TOP

جريدة المدى > سينما > شـرايــط.."مريم كشاورز".. الوقوف وراء النص

شـرايــط.."مريم كشاورز".. الوقوف وراء النص

نشر في: 25 يناير, 2012: 07:09 م

كاظم مرشد السلوم ربما تكون السمة المميزة لفيلم "شرايط" للمخرجة الإيرانية المقيمة في الولايات المتحدة "مريم كشاورز ، هي الجرأة في طرح موضوع ربما لم تتعرض له الكثير من الأفلام ، ليست الإيرانية فقط بل حتى أفلام دول لها باع طويل في السينما،
 فهي تحاول أن تتعرض للمقدس الإسلامي بجرأة ربما لم ألحظها أنا على اقل تقدير في باقي الأفلام الإيرانية التي كثيرا ما انتقدت التابو الإسلامي والتشدد الذي تمارسه السلطة الدينية في إيران، ولكنها لم تطرح مثل هذا الطرح الذي طرحته "مريم كشاورز"، حيث يحكي الفيلم قصة فتاتين صديقتين من طبقة ارستقراطية، مازالت متمسكة بتقاليدها الاستقراطية رغم التغيير الكبير الحاصل في إيران بعد مجيء آية الله الخميني إلى السلطة في شباط 1979، أولى علامات التمرد تبدأ بالمشهد الاستهلالي للفيلم ، حيث باحة مدرسة ثانوية ينادي فيها على أسماء الطالبات ، وطلب المديرة من الطالبة "شيرين" قامت بدورها الممثلة الفرنسية الجنسية والإيرانية الأصل "سارة كاظمي" أن تبقى لكي تتكلم مع المديرة فتبقى معها صديقتها الطالبة "عاطفة"، تلعب دورها الممثلة  "نيكول بوشهري" ، حيث يتضح اعتماد شيرين على عاطفة في دفع مستحقات المدرسة المتأخرة ، ثم تسخران من المديرة وتقلدان صوتها، لينتقل الفيلم بلقطات عدة لإيصال فكرة طموح الفتاتين بالحصول على كامل حريتهما، والحرية هنا ليست حرية البيت، بل حرية المجتمع فعائلتهما الاستقراطية لا تمانع ولا تعترض على كل ما تقومان به ، حيث تذهبان الى منازل للجنس والدعارة وتعاطي الحشيش وهما مازالتا طالبتي إعدادية.الأخ الأكبر لعاطفة متدين عكس بقية أفراد العائلة خصوصا وهو العائد توا من الباسيج ، رغم تعليمه الاستقراطي الواضح فهو عازف ومحب للموسيقى بشكل كبير ، وهو لا يعترض على تصرفات أخته رغم عدم رضاه الداخلي فتبدو سلطة الأب هي المهيمنة عليه ، فيقوم بمراقبة أفراد أسرته من خلال نصب كاميرات مراقبة في كافة أرجاء المنزل ويستمتع بذلك في إشارة الى الوضع النفسي الذي يعانيه.عاطفة تحلم بمغادرة طهران إلى دبي حيث الحرية الواسعة ، واعتقد أن اختيار دبي له دلالة واضحة على التباين بين مجتمعين إسلاميين .عاطفة وبسبب شبقها الكبير والواضح تتحول إلى شاذة تعشق صديقتها شيرين، وفي مشهد فيه تعرض واضح للمقدس تبدأ عاطفة بملامسة صديقتها شيرين وتبدأ بمضاجعتها مع تكبير المؤذن لصلاة الفجر، واعتقد أن هذا المشهد قد أثار الكثير من ردود الأفعال باتجاه الفيلم ، فالكثير من الأفلام الإيرانية تعرضت للنظام وللإسلاميين المتشددين دون الإساءة الواضحة للمقدس ، فالأذان هو إسلامي عام وليس إيرانيا فقط ، ولو أخذنا فيلم مثل "السلحية" للمخرج كمال تبريزي "فانه يتعرض لشخص رجل الدين الفاسد بشكل كبير وكذلك للمؤسسة الدينية، معتبرا أن الممارسة الفردية هي الخلل وليس الإسلام ، وحصل الفيلم على العديد من الجوائز في داخل إيران وخارجها ، وكذلك فيلم أطفال الجنة للمخرج "مجيد مجيدي"، حيث يدين الفيلم الطقوس الدينية في إيران ، فرغم حاجة أولاده لشراء حذاء بدل الذي فقدوه ، يظهر الفيلم الأب وهو يذهب يوميا إلى مجالس العزاء الدينية والتبرع لها ولكن السلطة لم تستطع منع الفيلم لأنه يقدم طرحا عن خلل واضح في تفكير الرجال المتدينين، وحصل الفيلم كذلك على العديد من الجوائز ، ورشح لجائزة الأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي في حينها.الفيلم يحاول طرح قضية هاتين الفتاتين بشكل مرتبك، فهو لم يقدمهما كفتاتين مضطهدتين لكي نتعاطف معهما، بل قدمهما كفتاتين شاذتين تحاولان التمرد على كل شيء، العائلة، السلطة والدين.الأخ الكبير "مهران" يقع في حب صديقة أخته شيرين، رغم معرفته بإقامتها علاقة جنسية مع شقيقته ، خصوصا بعد إلقاء القبض على الاثنتين وهما في حالة سكر شديد وتقودان سيارتهما وتصرخان طالبتين أن تتم مضاجعتهما من احد ما، بعد أن حاولتا مع بعض أصدقائهما دبلجة فيلم "ميلك" لشين بن" إلى اللغة الإيرانية إيغالاً في تحدي السلطة والمجتمع المحافظ الذي يعشن فيه، فيلقى القبض عليهن واقتيادهن إلى مبنى للمخابرات، حيث يعمل الأخ مهران، تحاول المخرجة مريم كشاورز أن تعرض طرق التحقيق التي فيها انتهاك كبير لحقوق الإنسان، "مشهد فحص عذرية، عاطفة"، والضغط الكبير الذي تعانيه "شيرن" من قبل المحقق ، لكن تدخل والد عاطفة ينهي الموضوع ويتمكن من إخراجهما من السجن بعد أن يعرف أن ابنته قد فقدت عذريتها، ولكنه لا يبدي أي اعتراض أو غضب على ذلك ، كذلك الابن مهران يطلب من شيرن الزواج رغم معرفته بتفاصيل التحقيق ، وربما أرادت "مريم كشاورز" أن تقول إن نظرة هذه الطبقة الاستقراطية الإيرانية إلى مثل هكذا أمور لا تختلف كثيرا عن نظرة المجتمع الأوربي لها .وتؤكد على ذلك بمعرفة الأخ مضاجعة أخته لزوجته من خلال كاميرا المراقبة التي يضعها، وتحدي أخته له بالوقوف أمام كاميرا المراقبة. وتمسكه رغم ذلك بزوجته ، رغم تأثيره على الأب وإقناعه بالصلاة معه.الفيلم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram