وعصبت عينيه وضربته ضرباً مبرحاً مع ثلاثة صحفيين آخرين أثناء الاستجواب الذي تلى الاعتقال. في كانون الثاني 2012 رصدت هيومن رايتس ووتش قيام السلطات العراقية بشل حركة التظاهر في ميدان التحرير، إذ أغرقت التظاهرات الأسبوعية بمناصرين للحكومة وعملاء أمن في ثياب مدنية. وقال أغلب النشطاء والصحفيين المستقلين إنهم لم يعودوا يشعرون بالأمان أثناء حضور المظاهرات. وقالت سارة ليا ويتسن: "بعد أكثر من ستة أعوام من الحُكم الديمقراطي، أصبح العراقيون الذين يعبرون عن آرائهم يفعلون ذلك في ظل التعرض لأخطار داهمة". وتابعت: "قتل المهدي يلقي الضوء على حقيقة ان مهنة الصحافة لا تزال قاتلة في العراق".وكانت مشكلة القسوة في السجون – بما في ذلك التعذيب في منشآت الاحتجاز – مشكلة كبرى على مدار العام. في شباط 2011 كشفت هيومن رايتس ووتش عن وجود مركز احتجاز سري داخل قاعدة كامب جاستس العسكرية في بغداد، تديرها قوات أمن نخبوية مسؤولة مباشرة من مكتب المالكي العسكري. بدءاً من أواخر 2010 نقلت السلطات العراقية أكثر من 280 محتجزاً إلى تلك المنشأة التي تسيطر عليها الفرقة 56 من الجيش ووحدة مكافحة الإرهاب. نفس الوحدات النخبوية كانت تسيطر على كامب أونور، وهو منشأة منفصلة في بغداد تعرض فيها المحتجزون للتعذيب مع الإفلات من العقاب. وهناك أكثر من 12 محتجزاً سابقاً في كامب أونور ذكروا لـ هيومن رايتس ووتش إن المحتجزين هناك يُحتجزون بمعزل عن العالم الخارجي في ظروف لا إنسانية،

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

الجلسة الأولى للبرلمان: الرئاسة والنائب الأول في قلب الخلاف
سياسية

الجلسة الأولى للبرلمان: الرئاسة والنائب الأول في قلب الخلاف

بغداد/ تميم الحسن تتجه البلاد – على الأرجح – نحو جلسة برلمانية في نهاية الشهر الحالي من دون حسم أيٍّ من الرئاسات الثلاث، في مشهد يعيد إلى الأذهان انسداد عام 2022 حين دخلت العملية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram