اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الجادرجي يسرد ذكرياته لـ(المدى) عن شارع طه

الجادرجي يسرد ذكرياته لـ(المدى) عن شارع طه

نشر في: 23 يناير, 2012: 07:28 م

 بغداد/ يوسف المحمداوي تصوير/ ادهم يوسف الحلقة الثالثةالشوارع زينة المدن بل أستطيع أن أصفها بالقلادات التي تزين جيد أية مدينة من مدن العالم، فعلى أرصفتها تتوسد ذكريات بيوت وأنفاس شخوص قضت طفولتها وصباها هناك، وحلقتنا اليوم هي الثالثة والأخيرة عن شارع طه، وقد ضمت الحلقتان السابقتان العديد من الذكريات
التي حكاها لنا مضيّفنا نصير الجادرجي، وكذلك ما رفدنا به شقيقه الأكبر رفعة الجادرجي من كتابه (صورة أب) الذي تحدث به عن والده المرحوم كامل الجادرجي وكذلك وصف تفصيلي لدارهم الواقعة في شارع طه. إجهاض بورتسموثكنا قد توقفنا في الحلقة السأبقة عن ذكر أهم نشاطات صاحب الدار السياسية والإعلامية في أربعينيات القرن الماضي،وأولها تأسيس جمعية الصحفيين التي تولى رئاستها حتى عام 1950، ولم يغادر الجادرجي مرتكزات العمل في نهج الديمقراطية مهاجما الفساد والاضطهاد في العهد المذكور وقدم للمحاكمة عام 1947، أثناء معاهدة بورتسموث، ودوره لا ينسى هو وأعضاء الحزب الوطني الديمقراطي في وثبة 28 كانون الثاني 1948 التي أجهضت المعاهدة رغم التوقيع عليها، في حزيران عام 1949، قدمه نوري سعيد للمحاكمة وحكم عليه بالسجن وغلق جريدته صوت الأهالي. في العام 1951، دخل الحزب مع ميثاق مشترك مع حزب باسم حزب الجبهة الشعبية وكان من أقطابها طه الهاشمي ومحمد رضا الشبيبي والجادرجي واستمر العمل حتى العام 1952، في انتفاضة 22 تشرين الثاني عام 1952 التي شهدت تظاهرات عارمة في بغداد طالبته بسقوط العهد الملكي، ولأول مرة يرفع المتظاهرون صور كامل الجادرجي وإعلان حكومة وطنية برئاسته، لتعلن الأحكام العرفية ونزول الجيش إلى الشوارع ليتعقل الجادرجي مع عدد من أعضاء الحزب في معتقل أبي غريب العسكري. الدخول إلى البرلمانعام 1953، ألغيت الأحكام العرفية وكذلك إلغاء قرار غلق الحزب ليجد نفسه الجادرجي داخل المجلس النيابي، وبعد العدوان الثلاثي على مصر حكم على الجادرجي بالسجن لمدة ثلاث سنوات، أصيب بنوبة قلبية حادة في أواخر عام 1958، ومع ملازمة المرض له لم يتخل عن السياسة والإعلام حتى وافته المنية في يوم الخميس الأول من شباط عام 1968، وله أربعة أولاد وبنت؛ هم رفعة وباسل ونصير ويقضان وأمينة. بدري قدح في بيت الجادرجي وأنت تتفرج في دار الجادرجي كامل تشعر مرغما بترف وثراء الماضي فكريا وفنيا، فالبيت الذي اكتمل فيه البناء عام 1936 نموذج لعمارة حديثة، فالوالد كما يقول رفعة الجادرجي في كتابه صورة أب هو الذي وضع تصميم الحديقة، وقد خصص الجزء الأيمن المجاور لمنضدة الكتابة في غرفة الاستقبال الكبيرة لأغراض الرسم، واستقر رأي الوالد على تصميم الحديقة على شكل نجمة، وزرعت أضلاع النجمة بالزهور الموسمية والنباتات الصغيرة الدائمة الخضرة، وكانت الأضلاع من طابوق مقصوص يدق باستقامة في التربة، أما القسم الباقي فقد زرع بالثيل بانتظار البناء، بعد ذلك كما يقول رفعة "اختار أبي المهندس بدري قدح لتصميم بناء الدار؛ وبدري قدح مهندس سوري الجنسية، وقد استقدمته في حينها مديرية الأشغال العامة للعمل لديها كمهندس معماري وقد قام بوضع تصاميم لعدة مدارس منها، كلية فيصل في الأعظمية كما صمم بعض الدور في بغداد". وقد صورت الدار من الجو وقام بذلك الطيار جواد حسين وهو احد أصدقاء كامل، والصورة نشرت في كتأبي رفعة الجادرجي (شارع طه) و (صورة أب). لا وجود للطائفيةيقول نصير: انه مع تشييد الدار كانت الكهرباء دفن، وكذلك أنابيب الماء وشبكة توزيع داخل البيت للماء البارد والحار حيث يوزع لجميع أقسام البيت، أما الآن فالمشهد لا يوحي إلا بذلك الازدهار العمراني سواء في الشارع أم داخل البيت، لان الكهرباء في الشارع شبه معدومة، فضلا عن الانقطاع المستمر للماء الصالح للشرب، ويضيف: أن اغلب البيوت اضطرت إلى حفر أبار في داخلها لسقي الحدائق أو استخدامه في أغراض أخرى، والحديقة لم تعد كسابق عهدها، فأرضية الثيل تكاد تكون معدومة وذلك لهجرة الفلاحين لتلك الحدائق من أيام الطائفية، ويذكر نصير أن الطائفية لم تدخل للشارع واستطاع أهل المنطقة المتآلفون السيطرة والتهدئة، ويذكر أن ريجينة مراد شقيقة سليمة مراد قد سكنت الشارع وكان يزورها دائما الملحن صالح الكويتي، كما سكنت أم كلثوم عند مجيئها إلى بغداد ذلك الشارع، ومما يذكر أن طه الهاشمي هو الذي أمر بمغادرة ريجينة مراد للشارع لكون اغلب سكنة الشارع من العوائل المحافظة.السياسي الفلاحنصير وهو يتناول التمر المحشو والملفوف بورق يذكرنا بـ(الماكنتوش وتوفي منير) وهما نوعان من الحلوى الراقية، وقد شاركناه التناول وهو يقول كنا نذرع الشارع ونحن أطفال وغالبا ما نكون حفاة لا نرتدي أحذية ونمارس ألعابنا في الشارع كاللعب بالدعابل والجعب وأحيانا نهرول وراء الربل، وعندما أصبحنا شبابا كنا نجلس في رأس الشارع ونتحاور في الأمور السياسية والأحداث في تلك الفترة، ونقوم أحيانا بسفرات على الدراجات الهوائية، وكان يقطن في بيتنا أيضا الممثل ناجي الراوي رئيس فرقة الزبانية المسرحية التي فيها فخري الزبيدي وحامد الاطرقجي، لذا نقوم بعقد ندوات موسيقية ومسرحيات في ذلك الشارع. وهو يستذكر حكاياه مع الحديقة يقول نصير لم أمارس التجارة وميلي الأكبر هو للزراعة، وما شجعني عل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram