بابل/ إقبال محمد ميسان/ رعد شاكر كشفت وزارة البيئة إن مؤتمرا دوليا سيعقد في محافظة بابل الشهر المقبل لبحث المشاريع والمقترحات التي من شأنها تحسين الواقع البيئي، فيما حذرت مديرية بيئة ميسان من جفاف الأهوار الشرقية في المحافظة جراء تواصل انخفاض مناسيب المياه بشكل كبير.
وقال الوكيل الفني للوزارة الدكتور كمال حسين لطيف، إن وفداً من مديرية بيئة محافظة بابل التقى وزير البيئة سركون صليو لازار للتباحث بشأن المشاريع البيئية والواقع البيئي في المحافظة، وحضرته "المدى": إن الشهر المقبل سيشهد انعقاد مؤتمر عالمي يستمر ليومين، ويشارك فيه علماء وخبراء وباحثون عالميون مختصون بشؤون البيئة.وبين إن الغرض من المؤتمر هو التباحث في المشاريع والمقترحات التي من شأنها تحسين الواقع البيئي، وستتبنى المحافظات تطبيق التوصيات التي سيخرج بها المؤتمر.وبشأن معامل تدوير النفايات، أشار لطيف إلى أن لدى الوزارة خطة ومشاريع للصناعة التحويلية، وهناك فرص استثمارية ومشاريع لتحويل المخلفات والنفايات إلى كهرباء وأسمدة، مبينا إن من بين المشاريع المطروحة معملاً لتحويل 1000 طن من المخلفات إلى 20 ميكاواط من الطاقة الكهربائية بإمكان محافظة بابل الإفادة منه.فيما أكد وزير البيئة سركون صليو لازار خلال الاجتماع، إن للواقع البيئي في العراق مخاطر وتحديات كبيرة، متحدثا عن العقبات التي تواجه الواقع البيئي وأهم الملوثات وأسبابها وكيفية علاجها وأهمها قلة المياه وشحة الأمطار إضافة إلى الحروب ومخلفاتها الملوثة إشعاعيا ،إضافة إلى الأسلحة التي فيها نسب من اليورانيوم المنضب المستخدمة خلال تلك الحروب، فضلا عن تردي الخدمات العامة وخاصة في قطاعي الماء والمجاري.وانتقد لازار بناء المعامل والمنشآت الصناعية بالقرب من المجمعات السكنية والأنهار والآثار السلبية المترتبة على ذلك بسبب المخلفات الصناعية والكيمياوية والتلوث البيئي الذي تتسبب به.وبهذا الصدد، استعبد وزير البيئة إغلاق جميع معامل الطابوق، عازيا ذلك إلى أن إغلاقها سيضر بالاقتصادي الوطني ويؤثر على إعادة الإعمار، إلا انه أكد غلق عدد من المعامل المخالفة للتعليمات.وأعلن في الوقت نفسه نجاح تجربة نصب (فلاتر) تصفية لمعالجة الدخان المنبعث من معامل الطابوق، مشيرا إلى أن وزارته تعمل مع وزارة الصناعة والمعادن على تعميم هذه التجربة للحد من المخاطر والتلوث البيئي الذي تتسبب به المعامل.وأكد لازار إن الوزارة وضعت العديد من البرامج لمواجهة التحديات البيئية ومراقبتها، وان هناك بحوثا وتكنولوجيا متطورة تخص البيئة سيتم العمل بها، متمنيا على الوزارات الأخرى التعاون مع وزارته واستكمال تأسيس مديرية الشرطة البيئية لتكون الذراع التنفيذي للوزارة.من جانبه، ذكر مستشار المديرية العامة لبيئة الفرات الأوسط الدكتور حسين محمد صالح أهم الانجازات التي قامت بها المديرية، وأبرزها حث الجامعات على أن تعنى رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه بتطوير الواقع البيئي، إضافة إلى تقديم البحوث التي من شأنها تجاوز العقبات التي تواجه عمل المؤسسات البيئية.فيما ابدى عضو مجلس محافظة بابل مازن عبد الكريم استعداد مجلس المحافظة للتعاون مع مديرية البيئة للحفاظ على صحة المواطن وخدمته، لافتا إلى أن المجلس خصص عشرة مليارات دينار للسنوات الخمسة المقبلة للمشاريع البيئية في المحافظة.في حين كشف مدير بيئة ميسان المهندس سمير عبود عبد الغفور في تصريح لـ"المدى"، عن تواصل انخفاض مناسيب المياه بشكل كبير في المسطحات المائية في الأهوار الشرقية للمحافظة، محذرا من جفاف بعضها وتحولها إلى أراض جرداء وانقراض ما تبقى من النباتات والأحياء المائية التي تمثل تنوعا أحيائيا فريدا لمناطق الأهوار.وأوضح إن آخر القراءات المسجلة لمعدل مناسيب المياه في هور أم نعاج قد تراجع إلى حدود 1 متر بعد أن كان يقارب الأربعة أمتار، إضافة إلى هور العظيم الذي في طوره للجفاف بسبب شحة الموارد المائية.وعزا انخفاض مناسيب المياه في الاهوار إلى ما مرت به محافظة ميسان والعراق عموما من فصول جفاف متتالية وشحة الأمطار وتدني مستوى نهر دجلة وخاصة تفرعاته التي كانت تؤمن في السابق كميات جيدة لتغذية الأهوار "في حين تحولت الآن إلى سواق ضحلة"، على حد قوله.وأضاف عبد الغفور إن الجانب الإيراني بدوره قام منذ مدة طويلة بقطع جميع الأنهر التي كانت تشكل مصادر مياه رئيسة لمناطق الأهوار، مبينا إن هذه العوامل مجتمعة أدت إلى تدهور بالغ الخطورة في أهوار ميسان الشرقية ما تسبب بخسارة مساحات مهمة من المسطحات المائية ومازال انحسار المياه مستمرا.ونبه إلى أن ظاهرة الجفاف المتواصل في مناطق الأهوار تسببت بانقراض العديد من الأصناف الحيوانية والنباتية التي كانت تشكل تنوعا أحيائيا واسعا ومنظومة طبيعية في توازن الحياة البرية لتلك المناطق، فضلا عما تؤمنه من مستلزمات لحياة سكان الأهوار.وعن آخر المستجدات بشأن مشروع إنشاء سدة ترابية لعزل مياه البزول الإيرانية الملوثة التي ما زالت تتدفق منذ عدة أشهر باتجاه مناطق الأهوار الشرقية لميسان، أكد مدير البيئة إن مشروع إقامة الس
بيئة ميسان تحذّر من جفاف الأهوار

نشر في: 23 يناير, 2012: 08:01 م