TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وجهة نظر:هفوة على منصة الشعر

وجهة نظر:هفوة على منصة الشعر

نشر في: 23 يناير, 2012: 07:08 م

محمود النمر تاريخ اتحاد الأدباء حافل باكتشاف الشموس التي لم تحن ساعة بزوغها، لذلك هو معنٍ بالاحتفاء بها والتبشير بأن هناك شمساً اكتملت بالتوهج، وما علينا إلا أن نزيح  الستار عنها،وعليها أن        تطارد جيوش الضباب لتظهر أكثر إشراقا في فضاء الشعر أو السرد.
كعادتي المتكررة  في متابعاتي لأنشطة  جلسات اتحاد الأدباء المعروفة من السبت إلى الخميس، كنت في جلسة نادي الشعر يوم السبت الماضي، وكان المحتفى به  المهندس الشاعر توفيق السلمان بمناسبة صدور ديوانه "زهرة الألم"، وكان  المقدم لهذه الجلسة الإعلامي احمد المظفر الذي قدمه بأنه شاعر جديد يصدر مجموعته الأولى وهي"زهرة الألم"، وقد أنصف احمد المظفر الرجل حين قال: ربما يسأل الكثير من الجالسين من هو توفيق السلمان الذي نحتفي بتوقيع كتابه في هذا الصباح؟ هو مهندس يعمل في وزارة الكهرباء. هذه صفة أخرى ناضجة أضافت للشاعر هيبة لأنه استطاع أن يمسك رمانتين في يد واحدة، وان يمر هذا التيار الضوئي لتظهر لنا قصائد مكهربة من فئة 220 فولت، او اقل حتى لا تقتل الحاضرين. كانت الجلسة مكتظة بالحضور من أدباء ومثقفين وبحضور رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، الناقد فاضل ثامر، وكذلك  حضور غفير من وزارة الكهرباء التي لم تتكرم علينا بمد خط كهربائي ساخن  لمدة ساعتين لإضاءة جلسة مهندسهم الشاعر الذي جاء يعمّد قريحته وكتابه البكر في بيت الجواهري.حين قرأ الشاعر قصائده...  أصابتانا خيبة الآمل وظهر الوجوم على جميع الوجوه التي تعنى بهذا الأمر وخاصة النقاد والشعراء، ما عدا الذين كانوا في ركب الشاعر من المشجعين.تنفست الصعداء حين ارتقى الناقد فاضل ثامر المنصة واظهر امتعاضه من تلك الجلسة قائلا: " الحقيقة بالنسبة لي لم اسمع باسم الشاعر ولم اطلع على الديوان، اطلعت عليه حاليا وأصغيت إلى بعض القراءات الشعرية والى مداخلتين، المصارحة والمكاشفة ضروريتان في مثل هذه الحالة في تقديري، الناقد باللغة يقال انه  مثل الصائغ الذي يستطيع أن يميز مختلف صنوف المعادن الثمينة وخاصة الذهب،وأنا اعتقد أن الصائغ الحقيقي يستطيع أن يقول أن هذا ذهب حقيقي وهذا ذهب مزيف ويبيّن  نوعيته، عندما سمعت هذا الشعر واطلعت عليه سألت نفسي،هل هذا شعر أم غير شعر؟ واعتقد أنه كان ينبغي لنا ألا نشجع مثل هذه التجربة ونسمح لها أن تقدم على منصة الاتحاد،لان تجربة مثل هذه بسيطة ومتواضعة وتعود إلى ما قبل تجربة نازك الملائكة، فصاحبها شاعر لا يزيد على تجربة شاعر عمودي مباشر، واخوانيات وكلام نثري ليس إلا،لا تجد فيه روح الشعر الحقيقية. هذا كلام ممكن أن يوجد في قرون مظلمة سابقة".نعرف أن مهمة نادي الشعر الأولى الاحتفاء بالشعر لا (بالشخوص) مهما كانت درجاتهم أو انتماءاتهم،ويجب الاطلاع على التجربة الشعرية قبل الشخوص، ولا أتصور أن القائمين على رئاسة نادي الشعر لا يميزون هذا إلا أنها (هفوة على منصة  الشعر) جاءت نتيجة تأثيرات جانبية وعدم وضع منهاج  لجلسات النادي وتعيين الاحتفاء بالشعراء القادمين من المنافي أو الذين صدرت لهم مجاميع جديدة أو حتى الاحتفاء بالأصوات الجديدة ذات الأثر الواضح والمواهب الناضجة،وهذا من حق الجميع ولا يمكن أن نقطع الدرب على المواهب التي تثبت للجميع قدراتها.الشاعر عمر السراي تحدث بإيجاز سلس ومنضبط وملغز وقال: "الفرق بين الشعر واللاشعر فقط هو أن  أقول بأن من يطرح منجزه للتداول عليه أن يتحمل كل شيء، لذلك أدعو الصديق توفيق السلمان إلى ألا يزعل وألا يحس بشيء في قلبه لأنه طرح منجزه قيد التداول وطبع المجموعة وأصدرها في كتاب، لذلك علينا أن نتحدث، فالحديث عن تضخم الظاهرة الشعرية له سبب رئيس هو تضخم الظاهرة النقدية قبل هذا الشيء. يقال لماذا هذا العدد الكبير من الشعراء؟ أليست العملة  الرديئة  تطرد العملة الجيدة، والمعيار هو الناقد، هو الصيرفي العتيد الذي يستطيع أن يميز بين الدرهم الحقيقي والمزيف؟ طيب ما الذي نفعله اذا كان النقاد منهم زائف ومنهم حقيقي، إذا تضخمت الظاهرة النقدية، كيف نستطيع أن نميز الشعر وقد فشلنا في تمييز النقد... أحاسب نفسي أولا وأحاسب النقاد وأحاسب الشعراء واعتذر واحيي الأستاذ توفيق السلمان مهندسا معماريا وأتمنى أن يكون بارعا وسليل قضاة.كانت هناك مداخلتان للناقد بشير حاجم والناقد زهير الجبوري اللذين لم تتوفر  لهما القدرة على المواجهة الأدبية فاتخذا جانب المحاباة في المداخلتين ولم يكونا دقيقين في الشكل المطلوب ووضع  قصائد الديوان تحت المعايير النقدية، وهذا ما نحتاج اليه في إظهار من هو مبدع أو من هو خارج منطقة الضوء!المعايير في الأدب تختلف كليا عن كافة المعايير إلا"بالإبداع"، وهي القدرة المتكونة في ذات المبدع سواء كان هذا المبدع  من الشغيلة أم من الأكاديميين،لا فرق بينهما سوى جمرة التوقد المؤثرة في المنجز الإبداعي، وكثيرة هي الأمثال دون أن نذكر أسماء. حسب ظني أنها عثرة مؤلمة أصابت الحضور بمن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram