سلام خياط تمنيت -- والتمني رأس مال المفلسين –لو رجعت بي عجلة الزمان القهقرى ، ومحت من عمري بقدر ما أضافت منذ سنوات العنفوان ، لتأبطت دفتري وقلمي ، ووسدتهما ضميري ، ولأعلمت الأستاذ منذر عريم – أطال الله عمره ،، أو عبد الجبار الشطب – طيب الله ثراه – بوجهتي ، ولاصطحبت المصور البارع جاسم الزبيدي (الذي لو لم يكن عراقيا لأدرج على قائمة المصورين العالميين ،، أو لأقنعت المصور رهيف الحس سامي النصراوي ، الذي رام يبغي نجوة من هلاك فهلك أول ما وطئت قدماه أرض الغربة ، ولتوجهت نحو مديرية التقاعد العامة ،
أو لواحدة من دوائرها المبثوثة عبر أنحاء العاصمة ، ولكتبت تحقيقا ضافيا بالكلمة والصورة عن حجم المعاناة والقهر والإذلال الذي يلاقيه المتقاعد عند تسلم راتبه الزهيد – قياسا برواتب من هم في السلطة ،، الذين يحالون إلى التقاعد ولو بعد سنة أو سنتين من انخراطهم في الوظيفة ، ولأهرقت على الورق نزيف رهق المراجعين ،حتى يستنفد قلمي حبره ، وعيناي دموعهما الزحام على أشده في المديرية الهرمة البناية ، وأغلب المراجعين قد تجاوز الستين ,, أنتظر دوري في الصف ،، يستفزني صوت سيدة تلتمس ( لا أقول تتوسل ) الموظفة أن تيسر لها معاملة تسلم راتب الوالد _ والموظفة تصر :: في الهوية بعض الإبهام و لا بد من تجديد البطاقة ،، وحضور الأصيل شخصيا ... يعود الصوت الراعف يلتمس:: أنا وكيلته و أبي رجل كبير السن ، لا يقوى على صعود السلالم ولا نزولها ‘ علاوة على إنه كليل البصر ،، الموظفة متمسكة برأيها، لا تلين ،، يعود الصوت الراعف مرتعشا : أما من وسيلة لتذليل الخلل ؟ وإنصاف والدي ، فهو محام وشاعر وأديب ,,وو. يجلدني صوتها ’ أسألها بفضول حذر :: من عساه يكون السيد الوالد ؟ إنه منير الذويب .تجيب بخذلان.يقرع الاسم جرسا في الذاكرة ، يوم كان الذويب يشغل منصبا مرموقا في الوزارة .. كان باب غرفته مفتوحا على مصراعيه.. الآراء والأفكار في حضرته تصطرع ثم تنسجم وتتآلف ،، أو يحتدم صراعها فلا تنسجم ولا تتآلف,,وفي الحالتين ، لم تكن ابتسامة الذويب الأخوية ، الأبوية ،الحانية ، الآسرة ، تغيض.لقد استوردنا أسمال الديموقراطية وانتحلنا دور حماة القانون ، دون أن نستعير ممارسة إنسانية واحدة لإنصاف كبار السن الذين لهم كل الحظوة والامتيازات في الدول الديموقراطية،، لذلك لا بد من علاج ناجع وفوري لا يتسبب بإهانة المتقاعد ، الذي يعتبر تقاعده من الديون الممتازة في رقبة الدولة وأولويات رجال الحكم ،لا منة ولا صدقة ولا مكرمة،، استقطعت أقساطها من رواتب المتقاعدين—يومها -- دينارا فدينار ، يوم كان الدينار يساوي ا سمه ذهبا ......أما إيراد الاقتراحات فموعدها الأسبوع القادم ، مع ما سيضيفه أهل الرأي من حلول.وأتمنى – مجرد أمنية _ أن تتبنى ( المدى ، مؤسسة وصحيفة ) قضية المتقاعدين ، ولا تهدأ أو تستكين ، إلا بعد أن تعاد للمهانين كرامتهم المسروقة .
السطور الأخيرة :مهانون من دون ذنب ولا سبب
نشر في: 25 يناير, 2012: 07:55 م