اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > موكب حماية أحد المسؤولين يتسبب بوفاة مريض!..الإسعاف الجوي حلم بعيد المنال

موكب حماية أحد المسؤولين يتسبب بوفاة مريض!..الإسعاف الجوي حلم بعيد المنال

نشر في: 25 يناير, 2012: 07:31 م

 بغداد/ دعــــــــاء آزاد  عدسة/ أدهم يوسف رنّّ جرس هاتف الإسعاف الفوري.. أجاب أحد موظفي وحدة السيطرة المركزية، المتصل كان امرأة تتكلم بصوت مرتجف قائلة "نحتاج إلى سيارة إسعاف رجاءً لان شقيقتي مريضة، وبعد أن تسلم الموظف كل المعلومات الخاصة  بحالة المريضة وكتب عنوان  بيتها الكائن بالكرادة، بدأ علي الموظف الآخر في الغرفة نفس المناداة:
 على السيارة المطلوبة أن تتوجه إلى منطقة الكرادة هناك حالة مرضية، أسرع محمد المسعف وزميله السائق ياسين المسؤوليْن في ذلك اليوم عن عجلة الإسعاف المذكورة، وركبا السيارة  في رحلة في شوارع بغداد  تشبه المغامرة وبعد اجتيازهما الزحامات المرورية والسيطرات الأمنية التي لا تعد ولا تحصى. وبعد طريق طويل وشاق وصل المسعفان إلى مكان المريض، سأل المسعفان: أين المريضة ،أجابهم عدد من جيرانها الذين كانوا يتجمعون بالقرب من بيتها: المريضة في الطابق الرابع، مشيرين إلى العمارة التي أمامهم، قرع طاقم الإسعاف الباب فتحته شقيقة المريضة قائلة :(تفضلا هي هنا نائمة)، جهز المسعفان "السدية" ودخلا غرفتها وبعد لحظات ساد الصمت، إذ نظر المسعفان لها باندهاش شديد متفاجئين، تبادل محمد وياسين النظرات ولم يجدا كلاما يعبر عن الموقف، إذ اكتشفا أن المريضة تزن 250 كيلو غراما،  وهذه المعلومة لم تذكرها شقيقتها التي اتصلت بالإسعاف، وفي ذلك الوقت على المسعفين أن ينزلاها من الطابق الرابع إلى الأرضي مع عدم وجود مصعد!! لم يكن أمام محمد غير حل واحد الا وهو أن يتصل بدائرة الكهرباء لترسل لهم رافعة لان المريضة لا تستطع نزول السلم ،وبعد انتظار ليس بالقليل وصلت الرافعة وتم إخراج  المريضة من شرفة الشقة ووضعوها في سيارة الإسعاف دون سدية! إذ افرغوا السيارة لأنها لا تكفيها وأوصلوها إلى المستشفى ، كانت هذه إحدى مغامرات المسعفين في محاولاتهم إنقاذ حياة المرضى. تاريخ الإسعافبدأ عمل الإسعاف في العصور القديمة مع استخدام عربات الخيل لنقل المرضى  وظهرت أول  سيارة إسعاف في العالم في مدينة بون في ألمانيا ، وتطورت سيارة الإسعاف لتكون حاجة ضرورية لنقل المصابين في جميع أنحاء العالم وكانت مزودة بأحدث التكنولوجيا مع كل مرحلة من التطورات البشرية .   الإسعاف الفوري في العراق أو كما يسميه الخبراء (القلب النابض) لوزارة الصحة، تأسس عام 1975 وكان يتألف من 1200 سيارة إسعاف، لكن بعد الحصار الذي فرض على العراق بدأ العدد يتناقص حتى وصل إلى سيارتين فقط في بغداد؛ واحدة لجانب الرصافة، والأخرى لجانب الكرخ. الإسعاف الفوري تابع إلى دائرة العمليات والخدمات الطبية المتخصصة ويقسم إلى 4 قواطع، كل قاطع مسؤول عن جزء من بغداد، ويقسم إلى عدة مراكز تغطي عموم مناطق العاصمة.  في اليوم العالمي للإسعاف الفوري قرر طاقم (المدى) أن يدخل الى عالم هذه الشريحة المهمة التي تصارع الوقت، لتنقذ حياة المرضى والمصابين، وما أكثرهم في العراق الجريح ، دخلنا إلى احد قواطع الإسعاف لنكتشف خبايا هذه المهنة، متوقعين أن نرى مظاهر الاحتفال بعيدهم السنوي لكن لم نجد أي مظهر للاحتفال لتزامنه مع وفاة الرسول محمد (ص)، وجدناهم كخلية نحل دائمة الحركة والعمل، تبدأ من الصباح حتى صباح اليوم التالي، من دون توقف على الرغم من كثرة المعوقات.معاناة لا تنتهي يصف لنا مدير قاطع الرصافة للإسعاف الفوري عبد العال كثير عمل الإسعاف في بغداد بأنه معاناة لا تنتهي،  قائلا: " تبدأ المعاناة أولا من سباقنا مع الوقت لأنه أهم عنصر في عملنا لكن في ظل الزحامات والطرق المغلقة والكتل الكونكريتية والسيطرات الأمنية الكثيرة قد نتأخر في الوصول إلى المرضى، إذ أن  الدقيقة الواحدة قد تكون سببا في أن يخسر المريض حياته، وبيّّن: أن سوء أرضية الشوارع قد تؤثر أيضا في طريقة سير سيارة الإسعاف، وبالتالي تؤثر في حالة المريض. وعن معاناة الإسعاف أوضح: نعاني قلة مراكز الإسعاف، معللاً ذلك بصعوبة الحصول على أراض في مواقع مناسبة لبناء مراكز إسعاف، وإن حصلنا عليها فأنه سنتأخر في تسلمها بسبب الإجراءات الروتينية الطويلة، وتابع: عمل الإسعاف في بغداد عمل شاق جدا في ظل عدم تعاون السيطرات الأمنية وغياب وعي المواطن خاصة في أطراف بغداد، إذ انه لو مات المريض- لا سمح الله - فإن المسعف سيلاحق عشائريا ، ومن جهة أخرى هناك مشكلة قلة  كوادر الإسعاف والسيارات وقدمها وبدائية أدواتها! لا توجد قوانينتحمي المسعف فيما طالب عدد من المسعفين بتشريع قانون يحدد ما هو عمل المسعف، إذ يقول ليث (مسعف) "لا يمكن أن نعطي المريض أكثر من الإسعافات الأولية البدائية لأنه لا يوجد قانون يسمح بمعالجة المريض إذا اقتضت الضرورة، ونحتاج إلى قانون يحدد ما هو لنا وما هو علينا ،وأضاف: الأدوات التي لدينا ما زالت هي الأخرى بدائية في وقت وصل فيه الإسعاف الفوري في العالم إلى إجراء عمليات في سيارات الإسعاف . أما احمد (مسعف) يقول "مرتباتنا  لا تضاهي المجهود الذي نبذله نحن نعرض حياتنا للخطر في كل لحظة خاصة في الانفجارات المزدوجة التي تحدث بالتتابع، ولدينا أكثر من 30 شهيدا، وضعف هذا الرقم ج

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram