TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > كتابة على الحيطان: عودة البعث الضال

كتابة على الحيطان: عودة البعث الضال

نشر في: 5 أكتوبر, 2009: 06:27 م

عامر القيسيمن دون أي حياء اخلاقي او سياسي تصاعدت في الفترة الاخيرة، وهي مرحلة العد التنازلي للانتخابات النيابية، دعوات علنية لعودة البعث بالجملة والتقسيط  الى واجهة النشاط  السياسي، وسقطت ورقة التوت عن عورات سياسيين واعلاميين عراقيين صعدوا من مستويات هذه الدعوات افقيا وعموديا.
مستثمرين كل مزايا الديمقراطية العراقية للدفاع عن المنهج الدكتاتوري الذي اوصلنا الى هذه الحالة، بل انهم قبل الكشف الأخير للنوايا السليمة كانوا يلطفونه بقلب الحقائق، بل وبتزوير الماضي القريب جدا!فسياسي في هرم السلطة السياسية في العراق،راح يتغزل بمنجزات البعث والبعثيين واعتبر ان عودتهم على المكشوف هي اضافة نوعية للعملية السياسية التي يؤمن بها هذا السياسي، الذي تلقى على ايدي البعثيين انفسهم اكثر من ضربة موجعة تحت الحزام بعد سقوطهم المخزي والمدوي في التاسع من نيسان 2003. فيما اوقعت (زلة) لسان سياسي آخر في لقاء فضائي، حين عزّ عليه ان لايذكر الصداميين تحديدا وانه ليس ممانعا في عودتهم المباركة الى المائدة السياسية العراقية. فيما يطبل البعض من الاعلاميين وهم يرقصون خائضين في الوضع العراقي من اقصى اليسار الى اقصى اليمين حسب مبالغ الصكوك وكرم الغافلين والمتغافلين والقاصدين  من سياسيي الداخل والخارج.ويعلو الضجيج في مجلس النواب، ممثل الشعب المضطهد من قبل البعثيين لاربعة عقود، بالاصوات التي لاترى خيرا في مشاريع المصالحة الوطنية  الا بعودة بعث الجماجم والدم. وتناغما مع هذه الموجة السوداء انبرت وتنبري الاقلام (الشريفة) للترويج لهذه المهزلة تحت لافتات، انكشفت نواياها، عن الملطخين وغير الملطخين عن الابرياء وغير الابرياء عن الزيتونيين والسفاريين عن حملة الكواتم وكتبة تقارير الاعدام. دعوات بالجملة في سوق النخاسة السياسية هذه تكشف آخر اوراقها في منعطف اللحظة التاريخية العراقية، في اسهل وأرذل اختيار اخلاقي وسياسي، رافعين بذلك ستارة كلفة التستر الى آخر مدياتها!. وبين دونية الانتهازية السياسية وبورصة الدولار الاعلامي تنبثق اسئلة جديدة عن الماضي والحاضر والمستقبل.اسئلة عن التجربة السياسية الجديدة نفسها، عن مراوحتها واستنجادها بأشد اشكال الماضي ايلاما للمحافظة على مكاسبها الخاصة،عن تحصناتها القديمة – الجديدة، عن قدرتها على بناء العراق الشعاراتي حتى هذه اللحظة!!، اسئلة عن التحصينات التي كانوا يتمترسون خلفها ويساهمون بفعالية في قيادة عملية سياسية من الطراز العراقي. اسئلة عن الدور الامريكي الخفي في ترتيب الصفقة وابصام الآخرين عليها! وهم القادمون لمشروع دمقرطة الشرق الاوسط. ورأس الشليلة كنّا نحن.وأكثر مانخشاه ان يضيع هذا الرأس فينطبق علينا المثل (لاحظت برجيلها ولا خذت سيد علي)!يا للنكسة.....الواضحون منهم معروفون، والخطر، كل الخطر، من المتمترسين خلف العباءات المتعددة الآلوان. وكما أودونيل وشميتر في كتابهما (الانتقالات من الحكم السلطوي): (في الحالات التي تكون فيها عناصر القمع حية وناشطة فإنها ستترك بعض اعنف واخطر مناصري النظام الراحل في مواقع حصينة ونعتقد بأن تجاهل المسألة هو اخطر الحلول).الاكثر اعتدالا يبحثون عن الابرة في كومة القش، والاكثر تشددا يغوصون في واسع الرحمة وينسون شديد العقاب!وضحايا الماضي، وهم انفسهم اليوم ضحايا بقايا الماضي، يبحثون عن لقمة الخبز وانصاف ارواح الشهداء والمعذبين من ابنائهم. والبعثيون يشمرون عن سواعدهم لانتزاع الكعكة من الافواه والانقضاض على ما تبقى منها على مائدة اللاعبين! والمعارضون يلتقطون بقايا الكلام ثم يقدمونه مُلاكا ملوثا للجماهير العريضة والطويلة، والشعراء اليساريون يتغنون بأحذية الاعلاميين. ويبقى عبد الكريم كاصد محقا حين يقول في ديوانه الحقائب:(كلكم مخلصون حامل الختم والمخبرون)وأنا وأنت..... رقصني ياجدع!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram