 ترجمة: محمد إبراهيم  نعلم جميعاً أن نمط الحياة يؤدي دوراً رئيسياً في مهددات تعرضنا لأمراض معينة.بيد أن العلماء باتوا يقولون الآن إن الهيئة التي ولدنا بها تؤدي دوراً يماثل الدور الذي تؤديه أنماط المعيشة وأسلوب الحياة.والهيئة التي أبصرنا بها النور لا يقصد بها تلك الجينات المعيبة والمشوهة فقط، التي يدرك الجميع أنها تسبب وتنشط أمراضاً بعينها، ولكن يقصد بها أيضاً السمات البدنية والشخصية التي تُحدد منذ الولادة وتالياً نستعرض ما تقوله لنا أجسادنا في ما يتعلق بصحتنا في المستقبل.
الصلع:المخاطر الصحية: سرطان البروستاتا وأمراض القلبيرى الأطباء أن الرجال الذين لديهم صلع، تزداد أرجحية إصابتهم بسرطان البروستاتا للضعف، مقارنة بمن لا يعانون الصلع.ويعتقد أن مستويات التيستيسترون - أثناء البلوغ - قد تكون مسؤولة عن الإصابة بالصلع.وقد وجد باحثون أمريكيون أن مخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا، قد تكون لها علاقة بمقدار هرمون التيستيسترون الذي يتشكل في جسم الإنسان منذ مرحلة البلوغ، فهذا الهرمون يرتبط بالصلع أيضاً، وهذا ما قد يفسر العلاقة بين السمات والصفات البدنية والجسمانية، والإصابة بهذا المرض. كما أن فقدان شعر الرأس قد يعني أيضاً ارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وفقاً لدراسة أجرتها جامعة هارفرد.وفي هذه الدراسة حلل الباحثون العلاقة بين فقدان الشعر وأولئك الذين تعرضوا لأمراض قلبية كالنوبات القلبية غير المميتة، والذبحة الصدرية أو آلام الصدر.ومقارنة بالرجال الذين لا يعانون الصلع، تزداد مخاطر التعرض لهذه المتاعب الصحية بنسبة تبلغ 9% وسط الرجال الذين بدأ الصلع وفقدان الشعر يزحف على مقدمة رؤوسهم، وتزداد هذه المخاطر لتصل إلى 23% فيمن كانت مناطق الصلع بادية عليهم، وعندما ينعدم الشعر في مقدمة الرأس ترتفع المخاطر لتبلغ 36%.ومرة ثانية، يعتقد أن الهرمونات هي المسؤولة عن ارتفاع نسبة المخاطر.ويشتبه العلماء في إسهام الهرمونات في الإصابة بالتصلب العصيدي “atherosc lerosis”، “وهو مرض شرياني يؤثر في الأوعية الدموية، نتيجة ترسب البروتينات الشحمية التي تحمل الكوليسترول في الشرايين، ويشار إليه عادة بوصفه “تصلب” أو “التغطية بالفرو” للشرايين، وتسبب تشكيل عدة صفاح دموية داخل الشرايين مسببة تضيقها، وهذا التضييق يحد من تدفق الأوكسجين نحو أنسجة الجسم، وتكون أخطر حالاته عندما يسد شرايين القلب فيسبب الأزمة القلبية أو المخ حيث يسبب الجلطة الدماغية”.طول الأصابع:الرجال الذين يتصفون بطول الأصابع، أكثر أرجحية للإصابة بالاكتئاب.ووفقاً لدراسة أعدتها جامعة ليفربول، تتناسب القابلية للإصابة بالاكتئاب مع طول الأصابع النسبي المقارن بطول الرجل.ويبدو أن هذه العلاقة مرتبطة بتعزيز هرمون التيستيسترون “الذي يتم إنتاجه منذ الأسبوع الثامن من الحمل”.والمعروف علمياً أن التيستيسترون يؤدي دوراً مهماً في نمو الأعضاء التناسلية للذكور، وفي نمو الجهاز العصبي المركزي أيضاً، وفي نمو الأصابع أيضاً. وقد يؤثر التيستيسترون الزائد في الأنظمة العصبية، وبالتالي يؤثر في قابلية الرجل للإصابة بالاكتئاب.وخلال هذه الدراسة تم قياس طول أصابع الرجال والنساء، ثم استخدم الباحثون “لائحة بيك”، وهو نظام يستخدم لقياس الاكتئاب لتحديد وتعريف من يعانون هذا العارض الصحي، ورصد مدى حدة مرضهم.وقد أظهرت النتائج التي رصدت في صفوف الرجال - ولكن ليس وسط النساء - أن درجة الاكتئاب العالية لها علاقة بطول الأصابع “خاصة الإصبع الرابع”.قصر السيقان:المخاطر الصحية: أمراض القلبتقول دراسة أجرتها جامعة بريستول البريطانية، على الرجال والنساء، إن قصر السيقان يعرض الإنسان أكثر لمخاطر الأمراض القلبية.ويعتقد أن التأثير الحمائي الذي يوفره الطول الجسماني يتأتى من عوامل بيئية تبدأ من الولادة حتى الوصول إلى سن الرشد “كالرضاعة الطبيعية أو النظام الغذائي الصحي”، وهي عوامل بيئية تؤثر في نمو العظام ولديها تأثير وقائي طويل المدى في مخاطر الأمراض القلبية.وفي دراسة مستقلة أجريت على 2500 رجل، وجد الباحثون أن حالة مرضية تسمى بـ”مقاومة الأنسولين” - تعتبر مقدمة أو نذيراً للإصابة بالسكري - كانت شائعة أكثر لدى الـ 25% من الرجال المتصفين بقصر السيقان “حتى إذا كان طولهم الإجمالي عادياً”.ويقول العلماء إن الرجال الذين يتصفون بقصر سيقانهم لديهم مشكلات قلبية أيضاً، حيث لوحظ أن دمهم كان أكثر أرجحية لزيادة مستوى الدهون وزيادة مادة تسمى “فيبرينوجين” تسبب تجلط الدم، وكلاهما يرتبط بزيادة مخاطر الأمراض القلبية.ويرى العلماء أن من يتصفون بقصر السيقان من الممكن أن يكونوا تلقوا تغذية سيئة في طفولتهم أثرت في نمو عظامهم، وعندما تحسنت نوعية غذائهم في سنوات الرشد لم يكن الجسم قادراً على القيام بأي شيء حيال السعرات الحرارية الزائدة فيما عدا تخزينها نسيجاً دهنياً فائضاً، ولذلك ترتفع مخاطر التعرض لمتاعب قلبية.الأقدام الصغيرة:المخاطر الصحية: صعوبة عملية الولادةقد يكون لحجم أو قياس قدم المرأة علاقة بحجم حوضها، فإذا كانت قدم المرأة صغيرة، فإن هذا قد يعني ضيق حوضها، وبالتالي زيادة مخاطر خضوعها لعملية قيصرية طارئة في الولادة.وتقول جيني بايرون، اختصاص