عالية طالبأزمات العراق السياسية والاقتصادية والفدرالية والأمنية ، ينتج عنها دائما تصريحات عجيبة غريبة من الاطراف المستعدة " للشراكة" في كل شيء عدا شراكة المواطنة واحترام القانون والدستور والدولة والحكومة كما يبدو ، ودائما ما تطلق عبارة " الخط الأحمر " على العديد من المشاكل التي تندلق على السطح السياسي . الخط الأحمر أصبح ادمانا مضحكا للإعلام والساسة واستقبالنا له ورفضنا له أو انتظارنا له على سبيل التشفي من الجميع.
خط أحمر على مذكرة إلقاء القبض على نائب الرئيس المعتصم في إقليم كردستان، لان صفة المواطن تختلف باختلاف المناصب فهناك مواطن من درجة الألف ومواطن من درجة الياء ،وخط أحمر على الاعترافات التي اصابتنا بالمفاجأة والدهشة والامتعاض والألم .خط أحمر اخر أطلقه زعيم صحوة العراق أحمد أبو ريشة ، وهو يعرب عن رفضه إثارة موضوع اقتطاع قضاء النخيب من الأنبار، مؤكدا أن القضاء "خط أحمر" غير قابل للمساومة، والأجدر بمن يطالب باقتطاعها من الأنبار تنظيف مدينتهم وترفيه سكانها والقضاء على الفقر فيها قبل محاولتهم التوسع إلى الجوار!رغم تأكيدات احد أعضاء مجلس النواب أن هذه القضية دستورية وتحل على الطريقة الدستورية"، وأن "مسألة النخيب مركونة إلى المادة 140 التي تشمل جميع المناطق المتنازع عليها"، لافتا إلى أن "لجنة المادة 140 تتابع هذه القضية من الجهة القانونية".باعتبار ان ناحيتي النخيب والرحالية التابعتين حالياً إلى محافظة الأنبار، بموجب المادة 140 من الدستور العراقي، هما تابعتان لقضاء عين التمر الكربلائي، و مجلس كربلاء ما يزال يقدم الخدمات إلى الناحيتين كتبرعات كونهما تتبعان إدارياً حتى الآن لمجلس الأنبار.خط أحمر أخر على نائب رئيس الوزراء " صالح المطلك " تطلقه قائمته وتحذر من المطالبة بإقالته وإلا فانها ستطلب إعادة الانتخابات لان المطلك هو ضمن صفة الأحمر الدرجة السياسية !وخط أحمر على المصادقة على الميزانية إذا لم يخصص منها ما يكفل لكل عراقي 400$ " ياسلام" وإلا فان المصادقة ستتعطل وليوقف واقع العراق الاقتصادي وهو متوقف أصلا إذا لم تخصص الموازنة هذا الجزء لانتشال واقع المواطن العراقي الذي ستنقذه 400$ وتنقله من واقعه المتردي إلى المترفة والسعد حتى لو ان الموازنة لا تدري كيف توفق في إدراج هذه الفقرة وموازنتها أصلا تعاني من عجز فيها !ويكبر الخط الأحمر وهو يلوح بلون الدم القاني فيما لو تم فضح الأسماء السياسية الرفيعة التي أظهرت التحقيقات والاعترافات تورطها بقتل الأبرياء وإدامة الإرهاب.ويتسع الخط الأحمر ليشمل رغبتنا بالتخلص من المفارز المعوقة لحياتنا والميسرة لعبور المفخخات والمسلحين والكواتم ، ويتضخم الخط الأحمر ونحن نبحث عن وظائف لشبابنا الذين لا يملكون ارتباطات حزبية أو مبالغ للرشا أو علاقات بالمسؤولين أو التصريح بمذاهب مغايرة لمذاهبهم ليضمنوا تعيينات لدى وزراء الشيعة والسنة على حد سواء .
وقفة: تصريحات " الخط الأحمر"!
نشر في: 23 يناير, 2012: 09:32 م