كان عهد الانقلاب العثماني 1908 ، عهد الانفتاح الصحفي الذي لم يعرفه العراق في العهد السابق ، فانهال ظهور الصحف المختلفة ، غير ان جريدة الرقيب بزت هذه الصحف قاطبة ، اذ تبنت موقفا معارضا لحزب الاتحاد والترقي الحاكم وسياسته القائمة على التفريق بين القومية التركية وغيرها من القوميات في الدولة العثمانية ( سياسة التتريك ) . فتعرضت الى الاضطهاد ولوحق صاحبها وكتابها .
صدر العدد الاول من الرقيب في مثل هذا اليوم من عام 1909 ، اصدرها عبد اللطيف ثنيان ، وهو اديب بغدادي يحمل مشاعرا عربية استقلالية ، فجعل من جريدته منبرا لهذه المشاعر ، وانتهز قضية اللغة العربية والاعتراف بها في دوائر الدولة ومدارسها ليشن حربا على الاتحاديين وسياستهم ضد القوميات غير التركية ، فنشرت اخبار الانتهاكات المستمرة للاتحاديين ، وكتبت العديد من المقالات الشديدة ضد ولاة الامر في بغداد ومنهم الوالي ناظم باشا ، كما نشرت مطالب الاهالي المختلفة حتى اصبحت وكانها لسان المعارضة ضد السلطة في العراق . واجهت السلطات التركية ( الرقيب ) بكل قوة ، فاغلقتها وصادرت مكتبها وقررت اعتقال صاحبها ، الا انه تمكن من الفرار الى مصر ، ولم يعد الى العراق الا بعد انتهاء العهد العثماني . تعد جريدة الرقيب من المحطات المهمة في الصحافة العراقية ، وهي اول جريدة معارضة للسلطة في تاريخنا الحديث ، كما يعد صاحبها عبد اللطيف ثنيان من اوائل العاملين في الحقل السياسي الوطني المعارض. رفعة عبد الرزاق محمد