بغداد/ احمد حسين فيما تعاني البلاد أزمة سياسية حادة وخانقة، يبدو أن الطبيعة اصطفت مع السياسيين، فقد أدى انخفاض درجات الحرارة الى ثلاث درجات مئوية تحت الصفر مطلع الأسبوع الجاري، الى اصطفاف الرجال والنساء من مختلف الأعمار منذ ساعات الصباح الباكر ليومي الجمعة والسبت الماضيين في طوابير طويلة ترتعش من البرد أمام محطات تعبئة الوقود، للحصول على حصصهم من مادة النفط الأبيض.
جواد كاظم الذي ينتظر عطلة نهائية الأسبوع بفارغ الصبر للاسترخاء وقضاء الوقت مع عائلته، لم يهنأ بعطلته هذه، فهو يقف ضمن طابور بشري طويل أمام محطة تعبئة الوقود في منطقة الكسرة، لتسلم حصته من النفط الأبيض التي يؤكد أنها تنفذ بعد اقل من أسبوعين.وقال في حديث لـ"المدى": أزماتنا لا تنتهي وضحيتها المواطن العراقي دائما، منذ نحو الساعتين وأنا أقف هنا بانتظار تسلّم حصتي من النفط.كاظم في منتصف عقده السابع من العمر، وهو أب لولدين وخمس بنات، أكبرهم علي متزوج ولديه ولد وبنت، ويسكن معهم المنزل نفسه، وهو ما يضيف 50 لترا من النفط الأبيض لهاتين العائلتين المكونتين من 13 فردا، إلا أنها كمية لا تكفي سوى أسبوعين في أحسن الأحوال، بحسب ما أكد رب الأسرة. وذكر انه يضطر الى شراء النفط من الباعة المتجولين بأربعة أضعاف السعر الرسمي، إذ يبلغ سعر الـ50 لترا 30 ألف دينار، مبينا انه خلال الأسبوع الماضي قبل إطلاق البطاقة الوقودية رقم 9، نفذ النفط لديهم ولم يكن لدى الباعة المتجولين في منطقته كميات إضافية سوى امرأة "استغلت الأمر أبشع استغلال إذ رفعت سعر اللتر الواحد إلى 1000 دينار"، على حد قوله. وبالرغم من تراجع أزمة المحروقات بشكل ملحوظ، والتي كانت حتى وقت قريب إحدى منغصات العائلة العراقية، إلا أن الـ50 لترا المخصصة من وزارة النفط لكل عائلة طوال الشهر، وعدم الالتزام بمواعيد توزيعها يعيد إلى الذاكرة طوابير المواطنين التي كانت تصطف أمام محطات الوقود. التفاصيل ص6
موجة صقيع تجتاح البلاد وتزيدها تأزّماً
نشر في: 22 يناير, 2012: 10:20 م