 كربلاء / علي العلاوي دعا صحفيون وإعلاميون في كربلاء إلى عدم منح رخص إصدار للصحف التي تصدرها بعض الدوائر الحكومية، لكونها إهداراً للمال العام، مشيرين إلى أنها لا ترتقي إلى أبسط مقومات الإصدار الصحفي لأن القائمين عليها موظفون لا يمتلكون مؤهلات صحفية.
وقال رئيس تحرير صحيفة "إعمار كربلاء" الصادرة عن محافظة كربلاء توفيق غالب الحبالي في حديث لـ"المدى": إن الإعلام وسيلة مهمة في أي قطاع سواء كان حكوميا أو أهليا، وذلك لإبراز نشاطات تلك القطاعات، "إلا أننا نلاحظ في الوقت الحاضر توجها كبيرا لإصدار صحف أسبوعية أو نصف شهرية لدوائر فرعية في المحافظات، لا ترتقي لان تكون نشرة مدرسية"، على حد وصفه.وأضاف إن هذه الصحف وحتى النشرات ليست بالظاهرة الصحية، لان من واجب أقسام الإعلام في الدوائر أن تزود وسائل الإعلام  كالصحف والفضائيات ووكالات الأنباء بنشاطات تلك الدوائر، مشيرا إلى أن تلك الصحف والنشرات تسبب خسائر مادية تصرف من ميزانيات تلك الدوائر.ولفت الحبالي إلى أن التسويق الإعلامي أهم فقرة يجب أن يتم احتسابها قبل التفكير في الإصدار، وهو ما لا يتوفر لدى أقسام الإعلام في المؤسسات، مضيفا إن هذا الأمر تسبب بحالة إرباك كبير، محملا نقابة الصحفيين مسؤولية ذلك لكونها تمنح الاعتماد لصحف ونشرات بأسرع وقت ممكن ولا يوجد لديها جرد بعدد الصحف.وتابع بالقول: إن هناك أمراً أصبح حالة شائعة وهو قيام بعض مدراء وموظفي إعلام الدوائر الحكومية بإرسال نشاطات دوائرهم على أن يتم كتابة أسمائهم في الصحف وذلك حتى يتم اعتمادهم لدى نقابة الصحفيين.ولكن رئيس تحرير وكالة "نون" الخبرية تيسير سعيد الأسدي قال لـ"المدى": إن العراق شهد  بعد عام 2003 انعطافا كبيرا في عالم الصحافة والإعلام، إذ ظهرت عشرات الصحف والفضائيات والإذاعات، حيث تهيأت الأجواء والأسباب لذلك وساعدت على اتساع الحركة الإعلامية والصحفية في البلاد.وأضاف إن المراقبين والمعنيين بالصحافة والإعلام وصفوا كثرة الصحف ووسائل الإعلام بأنها من الحالات الصحية والايجابية في المجتمع خصوصا في المجتمعات الديمقراطية، لافتا إلى أن أغلب تلك الصحف اختفى وجودها واضمحل الشارع بسبب اللا جدوى وعدم وجود مكاسب مالية لمؤسسيها بغض النظر عن الصحف التابعة لجهات حكومية وأحزاب غير معروفة في مصادر تمويلها بسبب عدم وجود قانون خاص بتلك الأحزاب التي استمرت تصدر صحفها خلال السنوات الماضية.وألمح الأسدي إلى أن ذوي النفوذ والوزارات والدوائر تصدر نشرات وصحفا تعمل على إبراز شخصية مدير الدائرة ورأس الهرم فيها، واصفا هذه الحالة بأنها غير صحية للمجتمع، منوها بأن دور النقد والتقويم لأداء الحكومة والمسؤولين مغيّب في تلك الصحف.واقترح الأسدي على نقابة الصحفيين العراقيين وضع ضوابط لاعتماد الصحف لديها وعدم اعتماد أية صحيفة إلا بعد الاطلاع على سياستها وأهدافها من قبل المختصين والخبراء في هذا المجال، متمنيا تقليص عدد الصحف اليومية والاكتفاء بعدد مناسب من الصحف المهنية، وان تتضمن الصحف الأسبوعية والشهرية مواد وبحوثا في المجالات كافة.ويعبر الإعلامي ماجد الخياط عن اعتقاده بأن الصحيفة التي لاتشترى بثمن من اجل أن تقرأ لا تعتبر صحيفة ناجحة ولن تتعدى كونها صحيفة إعلانية لا إخبارية، مبينا انه لا توجد صحيفة محلية في كربلاء تحقق مبيعات أو على الأقل يباع عددها بسعر كلفتها، على حد قوله.ونوه بأن دوائر الدولة عندما تصدر صحيفة إنما تهدف إلى "تبييض أخطائها في الأداء، وتقوم بتوزيعها مجانا وهو ما يكلف الدائرة أموالا طائلة دون مردود مادي أو معنوي سوى إرضاء الوزير والمسؤول"، بحسب تعبيره.فيما يوضح الإعلامي رائد العسلي في حديث لـ"المدى"، إن الصحف والمجلات والإذاعات التابعة لبعض الدوائر الحكومية تهدف إلى الترويج لما تقوم به من الدائرة من أعمال من اجل كسب ثقة المواطن، لافتا إلى انه بدلا من ذلك تحولت هذه المطبوعات إلى دعاية للمسؤولين ولليس للدوائر.ودعا الجميع إلى التخلص مما اسمها "مرض إصدار الصحف"، مقترحا توحيد الجهود لكل الدوائر الحكومية بإصدار واحد أو اثنين كما هو معمول به الآن في مجلس المحافظة والمحافظة "وهما صحيفتان أصبح عمرهما طويلا وقادرتين على احتواء كافة أخبار الدوائر الحكومية بزيادة عدد الصفحات بشكل علمي ومهني مدروس".