إكرام زين العابدين لم تنجح الأمانة العامة للجنة الاولمبية العراقية في إعداد او تنظيم مؤتمر تحضره الاتحادات الرياضية المشاركة في الدورة الرياضية العربية الثانية عشرة التي اُختتمت في الدوحة نهاية العام الماضي من خلال الفوضى التي سادت اجواء قاعة كلية التربية الرياضية في الجادرية بالرغم من حضور نخبة رائعة ومتميزة من الأكاديميين واعضاء المكتب التنفيذي ورؤساء الاتحادات الرياضية إضافة الى المهتمين بالشأن الرياضي.
سجلت مفكرتي العديد من النقاط المهمة التي يجب ان يتوقف عندها الجميع، إحداها عدم وجود جدول اعمال او نقاط يناقشها الحاضرون بالتسلسل، اضافة الى تحديد يوم واحد لمناقشة مشاركة 24 اتحاداً ببطولة تعد أولمبياد العرب وتقام كل اربع سنوات وتصرف عليها ملايين الدنانير وهي كافية، وكان يجب ان تقسّم على ثلاثة ايام يتم في اليوم الاول مناقشة الاتحادات الذهبية وهي ( المصارعة وبناء الاجسام والقوس والسهم والملاكمة والبليارد وألعاب القوى ورفع الاثقال )، اما اليوم الثاني فيضيّف المؤتمر الاتحادات الفضية والبرونزية وهي ( التايكواندو والرماية والشطرنج والكاراتيه والفروسية والجودو والمبارزة)، وفي اليوم الثالث يتم تضييف الاتحادات التي لم تحقق ميداليات وهي الالعاب الجمعية (كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة والطائرة الشاطئية ) واتحادات ( التنس الارضي والجمناستك والإسكواش والبولنيغ والدراجات والسباحة وتنس الطاولة).لو فرضنا ان النقاط التي كان سيناقشها المؤتمر في يوم واحد تتضمن كلمات ترحيبية تستمر لمدة ثلاثين دقيقة ومناقشة كل اتحاد تتطلب عشر دقائق لكل اتحاد فان المجموع الكلي للزمن سيكون 300 دقيقة اي خمس ساعات متواصلة لكي نعطي صورة موجزة عن مشاركة المنتخبات الوطنية في اولمبياد الدوحة، وهو تقريباً الوقت الذي استغرقه مؤتمر يوم الاثنين الماضي ولكن من دون ان يتوصل الحاضرون الى نتيجة مقنعة تؤشر مكامن القوة والضعف في الرياضة العراقية التي أُبتليت بعدد من بائعي الكلمات والخطب الرنانة والجاهلين الذين يبحثون عن المناصب والكراسي والإيفادات المستمرة على مدار السنة!نيات بعض الحاضرين في قاعة كلية التربية الرياضية كانت خالصة وسليمة في تأشير الإيجابيات وتشخيص الأخطاء ومنهم الدكتور باسل عبد المهدي الذي طالب بضرورة عرض تقارير الاتحادات امام الحاضرين في المؤتمر، لكن يبدو ان البعض الآخر أراد ان تكون الجلسة طوق نجاة ينقذ المتكاسلين من الحرج الذي سيواجهه عند قراءة التقارير التي سلمتها الاتحادات الرياضية 13 للامانة العامة التي طلبت اجابات على اسئلتها وتخلـّف عن تسليم التقارير أحد عشر اتحاداً لأسباب غير معروفة ما يعني ان دور الامانة العامة لم يكن حازماً في هذا الشأن الحساس. إن بعض الاتحادات الرياضية تتصور أن دور الإعلام الرياضي هو التطبيل وتجميل صور رؤساء واعضاء الاتحادات الرياضية في مختلف الظروف خاصة ان البعض يتصور ان الصحفيين بامكانهم ان يقلبوا الحقائق ويجدوا المبررات اللازمة لكل إخفاق او سلبية، لكنهم نسوا ايضا ان ايصال الحقيقية من دون رتوش هدف يبحث عنه اغلب الشرفاء العاملين بالصحافة الرياضة بالرغم من ان الحقيقية قد يكون ثمنها باهظاً وتدفع بناشرها الى الهاوية!
في المرمى :حقيقة ضائعة
نشر في: 25 يناير, 2012: 07:37 م